الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:02 ص

الخس المقدس وبركة البيض.. طقوس الفراعنة في شم النسيم

جهاد سداح

A A

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن الاحتفالات بشم النسيم لدى المصريين القدماء بدأت في عام 2700 قبل الميلاد، وكان يسمى “شمو”، ويقام بمدينة هليوبوليس.

وأوضح الخبير الأثري، في بيان له، أن عيد “شمو” يُعتقد أنه كان يُحتفل به في عصر ما قبل الأسرات، لافتا إلى أنه كان يتم في هذا العيد الاحتفال بإعلان بدء موسم الحصاد مع نهاية شهر إبريل، ويستمر إلى مطلع شهر يوليو مع موسم الفيضان الجديد.

أكلات شم النسيم

وأضاف عامر، أن المصريين القدماء كانوا يحتفلون بعيد شم النسيم، كما يُحتفل به الآن، ويأكلون الأسماك المقددة والمملحة والبيض والبصل والحمص والملانة وغيرها، كما كانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها، وركوب القوارب المصنوعة من البردي والخروج وسط الأحراج النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور.

وأكمل الخبير الأثري: كما عرفوا أيضًا البطارخ منذ عصر الأهرام حتى أنهم في أحد الأعياد كانوا يأكلون السمك المقلي أمام أبواب المنازل في وقت واحد، مشيرا إلى أن الزهور تُعد من المظاهر الجميلة الراقية عند المصريين القدماء في يوم شم النسيم، حيث كانوا يتزينون بعقود من الزهور وخصوصًا زهور الياسمين.

ولفت أحمد عامر، إلى أن الاحتفال في مصر بشم النسيم انتقلت مراسمه عبر العصور منذ أيام المصريين القدماء وحتى يومنا هذا، حيث كان الفرعون وكبار الكهنة وباقي كبار رجال الدولة يبدؤون احتفالهم اعتبارًا من ليل هذا اليوم مجتمعين أمام واجهة الهرم الشمالية قبل غروب الشمس.

غناء المصريون القدماء 

وتابع الخبير الأثري: "المصريون القدماء كانوا يتغنون بمثل متع نفسك ما دمت حيا ودع العطر على رأسك، والبس الكتان الجميل، ودلك يدك بالروائح الذكية المقدسة، وأكثر من المسرات، ولا تدع الأحزان تصل إلى قلبك"، مشيرا إلى أن البصل كان من الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في مناسبة شم النسيم منذ الأسرة السادسة، بالإضافة إلي أن البيض عند المصريين قدماء كان يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد "إخناتون".

وحول تاريخ عملية تلوين البيض وزخرفته، قال إنه يعود إلى عصور وعقائد قديمة لدى القوم حيث كانوا ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات في عامهم الجديد ثم يجمعون البيض ويضعونه في سلال من سعف النخيل، ويعلقونه في شرفات المنازل وفي أغصان الأشجار في الحدائق حتى يسطع عليها إله الشمس "رع" بأشعته، فتنال بركة الإله حسب معتقداتهم فتتحقق دعواتهم، مضيفا أنهم كانوا يبدأون العيد بتناول البيض، وهي عادة ظلت متوارثة حتى الآن وقد اتبع هذا التقليد في جميع أنحاء العالم، حتى أن الغربيين أطلقوا على البيض في شم النسيم "بيضة الشرق" نسبًة لقدوم تلك العادة من الشرق وتحديدًا من مصر.

نبات إله الخصوبة

واختتم حديثه، أن الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد عرف ابتداء من الأسرة الرابعة حيث ظهرت صورة من سلال القرابين التي يقربونها لآلتهم، وكان يسمى الهيروغليفية "عب"، كما اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود "مين" إله الخصوبة، بالإضافة إلي تناول الحمص والملانة.

search