السبت، 05 أكتوبر 2024

04:59 م

"صالون ديفا".. رحلة شقيقتين من "قبح" حرب غزة لصناعة الجمال في مصر

قصف صالون تجميل بغزة

قصف صالون تجميل بغزة

داليا أشرف

A A

"ليلة العمر" هكذا كان اسم صالون تجميل سيدات غزة منذ أكثر من 17 سنة، فكانت السيدة “رائدة إكي” وشقيقتها تبحثان عن مشروع يكون مصدر رزقهما ويسعد أيضًا نساء القطاع، وطرأ في بالهما فكرة امتلاك صالون تجميل وهو ما شيدته الشقيقتان حجرًا فوق حجر، حتى أصبح من أجمل صالونات التجميل في فلسطين، وفقًا لصاحبته رائدة التي تحدث لـ"تليجراف مصر".

صالون تجميل “ليلة العمر”

على مدار 17 عامًا حاز صالون “ليلة العمر” شهرة واسعة في غزة.. النساء تفضلنه عن غيره ويذهبن إليه كلما أردن نسيان قسوة الحياة ببعض أدوات التجميل التي تحسّن من طاقة كل امرأة، إلى أن تحوّل إلى كومة تراب!

القصف الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، والذي دخل في شهره الثامن، أضاع حلم الشقيقتين وشاهدتا "شقى العمر" يتهدّم أمام عيونهما بسبب غارة إسرائيلية غاشمة دمرت المنزل والصالون معًا، وقالت رائدة واصفة ما حدث "كل شيء راح".   

على الرغم من خروج عشرات الشهداء من الجيران في البيوت المجاورة لرائدة، فإنها تحمد الله أنها لا تزال على قيد الحياة هي وعائلتها، وطال الضرر صالون التجميل فقط ولم يطل أحدًا منهم.

بعد محاولات عدة أُدرج اسم زوجة شقيق الأختين على قائمة مرضى السرطان الذين تقرر قدومهم إلى مصر للعلاج، وجاءت رائدة مرافقة لها حتى تتلقى العلاج الكيميائي، وبدأت رحلتهما هنا بمصر، وتركتا ورائهما بقية الأسرة نازحة في رفح.

بعد تعثرات كثيرة في الحياة ببلد غير بلدها والتعامل مع أناس لا يشبهونها حتى في اللهجة، قررت رائدة أن تقف على أرض صلبة بمصر، وتعيد فتح مشروعها من جديد باسم "ديفا"، بمساعدة زوجة أخيها.

بدأ مشروع "ديفا" لسيدات فلسطين ومصر قبل شهر رمضان الماضي بأيام، وبمجرد سماع المصريات أن القائمات على الصالون فلسطينيات أقبلن عليه بكثافة كنوع من أنواع دعم القضية.

رائدة إكي جاءت إلى مصر تاركة أطفالها مع طليقها في غزة، تحلم باليوم الذي ستلتقي فيه معهم وتجتمع مع أسرتها مجددًا، فبين الحين والآخر تحاول أن تطمئن عليهم وتتأكد أنهم لا يزالوا على قيد الحياة.

واختتمت رائدة حديثها بقولها "أتمنى أعمل مستقبل بمصر لكن أعود مرة أخرى إلى بلدي فلسطين مع عائلتي، بس وقت ما نكون منتصرين، لأنه حاليًا لا أمان في غزة، نواجه حرب إبادة وخسارة البيوت تعتبر أقل ضرر".

search