الأحد، 07 يوليو 2024

05:16 ص

عام سيئ للملاحة الدولية.. تضاؤل ممر بنما وأزمة قناة السويس

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A
سفاح التجمع

قالت صحيفة الإيكونوميست البريطانية، إن تضاؤل طريق التجارة البحرية عبر ​​قناة بنما سيؤدي إلى تعزيز طرق التجارة المتنافسة.

عام غير سعيد لممرات السفن

وفي تقرير لها، اليوم، أشارت إلى أن العام الجاري أصبح سيئا للغاية بالنسبة لأكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، وذلك بعد تعرض قناة بنما لمشاكل متعلقة بتغير المناخ وأدت إلى تضاؤل حجم مرور المياه بها.

 وبدأت مشاكل التجارة العالمية بعد هجوم المتمردين الحوثيين على السفن المارة إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب في أوائل ديسمبر الماضي.

وانخفض حجم التجارة عبر قناة السويس بنسبة 40% مع تحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مثلما انخفضت التجارة عبر قناة بنما، ثاني أكثر الممرات البحرية ازدحاما من صنع الإنسان، بنسبة 30% منذ نوفمبر.

وأوضحت أن عوامل تغير المناخ والبنية التحتية هي المسؤول عن التأخير الحرج في الشحن عبر قناة بنما. 

وفي حين أن المشاكل التي تواجه قناة السويس هي مشاكل جيوسياسية، فإن المشاكل التي تواجه بنما هي مشاكل مناخية، إذ تجف البحيرات التي تغذي القناة، وذلك بفضل حالات الجفاف السنوية التي تتفاقم مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، وفقا للتقرير.

وأضافت الصحيفة أن الجيوب التي تربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ عبر بحيرة جاتون تقترب من كونها ضحلة جدًا بحيث لا تسمح لأكبر سفن الحاويات بالمرور.

الطرق البرية أرخص وأسهل 

وكشف التقرير أن هناك بدائل برية أكثر واقعية، فهي أرخص وأقل خطورة وأسهل في التمويل، مثل مشروع "ممر المحيطات" في المكسيك، وهو الآن أقرب إلى الاكتمال بعد أن ظل قيد النقاش عقوداً من الزمن، ثم مضى العمل فيه قدماً ضمن برنامج مشروعات البنية التحتية الذي تولى زمامه الرئيس أندريس مانويل لوبيز، وهو عبارة عن تحديث خط سكة حديدية بطول 300 كيلومتر يمتد عبر جنوب المكسيك، من المحيط الهادئ إلى ساحل المحيط الأطلسي. 

 خطط كولومبيا لتشغيل خط سكك حديدية

لا تقتصر منافسة بنما على ممر المحيطات المكسيكي؛ فهناك مشروع كولومبي كذلك، وإن كان لا يزال في مرحلة التخطيط؛ إذ يستهدف الرئيس "جوستافو بيترو" تشغيل خط سكة حديدية يمر عبر مقاطعة "تشوكو" الشمالية، ويربط ميناء "بوينافينتورا" المطل على المحيط الهادئ بساحل البحر الكاريبي. 

وفقا للتقرير، تبدو البدائل البرية أكثر واقعية من البدائل البحرية لقناة بنما؛ فهي أرخص تكلفة وأقل خطورة، ومن ثم أسهل في التمويل، لكن مع ذلك فإن المشروعات المطروحة لن تحل بسهولة محل قناة بنما التي يمكنها استيعاب السفن العملاقة التي تحمل 14 ألف حاوية في شحنة واحدة، لتظل الأهمية الاستراتيجية المتفردة لقناة بنما قائمة، حتى إن تعددت البدائل المحتملة. 

وربما تعمل الطرق البرية الجديدة في نهاية المطاف، بالتكامل مع قناة بنما، وليس التنافس معها، أما إذا تفاقمت المشكلات في قناتي السويس وبنما، بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتفاقم الجفاف في بنما، فإن الطرق البرية غير المكتملة ربما تكون الملاذ الذي تلجأ إليه التجارة العالمية؛ لأنه لن يكون لديها بديل آخر. 

search