السبت، 05 أكتوبر 2024

05:32 م

"إعلان حرب".. إلغاء اتفاقية كامب ديفيد على طاولة الخبراء

توقيع كامب ديفد

توقيع كامب ديفد

محمد حسن

A A

في كتابه البحث عن الذات، أجاب السادات عن سبب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" مع الإسرائيليين في اعقاب حرب السادس من أكتوبر 1973. 

قال الرئيس الراحل:"انتهت الحرب ولم نكن مهزومين بل بالعكس انتصرنا، حتى أنني أقدمت على خطوة السلام اعمالا بما قلته انني مستعد أن اذهب إلي آخر العالم لأحقق السلام.. أنا مكنتش هقبل مصير مصر والأمة في إيد حكام أطفال ومراهقين في المنطقة.. كامب ديفيد تدعو للسلام ،كامب ديفيد، لا تدعو للغدر، و لا تدعو لسفك الدماء، و انما للسلام و لحقوق شعب فلسطين و لانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة وغزة".

مطالب بتعليق الاتفاقية

 بعد تطورات أحداث طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 خرج بعض رواد مواقع التواصل، يطالبون السلطات المصرية بتعليق اتفاقية السلام مع إسرائيل إبان الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة وصولا الى احتلال رفح الفلسطينية .

في المقابل لم تلق دعوات إلغاء “ كام ديفيد ” قبولا لدى سياسيين وعسكريين، وصفوا تلك المطالبات بـ"غير المدروسة"، مطالبين بعدم التدخل في مثل هذه الأمور وإعطاء “ العيش لخبازه”.

 لماذا لا نلغي اتفاقية السلام؟

مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي، رد على سؤال لماذا لا نلغي اتفاقية السلام قائلا:" وما الفائدة من إلغائها في الأساس، هل من يطالب بإلغائها يدرك أهميتها خلال الوضع الراهن".

وتابع بيومي في تصريحات لـ “تليجراف مصر” أن الاتفاقية تستخدمها مصر في اجراء اتصالات مع إسرائيل وتقوم بإجراء المفاوضات ونجحت في وقف اطلاق النار في غزة أكثر من مرة".

السفير جمال بيومي

واردف بيومي أن :"أكبر مقلب شربته القوات الإسرائيلية هي معاهدة السلام" موضحا أن  أنور السادات استطاع أن يخدع إسرائيل، وحصلنا على سيناء كاملة غير منقوصة وهدمنا مستعمراتهم بها وفي المقابل أعطيناهم "شقة على كوبري الجامعة" في إشارة إلى السفارة الإسرائيلية.

وواصل بيومي أننا ندرك ان هناك غضب شعبي تجاه الهجوم الغاشم من الكيان الصهيوني، ولكن من يحارب لا يتكلم وإلغاء المعاهدة ليس الحل المنطقي لأنه بمثابة اعلان حرب.، وبالنسبة للحرب، فإذا أتى موعدها لن تمنعنا الاتفاقية وسنحارب.

لن احارب أمريكا

واكمل أن قرار الحرب من القرارات الصعبة التي تعود بالدمار على أطرافها، والرئيس أنور السادات قال قبل ذلك :" أنا لن احارب أمريكا" لأنها تقف خلف إسرائيل وتدعمها وتأبى خسارتها.

ويقول المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العلية والاستراتيجية، اللواء عادل العمدة، إن مطالب الغاء اتفاقية كام ديفيد " عبط" وقلة ادراك وفهم.

وتابع العمدة في تصريحاته لـ “تليجراف مصر”: استقرار المنطقة مرهون بوجود هذه الاتفاقية مطالبا بعدم التدخل في مثل هذه الأمور .

وأشار إلى أن مؤسسات الدولة العسكرية تدير الأمر بحكمة، والمسألة غير قابلة للعشوائية، معقبا:" كل واحد يبص في ورقته ويعمل المطلوب منه ويؤدي دوره فقط".

عقوبات دولية 

وأوضح أن إلغاء الاتفاقية يعرضنا لعقوبات دولية ويضعف موقف التفاوض في القضية الفلسطينية، لذلك اعتبرها مطالب غير مدروسة بالمرة .

وأكد أستاذ العلوم السياسية، اللواء دكتور رضا فرحات  أن الدولة المصرية دافعت كثيرا على القضية الفلسطينية ودفعت الثمن من أرواح شهدائها، فهي خاضت اكثر من حرب من أجل الفلسطينيين وللحفاظ على قضيتهم.

وتابع فرحات في تصريحاته لـ “تليجراف مصر” ان الدولة المصرية تتعامل مع الوضع في غزة منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر الأخيرة وفقا لثوابت محددة وطرق دبلوماسية نجحت في النهاية إلى إعادة إحياء القضية الفلسطينية من جديد.

الدكتور رضا فرحات

ونوه فرحات ان مرددي جمل إلغاء اتفاقية كامب ديفيد لا يفقهون تأثيرها على الدولة المصرية سياسيا واقتصاديا، وأيضا تأثيرها على سير المفاوضات بالملف الفلسطيني.

 لم يحدث أي تجاوز

وأضاف أنه لم يحدث أي تجاوز يمس السيادية المصرية على أراضيها حتى الآن،  مشيرا إلى ان الغاء الاتفاقية يعرض مصر لاتهامات الاعتداء على دولة مجاورة وبالتالي افقادها كل المزايا الدبلوماسية التي تتمتع بها الان.

وطالب بعدم الانسياق وراء العواطف، مضيفا:" كلنا غاضبون تجاه ما يحدث في غزة، ولكن قرارات الحروب لا تتخذ هكذا، ومصر قدمت الكثير والكثير لصالح القضية الفلسطينية وما زالت تقدم".

واختتم أستاذ العلوم السياسية أن القوات المسلحة جاهزة للدفاع على امننا القومي، واذا قامت الحرب واضطرنا لها فلن يمنعنا شيء حتى الاتفاقية لن تعوقنا.

search