الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:23 ص

"إلى متى؟".. تخفيف الأحمال ظلام إجباري إلى حين ميسرة

الصورة تعبيرية

الصورة تعبيرية

وعد مفتوح إلى حين ميسرة، كل ما أعطاه وزير الكهرباء للمواطنين، وهو يعلن في يوليو الماضي عن بدء تطبيق خطة تخفيف الأحمال، وإيقافها حال توافر الوقود، في حين لم يتحدث الوزير عن جدول زمني لانتهاء تطبيق الخطة، أو يقترح أفكارا لتوفير الوقود، ليظل المواطن رهين الظلام لمدة ساعتين كل يوم تتعطل فيها حياته على مدار ما يقرب من عام.

"إلى متى؟"لا أحد في وزارة الكهرباء يملك الإجابة عن السؤال الذي يطرحه المواطنون يوميا بسبب معاناتهم المتكررة مع قطع التيار، إلا أن الوزارة تحاول احتواء غضب المواطنين بأن تتحلى خطتها بالمرونة في تغيير مواعيد قطع الكهرباء، وفق الأعياد والامتحانات وغير ذلك. 

البيان الأخير 

وأصدرت الشركة بيانًا بشأن في ضوء الاستعدادات لعقد الامتحانات بمختلف المراحل الدراسية على مستوى الجمهورية، إذ من المقرر أن يتم تعديل الخطة اعتبارًا من الفترة ما بين الغد وحتى السبت 20 يوليو المقبل.

آخر بيان نشرته "الكهرباء" عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل فيسبوك أنه  "وفقًا للطلب الوارد من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بشأن عدم تنفيذ خطة تخفيف الأحمال  المعتمدة حاليا من الساعة 8 صباحًا حتى 3 مساءً خلال فترة عقد الامتحانات بالمدارس على مستوى الجمهورية وذلك من تاريخ 2024/5/8 وحتى 2024/7/20، وجاء ذلك بناءً على التنسيق مع قطاع البترول.

وأوضحت الشركة أنه تقرر تعديل الخطة اليومية لتصبح من الساعة 3 مساء حتى الساعة 7 مساء موزعة على مستوى مناطق الجمهورية، بحيث لا تزيد فترة الفصل لكل منطقة عن ساعتين، بدءًا من تاريخ 2024/5/8 وحتى 2024/7/20.

وعاد لتطبيق خطة تخفيف الأحمال  اعتبارًا من الاثنين الماضي ، بعد قرار مجلس الوزراء منذ بوقف تخفيف الأحمال بمناسبة الاحتفال بأعياد المسيحيين، مثلما حدث في عيد الفطر وشهر رمضان المبارك، ليعود العمل بجدول انقطاع الكهرباء بدءًا من أمس الاثنين.

أعياد الأقباط

قرر مجلس الوزراء قرر وقف تنفيذ خطة تخفيف الأحمال  بدءًا من الأحد الماضي  وحتى يوم 5 مايو الماضي، على مستوى الجمهورية بمناسبة الاحتفال بأعياد الإخوة الأقباط، كما حدث في عيد الفطر وشهر رمضان المبارك.

رمضان والعيد

كان المهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، أصدر تعليمات مشددة لمركز التحكم القومى للشبكة الكهربائية بالالتزام بقرار الدكتور مصطفى مدبولى بوقف تطبيق جدول تخفيف الأحمال بدءا من أول أيام شهر رمضان المبارك.

وأعلنت وزارة الكهرباء ممثلة في الشركة القابضة وشركاتها التابعة تطبيق قرار وقف تخفيف الأحمال بدءا من أول يوم في شهر رمضان وحتى نهاية إجازة عيد الفطر المبارك، بالتنسيق مع وزارة البترول.

وكان مجلس الوزراء وافق على وقف تنفيذ خطة تخفيف الأحمال الكهربائية خلال شهر رمضان الكريم، تيسيراً على المواطنين. 

وعد مفتوح

في يوليو من العام الماضي بدأت الحكومة في تطبيق خطة لتخفيف أحمال الكهرباء بقطع التيار في معظم أنحاء الجمهورية، للمرة الأولى منذ 8 أعوام نتيجة ارتفاع قياسي في حجم الاستهلاك بالتزامن مع موجة الحر التي تضرب البلاد، في وقت انخفض فيه ضغط الغاز اللازم لإنتاج الكهرباء.

وعد وزير الكهرباء محمد شاكر، أن تكون خطة تخفيف الأحمال "مؤقتة"، وسيتم إيقافها بمجرد توافر الوقود والغاز اللازم لزيادة حجم الإنتاج لاستيعاب حجم الطلب، إلا أن الوزير لم يحدد وقتا محددا لانتهاء تطبيق الخطة. 

 أرجع الوزير اللجوء إلى خطة تخفيف الأحمال إلى أن مصر تمتلك قدرات ضخمة من الإنتاج الكهربائي بفائض يتراوح بين 12-13 ألف ميغاوات، بينما عدم توافر الغاز وراء القرار.

عانت مصر من عدم قدرتها على تلبية الطلب المحلي من الكهرباء منذ 2009 ما دفعها إلى تبني خطة لتخفيف الأحمال عن طريق قطع التيار بالتناوب، ووصلت الأزمة ذروتها في عامي 2012، و2013 ما أدى إلى زيادة عدد ساعات انقطاع التيار.

مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد 2014، أنفقت الدولة مليارات لتطوير قطاع الكهرباء نتج عنها إضافة قدرات بلغت 31 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة ليصبح إجمالي قدرات التوليد الاسمية 60 ألف ميغاوات - وفقًا لبيانات الحكومة.

تبنت الحكومة خطة لترشيد الكهرباء لاستغلال الغاز المستخدم في الإنتاج لتصديره للخارج لتلبية الطلب المرتفع عالميًا، وفي الوقت نفسه زيادة حصيلة الدولة من النقد الأجنبي، وكانت نتيجة الخطة عنمو قيمة صادرات مصر من الغاز بنسبة 171% لتصل إلى 8 ملايين طن بقيمة 8.4 مليار دولار خلال عام 2022.

وربط وزير الكهرباء، في تصريحات صحفية الاستمرار في خطة تخفيف الأحمال على شبكة الكهرباء بتوافر الوقود اللازم لزيادة إنتاج المحطات، موضحا أن وزارة البترول والثروة المعدنية تعمل جاهدة على إتاحة الوقود اللازم للإنتاج بأسرع وقت ممكن، سواء كان غاز أو مازوت، وأتوقع أن يتم حل الأمر خلال فترة وجيزة.

وتابع أن خطة تخفيف الأحمال مؤقتة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف هذا العام، التي أدت إلى زيادة قياسية في حجم الاستهلاك لتصل إلى 35 ألف ميغاوات يوميًا وقت الذروة، مطالبًا المواطنين بترشيد الاستهلاك لتخفيف حدة خطة تخفيف الأحمال.

وأشار محمد شاكر إلى أن مصر نجحت خلال الفترة الماضية في إنشاء شبكة كهربائية قوية، سواء من خلال إنشاء محطات تقليدية ومتجددة في كل أنحاء البلاد وتطوير شبكة النقل ومحطات المحولات، ما أدى إلى جذب استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة خلال السنوات الماضية نتيجة توافر الطاقة، كما تستقبل استثمارات ضخمة جديدة في إنشاء محطات كهرباء.

ووقعت وزارة الكهرباء اتفاقيتين لإنشاء محطات طاقة رياح بقدرة إنتاجية تصل إلى 15 جيحاوات؛ الأولى مع ائتلاف يضم شركات مصرية وإماراتية لإنشاء محطة بطاقة 10 جيجاوات باستثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار، والثانية مع شركة نرويجية لإنشاء محطة بطاقة 5 غيغاوات، كما حصلت شركة سعودية على أرض لإقامة دراسة جدوى لإنشاء محطة طاقة رياح بقدرة 10 جيجاوات ، في إطار مستهدف مصر بمشاركة الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة بنسبة 42% بحلول عام 2030.

search