السبت، 06 يوليو 2024

07:40 م

"البهرة".. مليون شخص ينتظرون خروج "المهدي" في مسجد مصري

طائفة البهرة

طائفة البهرة

محمد أبوعقيل

A A
سفاح التجمع

تداول اسم طائفة البهرة على نطاق واسع في مصر تلك الفترة، مع اهتماهم بتجديد وتطوير مساجد آل البيت، وأخرها ضريح السيدة زينب، اليوم الأربعاء.

معتنقو طائفة البهرة لا يسمحون لأحد بتبني مذهبهم، ويظنون أن “المهدي المنتظر” سيظهر في مسجد مصري، وخلال التقرير التالي يستعرض “تليجراف مصر” أهم المعلومات عنها.

طائفة البهرة

هي إحدى أشهر الفرق الشيعية الإسماعيلية التي تدين بإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، كما أنها تنكر إمامة أخيه نزار إمام الطائفة "النزارية" والتي عرفت باسم (الحشاشين)، ويطلق على حاكم الطائفة “الداعي” ويتميزون بلباس ومساجد خاصة ويؤمنون بعصمة الأئمة ويمنعون اعتناق مذهبهم إلا لمن ينتمي لأسرة “بهرية”.

تاريخ نشأة طائفة البهرة

يرجع تاريخ نشاءة الطائفة إلى عام 1094م في مصر، بعد وفاة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ونشوب خلاف بين أبنائه، وتمكن الابن الأصغر “المستعلي بالله” من الوصول للحكم لتنقسم الشيعة الإسماعيلية إلى طائفتين، الأولى المستعلية "البهرة" الذين استوطنوا مصر واليمن والحجاز، والثانية “النزارية” وعرفت بـ“الحشاشين”، وتؤيد أخيه نزار، وتركزوا في العراق وإيران.

أصل التسمية 

يرجع أصل تسمية طائفة البهرة إلى لفظ "فيهرو" (Vehru)، وهي كملة باللغة "الغوجارتية" الهندية تعني التجارة أو التاجر، إذ يعمل كل أبناء الطائفة في التجارة، ومن هنا جاءت تسمية البهرة.

البهرة في مصر

يصل عدد أتباع الطائفة حول العالم إلى مليون شخص غالبيتهم في اليمن والهند، فيما يقدر عدد معتنقي الطائفة في مصر حوالي 10 آلاف شخص، وتزايد عدد الطائفة في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات أواخر السبعينيات من القرن الماضي، بعد أن سمح لهم بالتملك وإقامة فنادق خاصة بهم.

معتقدات مختلفة

تتشابه معظم معتقدات طائفة البهرة مع باقي المسلمين، إلا أن لهم بعض العقائد والشعائر الدينية المختلفة، ويلقب زعيم الطائفة والذي يتولى حكمها بـ"الداعي"، ويعتبر ممثلا في الدنيا للإمام ويتولى نيابة الإمام الدينية.

التزام واعتزاز

 تعتز الطائفة كثيراً بمذاهبهم وتقاليدهم، كما يلتزمون بوحدة الزي للنساء الموحد للرجال، وتلك الطائفة بعض الكتب من أشهرها كتاب "النصيحة" لمؤلفه الداعي 51 طاهر سيف الدين و"دعائم الإسلام" و"الحقائق" و"ضوء نور الحق المبين".

ومن أغرب المعتقدات لدي تلك الطائفة، أنّ المهدي المنتظر سيبعث من داخل أحد آبار مسجد الحاكم بأمر الله في مصر، كما يعتقد البعض منهم أنّ الحاكم بأمر الله ما زال على قيد الحياة حتى الآن.

مختلفون عن السنة

وتختلف شعائرهم عن أهل السنة والجماعة، ولديهم طقوس وشعائر مختلفة وغير مألوفة، منها عبور الطواف بالمسجد وتلاوة الأدعية الخاصة بهم مع شروق الشمس، ويواجه البهرة اتهاما بأنهم يؤدون فرائض الإسلام كباقي المسلمين إلا أن نيتهم تذهب إلى "الإمام المستور" من نسل الطيب بن الآمر، الذي استلم الحكم بعد الآمر بالله، خليفة الإمام المستعلي.

ويقوم البهرة بأداء فريضة الحج بانتظام في مكة المكرمة لكنهم يقولون إن الكعبة هي رمز على الإمام، وضريح النبي، بجانب زيارة أضرحة أسرة النبي.

الأئمة المستورون

ويقول علماء البهرة أن الأمام "الطيب" بن الآمر بالله دخل "كهف الستر والغيبة" عام 252، واستلم من بعده شؤون الحكم كانوا أربعة من نسله وهم الحافظ والظاهر والفائز والعاضد “الأئمة المستورون”.

ويؤكد بعض المؤرخين أن البهرة لا يسمحون لأحد باعتناق مذهبهم إلا إذا كان ذا أصل بهري، كذلك الأمر في الزواج، فلا يسمح للبهري أن يتزوج من خارج الطائفة، كما ويعتقدون بعصمة أئمتهم من الخطأ مثل الأنبياء.

تقويم واعياد خاصة

التقويم القمري الإسلامي هو التقويم الرسمي لطائفة البهرة، والذي تم تطويره منذ زمن الفاطميين ويعتمد على الحسابات الفلكية لتحديد بدايات الأشهر، ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الهجري.

تتشارك الطائفة الاحتفالات بالأعياد الدينية مع باقي المسلمين، و يزيدون باحتفالهم بذكرى المولد النبوي الشريف وباليوم 18 من شهر ذي الحجة (يوم غدير خم)، ويحيون يوم عاشوراء في 10 محرم من كل عام، ويعد العيد الثاني من حيث الأهمية عند البهرة هو حلقات التعزية.

وأطلق عليه هذا الاسم لأنهم يعقدون مجالس منظمة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين، وهى مناسبة يلقى فيها الداعي بنفسه أو من يفوضه الخط والمواعظ، كما يطلق على هذا العيد “العيد الكبير”، كما يؤمنون بضرورة تقديم الصلاة والأعياد قبل يوم أو يومين.

البهرة حول العالم

تواجدت طائفة البهرة في بعض دول العالم وصل عددها لأكثر من 40 دولة، منها العراق واليمن ومصر والإمارات، خاصة في دبي، وتوجد تجمعات كبيرة أيضا في باكستان واليمن وشرق إفريقيا والشرق الأوسط بالإضافة إلى تزايد عددهم في أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب شرق آسيا وأستراليا.

المركز الرئيسي لأبناء الطائفة

تعرض البهرة عام 1138 للتضييق من قبل الحكام المتاليين منذ انهيار الدولة “الصليحية اليمنية”، لتنتقل زعامة الطائفة من اليمن إلى الهند وبالتحديد في مدينة مومباي الهندية، والتي تعد المركز الرئيس لأبناء الطائفة ويعيش معظم أعضائها هناك.

حسب موقع "الداووديين البهرة" الإلكتروني، فإن مجتمع البهرة يتميز بلغته الفريدة، والمعروفة باسم "لسان الدوات"، وتجمع هذه اللغة بين عناصر من ثلاث لغات، وهي العربية والفارسية والأردية والغوجاراتية، والتي بدأت في الظهور منذ حوالي ألف عام، عندما أتت إرسالية تعرف باسم دوات إلى ولاية غوجارات في الهند من خلال مبشرين من الأئمة الفاطميين.

search