الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:51 م

"منقذ لبنان" في نظر ساويرس.. من هو كارلوس غصن؟

كارلوس غصن

كارلوس غصن

ولاء عدلان

A A

تجاوزت تصريحات مثيرة للجدل للمدير التنفيذي السابق لشركة نيسان، رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن، منتصف الأسبوع الحالي، حدود لبنان إلى مصر، مع دخول الملياردير المصري نجيب ساويرس على الخط بنصيحة للشعب اللبناني بالاستفادة من "غصن" لإنقاذ بلدهم.

نجيب ساويرس، نصح اللبنانيين عبر حسابه على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، أمس، بالاستفادة من “غصن”، بقوله “استفيدوا منه زي ما أنقذ نيسان ينقذ الاقتصاد اللبناني”، مرفقة بمقطع الفيديو الذي فند فيه “غصن” تصريحات المسؤولين اللبنانيين عن إفلاس لبنان. 

وقال غصن في مقطع الفيديو المجتزأ من لقاء أجراه مع قناة "إل بي سي" اللبنانية، الإثنين الماضي، إن لبنان غني بأصول عدة كالمطارات والموانئ فضلا عن الثروات الطبيعية، لكن هذه الأصول تقيم بشكل غير منطقي بـ40 مليار دولار، ويتناسى أن شركة مثل (تسلا) تبيع أقل من مليون سيارة يصل تقييمها إلى 500 مليار دولار، ولا تملك سوى مصنعين أو ثلاثة بالكثير، فكيف لدولة بكاملها يكون تقييمها 40 أو 50 مليار دولار؟، هو أمر لا يعكس سوى فقدان الرؤية لدى من يقولون هذا الكلام". 

40 مليار دولار أصول لبنان

كلام غصن جاء ردا على تقديرات سابقة نشرها تنظيم “كلنا إرادة اللبناني”، تقول إن أصول الدولة لا تتجاوز 40 مليار دولار، كما تفند تصريحات تكررت على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعادة الشامي عدة مرات، قال فيها إن الدولة اللبنانية (مفلسة) ولا تستطيع سداد ديونها أو كامل الودائع لعملاء البنوك، الأمر الذي اعتبره الكثير من اللبنانيين ومنظمات مدنية مثل جمعية “صرخة المودعين” محاولة للتهرب من مسؤولية القطاع المصرفي تجاه المودعين وشطب مستحقاتهم لديه تحت ذريعة إفلاس الدولة.

ترضخ الدولة اللبنانية منذ العام 2019 تحت وطأة أسوأ أزمة مالية في تاريخها منذ الحرب الأهلية، والأسوأ عالميًا منذ عام 1850 وفقا لتصنيف البنك الدولي، الذي اعتبر أن لبنان بحاجة إلى فترة بين 12 و19 عاما للتعافي من هذه الأزمة التي أبسط معالمها ركود قاسٍ وانهيار لقيمة العملة الوطنية بأكثر من 98% وتضخم تجاوز 221% خلال العام الماضي. 

من هو كارلوس غصن؟

نصيحة ساويرس ربما تكون من دافع الخلفية الاقتصادية للرجل اللبناني والتي ربما يعلمها “علم اليقين” بحكم احتكاكهما بعالم المال والأعمال، ولكن هل يعرف الجميع “غصن”؟.

كارلوس غصن ولد 1954 في البرازيل لأب وأم لبنانيين مهاجرين، تلقى تعليمه الأساسي في لبنان عندما عاد إليه في السادسة من عمره، ثم غادر إلى فرنسا بهدف الدراسة الثانوية وإكمال تعليمه الجامعي، وهناك درس الهندسة والتعدين ليبدأ حياته المهنية في شركة ميشلان في العام 1978.

طوال مسيرته في “ميشلان” التي امتدت لقرابة 18 عاما، تقلد العديد من المناصب العليا كان أبرزها في العام 1990 عندما اختارته إدارة الشركة الفرنسية الشهيرة لمنصب الرئيس التنفيذي لفرع أمريكا الشمالية. 

ورث كارلوس من جده “بشارة غصن” الحس التجاري والإداري، وعلى خطاه أصبح مديرا في عدد من الشركات، لكن غصن تمكن من أن يصبح أحد أقطاب صناعة السيارات عالميا، ففي العام 1996 وقع اختيار شركة “رينو” عليه ليصبح نائبا للرئيس التنفيذي، ووقتها نجح في إنقاذ الشركة من الإفلاس خلال 12 شهرا فقط، ثم خطط لتحالف استراتيجي مع شركة نيسان ليخرج الكيان الجديد إلى النور في العام 1999، وهنا تمكن مرة أخرى من هندسة خطة إنقاذ عاجلة لشركة نسيان التي أصبح رئيسا لها في العام 2000، وتحولت تحت قيادته إلى واحدة من أكثر الشركات ربحية في القطاع بعد أن كانت مثقلة بالديون. 

قطب صناعة السيارات

اعتبارا من التسعينيات، أصبح اسم كارلوس غصن معروفا في عالم صناعة السيارات، لنجاحه المتكرر في إنقاذ الشركات الغارقة في الخسارة، على سبيل المثال في العام 1999 تكبدت شركة نيسان خسارة بأكثر من 6 مليارات دولار لتتحول في العام التالي وتحت قيادة غصن إلى الربحية وتحقق أرباحا بقرابة 3 مليارات دولار.

في 2003 صنفت مجلة “فورتشن” الأمريكية غصن ضمن قائمتها لأقوى 10 أشخاص في مجال الأعمال خارج الولايات المتحدة. 

نجح “قطب السيارات” في العام 2016 في استقطاب شركة ميتسوبيشي إلى تحالف رينو-نيسان ليصبح واحدا من أقوى أقطاب صناعة السيارات عالميًا، إلى أن قررت شركة “نيسان” إقالته في نوفمبر 2018 ووجهت إليه تهما تتعلق بخيانة الأمانة وسوء السلوك المالي واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية خلال الفترة من 2010 إلى 2018، وهذه التهم جعلته يقع رهن اعتقال السلطات اليابانية إلى أن أفرج عنه في ديسمبر 2019 مقابل كفالة 9 ملايين دولار مع وضعه تحت الإقامة الجبرية.

في أثناء وضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله بطوكيو، تمكن غضن من الهرب داخل صندوق للآلات الموسيقية بمساعدة عسكري أمريكي سابق، ليعود إلى لبنان في 30 ديسمبر 2019 على متن طائرة خاصة، حيث يمنع القانون اللبناني تسليم المواطنين للدول الأخرى بغرض المحاكمة.

منذ ذلك الوقت أصبح غصن مطلوبا للإنتربول الدولي في ضوء الاتهامات التي تلاحقه من إدارتي نيسان ورينو، لكنه في المقابل رفع دعوى قضائية في منتصف 2023 بلبنان ضد شركة نيسان يطالبها بالتعويض عن الضرر الذي ألحقته بسمعته على خلفية اتهامات ينفيها تماما، ويتهم الشركة اليابانية بتدبير مؤامرة ضده لإجهاض خطة كان يعمل عليها لضم “فيات” إلى تحالف نيسان ورينو وميتسوبيشي.

كارلوس غصن 
search