الإثنين، 25 نوفمبر 2024

05:14 م

امتياز وسط الأنقاض.. فلسطينية تناقش مشروع تخرجها في خيمة

شيماء صاحبة مشروع التخرج بإحدى الخيام

شيماء صاحبة مشروع التخرج بإحدى الخيام

ماريا روماني

A A

"ربما كانت عائلتي ستكون أكثر فرحا وهم يرونني أتخرج في قاعة جامعية لا خيمة وسط أنقاض، لكني أثق أنهم فخورون بي في كل الأحوال".. هكذا تحدثت شيماء أحمد سعد، البطلة الفلسطينية، بعد مناقشة مشروع تخرجها بإحدى الخيام بمنطقة البريج.

بدأت القصة عندما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، عدة صور لـ شيماء، التي نزحت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وهي تناقش مشروع تخرجها في إحدى الخيام بمنطقة البريج الفلسطينية.

شيماء صاحبة مشورع التخرك بإحدى الخيام


لم يكن الأمر سهلا

تواصل “تليجراف مصر” مع شيماء، لتروي قصة بطلة أرادت أن تحقق حلمها بأن تصبح متخصصة في الإرشاد والصحة النفسية، رغم كل الظروف من حولها، بالإضافة لملاحقة شغفها نحو تصميم الجرافيكس.

روت شيماء تفاصيل دراستها وكيفية حصولها على الامتياز في مشروع تخرجها رغم كل الظروف المحيطة بها، قائلة: بعد أشهر من الحرب عُدنا للتعليم الالكتروني في جامعة القدس المفتوحة، حيث كنت الأولى على دفعتي في تخصص الإرشاد والصحة النفسية.

شيماء

لم ترغب شيماء بضياع فرصة اتمامها للمرحلة الجامعية ودراستها بشكل عام في الميعاد المحدد مثل باقي زملائها في الضفة الأمر الذي دفعها لاستمرارها في الدراسة رغم كل الازمات.

لم يكن الأمر سهلًا ولكنني فعلتها، بهذه الكلمات أستكملت حديثها قائلة: لم يكن الأمر سهلًا، لعدم توفر الظروف المناسبة للدراسة ولا الكتب الدراسية، وأيضًا عدم توفر الانترنت، كذلك شبكة الاتصال.

تواصلت شيماء مع أساتذتها في الضفة للتحدث معهم عن تفاصيل محاولاتها للعودة إلى الدراسة، واللذين قدموا لها كافة أشكال الدعم.

تروي شيماء: دكتور أحمد عبد المعطي سعد، وأستاذ دكتور حمدي ابو جراد ارسلوا روابط تعليمية واستمروا في متابعتي أول بأول، ثم تم نزوحنا من الجنوب إلى منطقة البريج وهنا قمت بمناقشة مشروع تخرجي، وحصلت على درجة الإمتياز في تخصص الإرشاد والصحة النفسية.
 

شيماء وعائلتها 


جنود مجهولون

أما عن الجنود المجهولون في حياتها واللذين قاموا بتشجيعها على تكملة دراستها، فكان على رأسهم والدها الدكتور الجامعي والذي ناقشها بمشروع تخرجها حيث تقول شيماء، أكثر شئ ساعدني هو أن أبي دكتور في جامعتي وكان يساعدني عندما أحتاج لبعض المعلومات أو الإضافات خاصة في مشروع تخرجي، وأيضًا هو من قام بمناقشتي لمشروع التخرج كما كنت اتمنى.

أما عن سبب اختيار شيماء إحدى الخيام كمكان لمناقشة مشروع تخرجها قالت، تم قصف جميع مباني جامعتي في كافة الأفرع في قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، ولم يتوفر مكان آخر للمناقشة سوى الخيمة. وحتى الخيمة لم أجدها بسهولة، كما وجدت صعوبة في طباعة لافتة المشروع وكتاب المشروع نفسه، لأن غزة مدمرة بشكل كبير ولم يعد يتوفر إلا القليل والقليل جدًا من الأماكن التي يمكن أن تساعدنا.

أحلام شيماء لم تنتهي عند مناقشتها لمشروع تخرجها ولكن من هنا تبدأ، حيث قالت إنها تحلم بتوظيفها بمجال تخصصها وهو الإرشاد والصحة النفسية كما تحلم بأن يصبح لديها إحدى الشركات الخاصة بالتصميم الجرافيكي والأعمال الحرة.
 

شيماء وعائلتها

وتابعت شيماء: حياتنا كلها صارت عبارة عن ذكرى، فحبيت أوثق كل شئ من خلال الصور ومقاطع الفيديو، لعل وعسى أن نرى انفسنا بالمستقبل ونفتخر أكثر وأكثر.

وعلقت شيماء على تداول جميع صورها وتعاطف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي معها حيث قالت: كتير انبسطت لما شفت صوري في العديد من الصفحات، وخاصة عندما رأيت التعليقات الإيجابية. 

شيماء وشهادة التخرج وسط الأنقاض
search