الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:28 ص

ثقافة إنترنت.. لماذا لا يفضل الشباب الرد على المكالمات؟

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

يشعرك طرق بابك فجأة بالانزعاج وكأن شخصا اقتحم خصوصياتك، وتقول في نفسك "أليس هناك اختراع اسمه الهاتف؟!"، لكن جاء اليوم الذي أصبح فيه الشباب ينزعج حتى من المكالمات الهاتفية ويرفض الرد عليها، ويطلب من معارفه ترك تسجيلات صوتية أو التواصل عبر الرسائل النصية.

كيف ألغى الشباب المكالمة الهاتفية؟

وفقا لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، كشف استطلاع رأي شمل 2000 شخص أجراه موقع “Uswitch”، أن ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 34 عامًا لا يردون أبدًا على الاتصال الهاتفي.

وأوضح المشاركون أنه بعد سماع رنين الهاتف، عادة ما يتجاهلونه، وقال آخرون إنهم يبحثون عبر جوجل عن الرقم أو يرسلون رسالة نصية إلى الشخص بدلاً من الاتصال به.

وتتساءل الصحيفة عما إذا كنا حقًا أفضل حالًا من خلال التواصل عبر الرسائل النصية أو أننا أصبحنا نفتقد العلاقة الحميمة الحقيقية، أو أن ذلك يرجع إلى الكسل بسبب تطور التكنولوجيا.

وقال ما يقرب من 70% ممن شملهم الاستطلاع إنهم يفضلون الرسائل النصية على المكالمات الهاتفية، بينما يفضل 37% التسجيلات الصوتية، وفي الوقت نفسه، اعترف أكثر من النصف بأن مكالمة غير متوقعة ستقودهم إلى الاعتقاد بأنهم على وشك تلقي بعض الأخبار السيئة.

ويعتقد البعض أن المكالمة الهاتفية تكون لشيء يتطلب أهمية ضرورية، وفقا للصحيفة.

ولا يقتصر الأمر على الشباب فقط، حيث يقول شارون أوليفيرو تشابمان، 47 عاماً، "لن أتصل أبداً بشخص عشوائياً فجأة، تماماً كما لو أنني لن أطرق بابه الأمامي دون سابق إنذار - فهذا لا يحترم مساحته الشخصية أو وقته.. للتحدث معي بخصوص العمل، سأحجز يومًا ووقتًا لإجراء المحادثة. هذه مجرد آداب".

وأضاف أنه أما بالنسبة للأصدقاء والعائلة، فمن الضروري أيضًا إرسال رسالة نصية سريعة للسؤال عما إذا كانوا أحرارًا في التحدث، إنه أمر مقلق بالنسبة لي عندما يباغتني الناس بمكالمات غير معلنة.

ثقافة الإنترنت السبب

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الكثير من هذا التردد هو نتيجة لثقافتنا المتزايدة التي تركز على الإنترنت أولاً، ربما يكون قد أدى إلى التعود على بعض طرق الاتصال، لكنه جعل طرقًا أخرى قديمة وغريبة أيضًا.

وأوضحت باربرا سانتيني، عالمة النفس ومستشارة العلاقات، أنه من المهم أن ندرك أن التحول بعيدًا عن المحادثات الهاتفية ليس نتيجة للتفضيل فحسب، بل يعكس أيضًا التغيرات المجتمعية الأوسع والتقدم التكنولوجي، وأنه مع ظهور منصات الاتصالات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدى الأفراد إمكانية وصول غير مسبوقة إلى الرسائل الفورية ومكالمات الفيديو ومواقع الشبكات الاجتماعية، وتوفر هذه الوسائط الراحة وسهولة الوصول والشعور بالترابط، مما يجعلها بدائل جذابة للمكالمات الهاتفية التقليدية بشكل متزايد.

مساحة للرد

وقالت سونيا شا ويليامز، مؤلفة وممارس طب الأيورفيدا، إن الرسائل النصية غير عاطفية ويمكن أن يساء تفسيرها، وتمنعنا من التفاعل مع الطريقة التي يقول بها شخص ما شيئًا ما وقراءة المعنى الكامن وراء ذلك، الصوت مهم جدًا لسماعه واستخدامه في المحادثة لأن النغمة ووتيرة الكلام يحددان هوية الشخص ويثيران الشعور بالألفة، لأننا نفهم ما يقولونه والمعنى الحقيقي وراءه بسبب الطريقة التي يقولونه بها.

أخبار متعلقة

search