السبت، 05 أكتوبر 2024

01:22 م

أدى الفريضة بتأشيرة مزورة.. و"الإفتاء": حج صحيح

موسم الحج-أرشيفية

موسم الحج-أرشيفية

فادية البمبي

A A

ورد إلي دار الأفتاء المصرية، يسأل عن حكم الحج بتأشيرة مزورة؟ وقال السائل إن بعض الناس يذهب لأداء فريضة الحج بموجب تأشيرة حج مزورة وهو على علم بذلك، وبعضهم لا يعلم، فما الحكم الشرعي في كليهما.

فضل الحج

الحجُّ أحد أركان الإسلام الخمسة وفرض من الفرائض التي عُلمت من الدين بالضرورة، فلو أنكر وجوده منكِرٌ كَفَر وارتدَّ عن الإسلام؛ لقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" [آل عمران: 97].

وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: "إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه -أيضًا- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه" رواه البيهقي في "السنن الكبرى".

التأشيرات قوانين تنظيمية

وأوضحت دار الأفتاء في واقعة السؤال: إن التأشيرات التي تمنح لحجاج بيت الله الحرام ما هي إلا قوانين تنظيمية كي تتمشى مع مصلحة الجماعة وحاجة الناس ومتطلباتهم، والتي اقتضتها ضرورة العصر وأوجبت على المسؤولين التدخل بكل حزم كي يضعوا القوانين واللوائح التنظيمية التي يأتي من ورائها سعادة للجميع ومصلحة لجماعة المسلمين، فما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن.

لا تأشيرات في عهد الرسول 

لم تكن التأشيرات موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، وإنما هي أمور تنظيمية مستحدثة ويجب على الأفراد اتباعها وعدم مخالفتها؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59].

مخالفة جسيمة دنيويا

وإذا خالف بعضُ الأفراد ذلك وأدوا الحج بتأشيرات مُزورة فقد ارتكبوا مخالفة جسيمة دُنيويًّا إن كانوا عالمين بذلك، ويعاقب عليها القانون لعدم اتباع تعليمات وليِّ الأمر؛ وذلك لأن هذه التأشيرات ما هي إلا تصريح بدخول للدولة فقط وليست تأشيرات لصلاحية الحج من عدمه.

أما من الناحية الدينية بالنسبة للحجاج غير العالمين بهذا التزوير فقد أدَّوا الفرض ويثابون عليه، وحجُّهم مقبول إن شاء الله ما دام أنهم أدَّوا جميع المناسك وأركان الحج وشروطه الشرعية. 

وفي نفس السياق، قال الواعظ وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن من يذهب للحج  بأوراق مزورة وهو على علم بتزويرها "عليه إثم"، لأنه خالف القانون حتى وإن استكمل كافة أركان الحج، فيكون حجه صحيح لكنه يأثم.

وأوضح النمر في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن الأمر له وجهان الأول هو الأثم بسبب الأوراق المزورة، والثاني ما يتعلق بشروط الحج فإن استوفى شروط الحج يكون حجا صحيحا لكنه يأثم.

وأضاف عضو لجنة الأزهر، في حال ان الحاج ليس على علم بأن الأوراق مزورة فلا إثم عليه.

search