أفشة في "بلد الشهادات".. للسذاجة "مذيع فايق" يداويها

"إن الإنسان الميت هو الذي كف عن التعليم واكتساب الخبرات، ولهذا ترون أننا محاطون بالموتى الأحياء طيلة الوقت" الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.

ظهر نجم الأهلي محمد مجدي أفشة أمس الأحد مع إبراهيم فايق في برنامجه “الكرة مع فايق” على فضائية “MBC 2” بوابل من التصريحات في كل الاتجاهات، التي أثارت جماهير التواصل الاجتماعي بين الإشادة بسجية نجم المارد الأحمر المعتادة، وبين انتقاد اللاعب بسبب تصريحاته بشأن زملائه وافتقاده إلى “اللباقة” الإعلامية اللازمة التي وصفها البعض بأنها تصل لدرجة “الجهل” على حد وصفهم.

وسخر العديد من المتابعين من أفشة، إذ شبهوا لاعب الأهلي بشخصية “عاطف السكري” في مسرحية “العيال كبرت”.

 عبثيات أفشة

وقال محمد مجدي أفشة في تصريحات عبر برنامج "الكورة مع فايق" مع الإعلامي إبراهيم فايق، المذاع على قناة "إم بي سي مصر 2": "من يحصل على أفضل لاعب في المباريات في الدوري المصري كارثة، التقييم بيتم على الصوت العالي وليس الأداء".

وأضاف في تصريح آخر "محمد عبد المنعم ليس لاعبا مغرورا وهذه طبيعته"، قبل أن يقول لفظا يعتبره الكثيرون خارجًا، ولكنه متداول على نطاق واسع، ليتدخل إبراهيم فايق سريعا لتدارك الأمر، قائلا "أنت تقصد أنه لا يتعالى على الكرة"، ليجيبه لاعب الأهلي: "بالضبط، منعم لاعب مميز ومدافع كبير، وعمره ما بيتعالى على الكرة هي دي طبيعته، وعمره ما يكون مغرور، وفي النهاية يحظى بثقة جميع زملائه بالفريق".

وفي تصريح آخر أثار سخرية البعض، قال نجم الأهلي: “ربنا أعطانا 5 أشياء، اللسان والعقل والسمع والقلب والحب”.

وفي تصريحات سابقة، قال أفشة “علي معلول أفضل ظهير أيمن في التاريخ”، ومن المعروف أن اللاعب التونسي ظهير أيسر.

وفي تصريح فلسفي لم يفهمه أحد “كل الخوف على اللي جاي مش اللى بعد كده”.

وقال في تصريح آخر “الأهلي لما بيقع بيبقى عارف بيقع إزاي”.

وأثار احتفال أفشة، الذي احتفل الطريقة "النازية” -مما قد يعرضه للإيقاف من الاتحاد الدولي لكرة القدم- بعد هدفه في مرمى طلائع الجيش بالدوري المصري، تساؤلات عديدة بين الجماهير وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

عند سؤاله عن طريقة الاحتفال قال:" أنا لا أعلم ما هي النازية ومين هتلر ده أصلا ووالدي كان موجودًا في المدرجات فذهبت لتحيته".

وفي عالم كرة القدم اليوم يفتقد العديد من اللاعبين إلى اللباقة الإعلامية اللازمة التي توقع الكثير منهم في مشكلات وأزمات هم في غنى عنها، على سبيل المثال ما حدث مع أفشة في ليلة الأمس.

وعلق الصحفي محمد حافظ على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا “بصراحة إبراهيم فايق يستحق التحية على ذكائه وقدرته على احتواء الموقف النهارده والخروج بأقل الأضرار في لقائه مع أفشة، أنا مشفتش اللقاء بس عدى عليا مقطع تحفة، أخيرًا أتمنى حد يقفل ماسورة اللعيبة اللي بتطلع تتكلم في التلفزيون اليومين دول، أو على الأقل الأندية تدربهم على اللقاءات التلفزيونية وتعيّن حد يديهم دروس ونصايح”.

ويستعرض “تليجراف مصر” أزمة التعليم في مجال كرة القدم والرياضة بشكل عام من وجهة نظر العديد من الخبراء، في السطور التالية:

قال حارس الأهلي والمقاولون السابق أحمد فوزي في تصريحات خاصة لـ “تليجراف مصر”: “بالطبع هناك فارق كبير بين اللاعب الذي وصل إلى مرحلة متقدمة من التعليم وحصل على شهادة جامعية عليا عن غيره من زملائه”.

وأضاف “على الأقل لاعب كرة القدم لا بد أن يحصل اللاعب على شهادة الثانوية العامة، وبإمكانه الانضمام إلى الجامعة، فالأمر أصبح أسهل في الوقت الحالي".

وأضاف “لاعب كرة القدم يختلف عن الألعاب الأخرى لأنه في الألعاب الجماعية الأخرى مثل كرة اليد وكرة الطائرة وكرة السلة معظم اللاعبين في مجالات الهندسة والطب”.

وتابع “الكرة في الوقت الحالي تعتمد على الأمور التكتيكية بشكل كبير للغاية عكس الأجيال السابقة التي كان يعتمد فيها اللاعبون على المهارة الفطرية، لكن التعليم يسهم في سرعة فهم وتنفيذ التعليمات من المدرب ما قد يؤثر على لاعب كرة القدم داخل الملعب".

واستمر حديثه “على سبيل المثال طاهر محمد طاهر، يتحدث الإنجليزية والفرنسية، لذلك تجده دائمًا خيارا مُفضلا لمدربي الأهلي الأجانب منذ انضمامه للفريق بسبب تواصله بشكل جيد”.

وأكمل “محمد صلاح عانى في بداياته في الدوري الإيطالي مع فيورنتينا ثم روما لعدم إجادة اللغة الإيطالية ولكنه حينما تعلمها ظهر الفارق، أيضا مانويل نوير الذي يتحدث حوالي 6 لغات ويحاول تطوير نفسه بشكل كبير خارج الملعب".

وأتم “وبعد نهاية مسيرة اللاعب في كرة القدم، لا بد أن يأخذ كورسات معينة للاستمرار في المجال التدريبي أو الظهور الإعلامي كمذيع أو في مجال الإدارة”.

لاعب كرة القدم من القوى الناعمة 

وتحدث محمد عبد العزيز أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس لـ"تليجراف مصر"، قائلا “لا شك أن التعليم مهم ليس للاعب كرة القدم فحسب، بل للجميع، وعامل أساسي في التأثير في نشأة الإنسان بشكل عام”.

وأضاف “وعلى مستوى كرة القدم، بالطبع يؤثر المستوى التعليمي على لاعب كرة القدم في اختياراته بمسيرته الاحترافية”.

وتابع “وعلى الرغم من الأهمية القصوى للتعليم، لكن هناك فارق في الأجيال فتجد مثلا محمود الخطيب أسطورة الأهلي يمثل النادي بشكل رائع”.

وأردف “على لاعب كرة القدم أن يتعلم بشكل جيد وأن يطوّر من مهاراته السلوكية والمعرفية، ولا يكتفي بأن يكون لاعب كرة موهوب فقط”.

وواصل “التعليم لا بد أن يكون عاملا أساسيا بالنسبة للاعب كرة القدم في فترة لعبه وبعد اعتزاله، لأن اللاعب قد يصبح في منصب إداري، بالتالي عليه أن يكون متعلما بشكل جيد ويمتلك المهارات والمعرفة الإدارية اللازمة للتواجد في مجلس الإدارة”.

وأكد “الفارق بيننا وبين أوروبا هو العلم بكل تأكيد، لأن كرة القدم مثلها مثل كل المجالات أصبحت تعتمد على العلم، بالتالي على لاعب كرة القدم أن يكون مؤهلا بشكل متميز، ولا بأس أن يكون في منصب استشاري فيما يخص كرة القدم كرأي فني إن لم يمتلك الخصائص والمواصفات اللازمة”.

وأتم “لاعب كرة القدم من القوى الناعمة التي تكون مرآة للمجتمع، بالتالي لا بد من إعداده بشكل جيد قبل ظهوره في الأوساط الإعلامية لأنه شخصية عامة تؤثر في أفراد المجتمع، ولا يليق أن يكون مادة للسخرية كما يحدث مع مطربي المهرجانات”.

خاطبوا الناس على قدر عقولهم

فيما أوضح الدكتور مرزوق عبدالحكم العادلي عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام جامعة سوهاج، “الرياضيون بشكل عام ولاعبو كرة القدم لا بد أن يكون لديهم الحد الأدنى من التعليم من أجل الظهور الإعلامي على الفضائيات”.

وأضاف “على الأندية تنظيم برنامج مهارات الاتصال الفعال بمعرفة المتحدث الإعلامي للنادي، من أجل تدريب اللاعبين والمدربين والمسئولين داخل المؤسسة الإعلامية”.

وتابع “لاعب كرة القدم يمتلك شعبية كبيرة فلا بد من احترام قيم المجتمع، واختيار لغة تتناسب مع كافة فئات المجتمع خاصة بالنسبة للاعبين”.

وأكد مرزوق، أهمية تنظيم البرنامج الفعال للمهارات، لأن الأندية تملك ملايين لذلك لا بد من تطوير أفراد المؤسسة.

وأتم “تصريحات أحد المنتمين إلى المؤسسة، من الممكن أن تهدم الصورة الذهنية في عقل الجماهير بسبب تصريحاته، وتؤثر على قيمة النادي، على سبيل المثال من ناحية العلامة التجارية”.

يذكر أن أفشة حصل على شهادة الثانوية العامة، وبعدها قرر إكمال دراسته بأحد معاهد العباسية للحاسبات الآلية والعلوم التجارية حتى الوقت الجاري ولم ينه دراسته بعد.