الأحد، 08 سبتمبر 2024

04:36 ص

من جنى إلى تهاني.. أحلام غارقة في معدية أبو غالب

حادث معدية أبو غالب

حادث معدية أبو غالب

محمد العبساوي

A A

شهدت قرية أبو غالب التابعة لمركز منشأة القناطر بالجيزة صباح اليوم الثلاثاء حادثًا مروعًا أوجع القلوب وأبكى العيون، عندما انقلب ميكروباص محمل بعاملات لإحدى محطات فرز الفاكهة من أعلى معدية في نهر النيل.

وبحسب المعلومات الأولية، فقد وقع الحادث المؤلم ونتج عنه 10 وفيات حتى الآن، بالإضافة إلى اختفاء 6 فتيات أخريات، وتم تسجيل هذا الحادث المأساوي في ساعات الصباح الأولى، مما أحدث حالة من الحزن والألم لدى الجميع على أرواح فتيات باتت في عداد الموتى بحثًا عن لقمة العيش.

قصة أكبر متوفاة في حادث معدية أبو غالب

وتواصل “تليجراف مصر” مع أسر ضحايا حادث المعدية ومن بينها أسرة سيدة لقيت مصرعها (تهاني السيد) خلال الحادث أنها في الخمسينيات من عمرها وهي أم لـ7 أطفال.

وأوضح عم (تهاني) أن السيدة كانت متوجهة إلى عملها كعاملة زراعية في إحدى المزارع الموجودة بالمنطقة، وبعد انتشال الجثمان من النهر، نُقلت جثتها إلى المشرحة، بعد تحديد هويتها وإعداد إجراءات الدفن.

عم “تهاني” ضحية معدية أبو غالب

وتابع عم الضحية خلال حديثه، أن "السيارة الميكروباص كانت تحمل 26 فتاة راح دم أغلبهن هدر، وأن السائق يستحق الإعدام عشان هرب ولم ينقذهم وده مش عدد الركاب الطبيعي والقانوني للسيارة”.

من جانبه قال المحمدي السيد، شقيق (تهاني السيد)، ضحية حادث معدية أبو غالب، إن شقيقته كانت في طريقها لمحطة فرز الفاكهة، حيث مكان عملها.

وأضاف المحمدي في تصريحات لـ "تليجراف مصر"، إن تهاني تبلغ من العمر 50 عامًا، ولديها 7 أبناء تعمل من أجلهم، هي وزوجها فتحي سعيد.

وأضاف السيد أن شقيقته اضطرت للعمل بسبب ظروف المعيشة الصعبة، فقررت العمل بمحطة الفرز منذ أقل من عام، غير مدركة أنها تسير خطوات نحو الموت.

قصة "جنى" أصغر ضحايا معدية أبو غالب

جنى ضحية أخرى في حادث المعدية ذاتها فبيومية زهيدة لا تتجاوز 150 جنيهًا قررت الخروج للعمل اليوم الثلاثاء بعد انتهاء امتحانات الصف الثاني الإعدادي، في محطة لفرز الفاكهة لتعين أسرتها على المعيشة لكنها لم تكن تعلم أن القدر خبأ لها مفاجأة حزينة.

روى محمد توفيق، عم جنى ضحية معدية أبو غالب، خلال حديث لـ"تليجراف مصر" أن ابنة شقيقه تبلغ من العمر 14 عامًا، ورغم صغر سنها إلا أنها أحبت أن تتحمل مسؤولية نفسها، فطلبت من والدها أن تعمل بمحطة الفرز لتعينه وتساعده على مشقة الحياة.

بعد إلحاح من “جنى” على أسرتها بأنها انتهت من الامتحانات ولابد من شيء تقوم به خلال فترة الإجازة، وافق والدها على أن تعمل بمحطة الفرز بيومية 150 جنيهًا، وكان اليوم الثلاثاء هو أول أيام عملها بمحطة الفرز ونهاية رحلتها في الحياة.

“جنى” توفيت في أول يوم عمل

عادت "جنى" وهي الشقيقة الوسطى لولدين لأسرتها جثة هامدة منتظرة تصاريح دفنها إلى مثواها الأخير، ويقول عمها في وداعها "كانت متفوقة وشاطرة في دراستها.. كمان كانت قمة في الأخلاق والاحترام.. وشها بشوش وحافظة للقرآن الكريم".

واستغاث توفيق بضرورة سرعة انتهاء إجراءات تسلم جثمانها، قائلا "إحنا هنا من 9 الصبح وأبوها وأمها في انهيار تام.. عايزين بس ندفنها واللي غلط يتحاسب.. ولا هي راحت خلاص كدة!".

واستيقظ أهالي منشأة القناطر على فاجعة مدوية صباح اليوم الثلاثاء، عندما توفي 10 فتيات وفقدن حياتهن في سبيل لقمة العيش، خلال رحلة ذهابهن إلى عملهن إثر سقوط ميكروباص أعلى معدية أبو غالب بالجيزة.

وأكد مصدر أمني أن 26 فتاة وسيدة كن داخل السيارة التي سقطت في النيل بعد انزلاقها من معدية أبو غالب بمنشأة القناطر، موضحًا أن سائق السيارة يدعى “محمد.خ” (22 عامًا)، مقيم بمحافظة المنوفية ويعمل على سيارة تحمل رقم (7531 م ه و)، وأنه ترجل من السيارة عقب تحرُّك المعدية وفوجئ بانزلاق الميكروباص إلى الخلف وسقوطه في المياه.

من جانبهم، انتشل رجال الإنقاذ 12 جثة حتى الآن من ضحايا حادث معدية أبو غالب، فيما تم إنقاذ 8 آخرين وجارٍ البحث عن المفقودين.

search