الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:19 م

"الرجل العاقر".. سيدة مسيحية تشتري محمود المليجي بـ20 جنيها

محمود المليجي

محمود المليجي

بـ20 جنيها مصريا فقط لا غير، رهن الفنان محمود المليجي نفسه لسيدة مسيحية، ظلت تتحكم فيه حتى مات سنة 1983، وتفرض عليه ما يفعله وما لا يفعله، وتأخذ منه كل ما يكسبه في الفن، لدرجة أنه حين رحل عن الحياة لم يترك للورثة شيئا.

محمود المليجي 

عملاق الفن، وشرير السينما، وصاحب أفضل أداء تمثيلي، باعتراف أكبر المخرجين، لم يكن في بيته إلا مجرد زوح ضعيف ينفذ ما تأمره به زوجته دون مناقشة، يخاف من غضبها، ويسعى إلى إرضائها بكل طريقة. 

بدأت فصول القصة في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما كان محمود المليجي شابا في بداية مشواره الفني، يقدم أدوارا صغيرة مع فرقة يوسف وهبي، ولا يعلم أن زميلته في الفرقة علوية جميل (مسيحية من أصل لبناني) تضعه تحت المجهر وتراقب كل حركة يقوم بها، وتصغي إلى كل كلمة يقولها، دون أن تخبره أنها معجبة به. 

إلى دمياط ذهب محمود وعلوية مع الفرقة، لتقديم عرض مسرحي، وهناك جاءه خبر وفاة والدته، فجلس فاقدا النطق، ليس بسبب الحزن على والدته كما ظن الجميع من حوله، ولكن لأنه لا يملك في جيبه مصاريف الجنازة والعزاء، ولا حتى ثمن الدفنة. 

علوية جميل 

أدركت علوية المسألة، فتركته وذهبت إلى محلات الصاغة، باعت ذهبها، وعادت بـ(20 جنيها)، وضعتها في يده، وهي تعزيه، طبطبت على كتفه، وطلبت منه أن ينطلق في الحال.

من العزاء إلى الزفاف

عاد محمود المليجي من عزاء والدته، ليبدأ علاقة حب مع علوية، اختتمها بالزواج منها سنة 1939،  لتكون أول بخته، ويكون الرجل الثاني في حياتها، لأنها ارتبطت قبله برجل من خارج الوسط الفني، وهي في الثالثة عشر من عمرها، ورزقت منه بـ3 أطفال (إيزيس وجمال ومرسي).

المفارقة أن المليجي لم ينجب من علوية، وعندما ذهب إلى الأطباء أخبروه بأنه لن يستطيع الإنجاب طيلة حياته، فتعاملت معه علوية على أنه ابنها، وكانت شخصيتها أقوى منه، ما جعله يرضخ لأوامرها ولا يعصيها أبدا ، كما قال ابن أخيه إيهاب المليجي في تصريحات صحفية.

محمود المليجي وعلوية جميل 

تعاملت معه علوية – والكلام على لسان ابن أخيه –كابن، وكان المليجي يعتبرها والدته، ينفذ طلباتها مهما كانت تؤذي مشاعره، ترفض أن يزوره أصدقائه في البيت فيقابلهم في الكازينو أو المقهى، ونجحت في إفساد أي علاقة عاطفية يحاول إقامتها.

طلاق على التليفون

"في أحد الأيام علمت علوية بزواج محمود  من فتاة تسمى فوزية الأنصاري تعمل في فرقة أم كلثوم، وأجبرت المليجي على طلاقها ثالث يوم من الزواج ولم تكتف بذلك، جلست علوية أمام التليفون بهدوء وطلبت رقم "العروسة"، وقالت لها بكل ثقة: "انت طالق"، وأمرت المليجي الذي يقف بجانلها أن يتمم الإجراءات"، وكذلك أمرته بطلاق سيدة أخرى تزوجها. 

سبب خوف المليجي 

جبروت علوية وطاعة المليجي العمياء فسّرته الفنانة كوثر شفيق زوجة المخرج صلاح ذو الفقار جارتهما في عمارة الشربتلي بالزمالك في تصريحات صحفية.

محمود المليجي 

قالت كوثر:  كنت أسكن الشقة التي تقع أسفل شقة المليجي، وارتبطت بصداقة قوية مع زوجته علوية، التي كان الأستاذ المليجى يحبها، ويخاف منها ويعمل لها ألف حساب، ولا ينسى أنها وقفت بجانبه فى بداية حياته ورضيت بالزواج منه رغم ظروفه الصعبة، ولم ينس كذلك أن الشقة التى يسكنها معها باسمها، ولأنها لم تنجب منه كانت تعامله كابنها وتخاف عليه وتراقبه، وكان يعطيها كل ما يكسبه من التمثيل، وكل حاجة كانت باسمها، ولما مات (صيف 1983) لم يكن له ميراث لأسرته"

المليجي وسناء يونس 

خوف محمود المليجي من علوية جميل تسبب في ظلم كبير للفنانة سناء يونس التي تزوجها محمود المليجي سّرا، حتى لا تكتشف علوية الزيجة وتجبره على الطلاق للمرة الثالثة.

احتملت سناء لقب" عانس الفن"، وهي تقول لكل من يسألها عن سبب عدم زواجها أنها مرتبطة بالتمثيل، ولا تقبل أن يشغلها عنه أحد، فقط لتحافظ على اتفاقها مع محمود المليجي، الذي اشترط أن يكون الزواج في السر دون علم أي شخص. 

سناء يونس 

الناقد الفني طارق الشناوي كان أحد الذين كشفوا زواج محمود المليجي بسناء يونس يقول الشناوي في تصرحيات إعلامية: "بعد رحيل المليجي أجريت معها حوارا حكت فيه كل تفاصيل حياتها معه، ولكن قبل النشر اتصلت بي وطلبت مني ألا أكتب شيء فلم ترض هي أيضاً أن تغضب زوجته علوية جميل.

قبل  رحيل سناء يونس التقيت بها وذكرتها بالشرط فقالت لي "ياريتك مسمعتش كلامي وكنت نشرته"، وقد كان زواجهما في نهاية فترة السبعينات واستمر حتى وفاة المليجي. 

search