الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:59 م

حكاية "حمامة".. خطف روحه جزار في بولاق الدكرور (صور)

الشاب المجني عليه

الشاب المجني عليه

أحمد نور الدين ويوسف ناصر

A A

“كان عايز يطلعني أحج وبيصرف على البيت بعد موت أبوه، منهم لله اللي كانوا السبب انه يروح من إيدي”، كلمات حزينة غاضبة، ودّعت بها أسرة الشاب “محمد” فقيدهم، الذي راح ضحية لهو الأطفال على أيدي مجموعة عاطلين، في منطقة بولاق الدكرور.

بينما كان محمد يجلس مع والدته المُسنة، يقوم على رعايتها، حتى سمع صوت مشاجرة في الشارع، خرج على إثرها يتفقد ما يجري، علم بتنازع مجموعة من الأطفال من بينهم طفل قريب له، اضطر الشاب إلى النزول لإنهاء المشاجرة، إلا أن طعنة نافذة استقرت في قلبه، كانت سببًا بعدم عودته حيًا مرة ثانية إلى منزله.

لعب العيال

وزّع أهل الأطفال المتنازعين، السباب على "محمد"، وصفعوه عدة لكمات على وجهه، لمجرد معاتبهم على الشجار بسبب الأطفال، ولم يكتفوا بذلك، بل انتزع أحدهم سلاحًا أبيضًا، عبارة عن “سنجة”، وسدد بها طعنة في قلبه، ليفارق الأخير حياته في الحال.

سالت دماء “محمد”، صاحب الـ 24 سنة، في شارع ترعة زنين بمنطقة بولاق الدكرور، ولم تتمالك الأم أعصابها، بعدما شاهدت ابنها ينزف ويصارع الموت أمام عينيها، ودخلت في غيبوبة أفقدتها الوعي لساعات متواصلة.

الشاب المجني عليه


مبلط سيراميك

تقول والدة الشاب القتيل، "أفندية محمود"، 57 سنة، إن ابنها المجني عليه وشهرته "حمامة"، يعمل “مبلط سراميك”، ينفق على الأسرة، لأنه كبيرها بعد وفاة والده، وساعدها في تجهيز شقيقته حتى أتم زفافها، كان يدخر من طعامه، ليوفر لنا متطلبات المعيشة الصعبة.

تتحدث الأم المكلومة إلى "تليجراف مصر"، والدموع تنهمر من عينيها “كل ما أقوله عايزين نخطبلك يا حمامة يقولي انا عايز أوديكي تعملي حِجة الأول يا أمي".

"كنت أضمه إلى صدري وأدعو أن يرزقه الله ببنت الحلال"، تحكي والدة "حمامة"، مشيرة إلى أنه كان يسعى إلى كسب قوت يومه منذ طلوع الشمس، ولا يعود إلا متأخرًا، يبذل كل ما في وسعه، من أجل تدبير نفقات البيت.


 

مات وسابني لوحدي

تصمت الأم بضع دقائق، وأوقف بكاءها الحديث، تسترجع فقيدها أمام عينيها، ثم تعاود قائلة “حمامة كان  عكازي في الدنيا، مات وسابني لوحدي، رمى على ضهري الحمل وراح”.

جزار بولاق

تقول شيماء سمير، 38 سنة، زوجة ابن عم الضحية، إنه ومع آذان المغرب من يوم الثلاثاء الماضي، تشاجر الأطفال كعادتهم في الشارع، ما أغضب "هشام"، أحد الجيران 32 سنة، ويعمل جزارًا، وتناول الصغار بألفاظ بذيئة، فتوجهت لسؤاله عن سبب انفعاله على الأطفال، فانهال عليها بالسب والشتم.
 
أكملت شاهدة العيان، شرح ملابسات الواقعة، وتقول “حمامة خرج يفض المشاجرة، لكن هشام واخواته يوسف، ومحمود، يعملان في النجارة، اشتبكوا معه، وضربوه بـ ”البونيات"، واعتدوا عليه بسلاح أبيض على رأسه، و"مكنش قادر يتنفس وسطيهم". 

 

طعنة في القلب

بحسب أقوال الشهدة، فأخرج الجزار “سنجة” من بين طيات ملابسه، وسدد إلى محمد طعنة نافذة في القلب، ليسقط غارقًا في دمائه ويفارق حياته في الحال. 

 

خطفوا روحه

زوج شقيقة الضحية، حسن سعيد، 33 سنة، طالب بالقصاص “عايزين حق أجدع وأطيب واحد في المنطقة، غدروا بيه وخطفوا روحه”، مشيرًا إلى أنهم امتنعوا عن أخذ العزاء في المجني عليه، حتى صدور حكم الإدانة ضد المتهمين.

ألقى ضباط  مباحث قسم شرطة بولاق الكرور، القبض على 3 أشقاء، لاتهامهم بقتل الشاب محمد، 24 سنة، وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، قبل أن يأمر قاضي المعارضات بتجديد حبسهم 15 على ذمة التحقيقات، ويواصل رجال المباحث عمل التحريات اللازمة للوقوف على ملابسات الحادث على وجه الدقة.

search