الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:05 ص

جراح عظام يروي تجربته في غزة: البيوت أصبحت قبورا لساكنيها

الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ جراحة العظام

الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ جراحة العظام

جاسم حسن

A A

تحدث الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ جراحة العظام بكلية طب قصر العيني، عن تجربته الشخصية في الذهاب إلى قطاع غزة لإجراء جراحات خطيرة في ظل الأوضاع المتردية والقصف المستمر.

وقال الدكتور عبد العزيز خلال مداخلة مع الإعلامية لميس الحديدي، ببرنامج "كلمة أخيرة" على شاشة ON، إنه قضى أسبوعين في القطاع برفقة طاقم طبي متطوع لتقديم الدعم والمساعدة للجرحى والمرضى في مختلف التخصصات.

واجب إنساني

ووصف الدكتور عبد العزيز التجربة بأنها كانت بمثابة واجب إنساني ومهني يتعين عليه تأديته، وأكد أنه لم يتردد قط في الذهاب إلى غزة بالرغم من المخاطر والتحديات الجسيمة التي واجهها هو والفريق الطبي المصاحب له.

وبين أنه دخل القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع الجانب المصري وتوجه مباشرة إلى المستشفى الأوروبي بجنوب القطاع ومن ثم تحرك شمالا نحو مستشفى الشفاء.

وأشار الدكتور عبد العزيز إلى أن ما لفت نظره في القطاع هو حجم الدمار الشامل وعمليات التدمير الواسعة التي طالت المباني والمرافق الحيوية والبنية التحتية، مما جعل الحياة والعيش في القطاع أمر صعب للغاية.

وأوضح أن معظم المباني والبيوت إما دمرت بالكامل أو تضررت بشدة، ووصف المشهد هناك بأنه "لا يصلح للعيش البشري"، مضيفا أن "كل البيوت تقريبا أصبحت مجرد قبور لساكنييها ومن بقي حياً لجأ للخيام".

شح في الموارد والمستلزمات

وشدد الدكتور عبد العزيز على صعوبة الظروف التي عملت فيها الفرق الطبية والجراحية، إذ كانت تواجه شحاً شديداً في الموارد والمستلزمات الطبية وحتى الأدوية الضرورية لإجراء مثل هذه التدخلات الجراحية المعقدة.

وذكر أن الطاقم الطبي المشارك في المهمة تكون من أطباء تخصصات مختلفة منها الجراحة والعظام والأوعية الدموية والأنف والأذن والحنجرة والتخدير والرعاية المركزة، وجميعهم تطوعوا بلا مقابل لمساعدة مرضى وجرحى غزة.

وتحدث الدكتور عبد العزيز عن مشاهد صادمة يصعب نسيانها مما رأه وعاشه خلال فترة وجوده في القطاع، ومنها الإصابات المتعددة والخطيرة التي تعرض لها المواطنون، وخاصة الأطفال والنساء، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى فقدان أعضاء حيوية وبتر الأطراف.

أسلحة محرمة

وأضاف أن طبيعة ونوعية الإصابات التي تعامل معها تشير إلى استخدام أسلحة وتقنيات عسكرية تتسبب في تدمير وتهتك الأنسجة الرخوة بشكل كبير وتستلزم تدخلاً جراحياً معقداً لإعادة ترميم الأجزاء المتضررة من الجسم.

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور عبد العزيز أن جميع المواقف والمشاهد الصعبة التي عاشها فريقه الجراحي في غزة ستبقى عالقة في أذهانهم ولن تنسى أبداً، وأنها ستظل تحفزهم وتحثهم على مواصلة العمل وتقديم العون والدعم لجميع المحتاجين والمتضررين في كل مكان.

search