الأحد، 08 سبتمبر 2024

06:15 ص

مصر تدرس خفض العلاقات مع إسرائيل بعد اقتحام المعبر الفلسطيني

وزير الخارجية، سامح شكري

وزير الخارجية، سامح شكري

روان رضا

A A

تدرس مصر خفض علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ معاهدة السلام الموقعة بينهما في عام 1979.

ويأتي توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب في الآونة الأخيرة على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، حيث سيطرت جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر.

وأدت العملية، التي أجريت دون إشعار كافٍ للسلطات المصرية، إلى توتر الثقة وزيادة الشكوك بين مصر وإسرائيل، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية صباح اليوم.

عدم تقديم الضمانات

وسبقت عملية اجتياج رفح، مفاوضات مطولة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومسؤولي المخابرات المصرية استغرقت شهورًا، وقد أكدت تل أبيب للقاهرة أن نقطة العبور لن تتأثر وأن الفلسطينيين سيكون لديهم متسع من الوقت للإخلاء بأمان.

ومع ذلك، فإن مهلة إسرائيل القصيرة لدخول معبر رفح تتعارض مع هذه التأكيدات، وفقًا لتصريحات أدلى بها للصحيفة مسؤولون مصريون.

الضغط على الشراكة الأمنية

وتضيف الانقسامات بين مصر وإسرائيل مزيدًا من التوتر إلى العلاقة المتوترة بالفعل، فمنذ معاهدة السلام في عام 1979، طوّرت إسرائيل ومصر شراكة أمنية حاسمة، ويتعاونان بشكل وثيق في المسائل العسكرية والاستخباراتية.

وتعاون البلدان في مجابهة التطرف ومكافحة خطر الإرهاب، ورغم ذلك، فإن عملية رفح أضافت ضغوطًا على علاقتهما، ما عرّض هذا التعاون الأمني للخطر، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

تحديات إدارة بايدن

وأكدت الصحيفة أن التوتر المتنامي بين مصر وإسرائيل يشكل تحديًا لإدارة بايدن، التي سعت إلى التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية.

وقررت الولايات المتحدة إيقاف تسليم بعض القنابل إلى تل أبيب، ردًا على اجتياج رفح الفلسطينية، وكان ذلك بهدف الضغط على إسرائيل للتراجع عن أفعالها.

كما أثنت أمريكا على دور مصر كوسيط في الصراع، لكنها تواجه صعوبة في موازنة العلاقات مع البلدين.

احتجاج مصر

وقدمت مصر احتجاجات ضد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح الفلسطيني إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بحجة أن العملية تعرض معاهدة السلام للخطر.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت القاهرة اعتزامها الانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بالإبادة الجماعية.

السيطرة المتنازع عليها

وفاقمت سيطرة إسرائيل على معبر رفح مخاوف مصر، حيث كان المعبر بمثابة نقطة دخول رئيسية وأساسية للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والمخرج الوحيد لسكان القطاع.

ويشكل رفض مصر التعاون مع إسرائيل في تشغيل المعبر والنظر في خفض العلاقات الدبلوماسية يؤكد نفوذها على “حماس” وتضامنها مع الفلسطينيين، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال".

search