هل كانت ملحدة؟.. لقاء مع ريهام سعيد يكشف غموض مقتل نهي سالم في تركيا

في ظروف غامضة، قُتلت الطبيبة المصرية نهى سالم، في تركيا، وأثارت الحادثة حالة من الجدل والترقب على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد إعادة تداول مقاطع فيديو قديمة للطبيبة تنكر فيها الأديان.

إلحاد أم لا دينية؟

حظي مقطع الفيديو الذي حلّت فيه الطبيبة نهى سالم، ضيفة على برنامج "صبايا الخير"، التي كانت تقدمه الإعلامية ريهام سعيد على شاشة "النهار"، منذ ما يقرب من 10 سنوات، وطردت على إثره من الحلقة بسبب تشكيكها في صميم الدين الإسلامي، انتشارًا واسعًا بين المتابعين، وكان حديث الساعة آنذاك، الأمر الذي دفع البعض باتهامها بالإلحاد.

نزول الوحي

أجرى "تليجراف مصر" بحثًا عن تلك الحلقة المثيرة، وكشف محتواها، إذ ادعت الطبيبة أن الرسول محمد ﷺ، هو من ألّف القرآن الكريم.

الخوف من الاغتيال

وجهت الإعلامية ريهام سعيد سؤالًا لضيفتها التي ظهرت أمام الشاشة "متلثمة"، خوفًا من اغتيالها من قبل الجماعات الإرهابية -على حد وصفها-، حول حقيقة ارتدائها الحجاب، وأجابت الأخيرة قائلة، "خلعت الحجاب والنقاب منذ ما يقرب من 7 سنوات".

أضافت، "تزوجت برجل سلفي قرابة الـ 25 عامًا، وارتديت النقاب حينذاك".

الكتب المقدسة

"جميع الكتب السماوية كتبت باليد، والوحي ما هو إلا خرافة مبتدعة"، هكذا استكملت الطبيبة حديثها عن الدين الإسلامي على وجه الخصوص.

الشياطين والجن

تابعت “أصدرت مؤلفًا يفند مزاعم وجود الملائكة والشياطين والجن، ويدحض الإعجاز الإلهي في الكتب المقدسة”، على حد قولها.

فسرت الطبيبة المثيرة للجدل نهى سالم، الآية الكريمة من سورة "المؤمنين" حول تكون الأجنة، "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"، بأن الرسول ﷺ، كّون رؤيته حول نمو وتطور الأجنة بمشاهدته "السقط" في الأشهر المختلفة، ومن هنا دون هذه الآية، لافتة إلى أن المصطلحات المذكورة في الآية لا صلة لها بالعلم.

العلم والدين

وعن التحول الجذري من سيدة سلفية إلى منكرة لوجود الرسول ﷺ، أكدت نهى سالم، أن القراءة والاطلاع وخبرات الحياة المتراكمة سو هذا التحول.

"سيدنا جبريل عبارة عن أسطورة"، هكذا وصفت الطبيبة نهى سالم "أمين الوحي"، في الوقت الذي تعاطفت فيه مع جماعة الإخوان الإرهابية واصفة إياهم بـ"طول عمرهم طيبين وضحايا".

آراء جدلية

وبالرغم من الآراء الجدلية المثيرة والمشككة في السنة النبوية، إلا أن الطبيبة نهى سالم أكد أنها غير ملحدة ومؤمنة بوجود الله، لافتة إلى أنها "مسلمة عقلانية"، تنتقي من الإسلام ما ينفعها وما ينهض بالمجتمع.

عباقرة مصلحون

وصفت الضيفة الأنبياء بأنهم "عباقرة مصلحون"، لكنهم ألفوا القرآن والإنجيل والتوراة، واخترعوا ما يسمى بـ"الأديان".

لتلتقط منها الإعلامية ريهام سعيد طرف الحديث وتباغتها سائلة، "يعني ربنا مش هو اللي نزل الدين؟".

لترد الضيفة، "لا ربنا مش هو اللي نزل الدين"، وتضيف، "أنا معتنقة الجزء العقلاني من الأديان، فالإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية، كل دي حاجة واحدة من وجهة نظري، فلسفيات إنسانية واجتهادات بشرية، الكتب المقدسة عبارة عن كلمات البشر وليست كلمات الله".

الأديان السماوية

الرواية نفسها شملت الدين المسيحي أيضًا، إذ قالت نهى سالم إن الذين رافقوا السيد المسيح هم من كتبوا الإنجيل.

تابعت "الأديان جميعها منشقة إلى جزئين، الأول عقلاني علمي وهي منظومة القيم، دورها النهوض بالمجتمع، وأنا مسلمة بهدف مصلحة بلدي".

الفرائض والشعائر

وبسؤالها عن الفرائض، قالت نهي سالم إنها معترضة على ما يسمى بـ"الفرائض والشعائر"، مضيفة أن تلك الأفعال ما هي إلا طقوس لا عقلانية ليس لها أي علاقة بالنهوض بالمجتمعات.

الجانب العقلاني من الأديان

استكملت الطبيبة التي لقت مصرعها في تركيا، "أن الآية التي تقول، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ، موضوعة بإحدى الجامعات الأمريكية، كدليل على ضرورة تطبيق العدل، وهذا هو الجزء العقلاني من الأديان".

فيلسوف وقائد عظيم

وصفت الرسول ﷺ، بأنه إنسان عبقري، وفيلسوف عظيم، وقائد عسكري ممتاز، وشخص مستثنى في التاريخ الإنساني، وسأنتقي من رسالته الصالح منها.

فضلت الدكتورة نهى سالم عدم الاعتراف بأركان الإسلام الخمسة، لافتة إلى أن هدفها تجديد الأديان.

اغتيال فرج فودة

وصفت مقدمة البرنامج ضيفتها بعدم الجرأة، قائلة، "كنت هاتبسط أوي لو قلتي الكلام دة وأنت كاشفة عن وجهك"، لترد الضيفة قائلة، "أنا مغطية وشي عشان أحافظ على حياتي، مش عايزة اضرب رصاصة زي الدكتور فرج فودة، إيه عايزاني أموت؟".

الجهاد في سبيل الله

أجابت ريهام سعيد على التساؤل قائلة، "ده جهاد في سبيل الله"، لترد الثانية، "لا جهاد إيه أنا مش بجاهد في سبيل الله"، لافتة إلى أنها تحتفظ مع أهلها بعلاقات إنسانية.

انتقل الثنائي لنقطة أكثر جدلًا، حين ذكرت ريهام سعيد الآية القرآنية، "فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".

قالت نهى سالم، إنها لا تؤمن بهذه الآية، فالله لا يتدخل في الأمور البشرية، وليس له علاقة بالشفاء والموت، ولا يستجيب للدعوات، وحال تحقيق أحد الأمنيات تكون بمحض الصدفة.

أرجعت ريهام سعيد عدم استجابة دعوات ضيفتها بطهارة قلبها، قائلة "أكيد قلبك مكانش طاهر علشان تقولي كدا"، مؤكدة أن دعواتها لله دائما مستجابة.

القرآن والطب النفسي

أرجعت الطبيبة استجابة الله للدعوات بأن المصريين دائمًا ما يربطون الأحداث ببعضها، ويجدون لها مبررات وهمية، وذكرت أن الآية "عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ" لا بد وأن تستخدم في الطب النفسي.

وجهت ريهام سعيد سؤالًا لضيفتها، "مش شايفة أن السلفيين عقدوكي"، لتجيب الأخيرة، "أن الرحلة التي خاضتها خرجت منها بنتائج وأفكار رائعة".

الإخوان والعناصر المسلحة

ووجهت رسالة لجماعة الإخوان والسلفيين والعناصر المسلحة، قائلة، "متعاطفة مع الرئيس محمد مرسي، لكن لا يوجد ما يسمى بالوحي، والقرآن مؤلف بشري".

وبسؤالها عن أسرتها، أكدت نهى سالم أن "أبنائي وأفراد عائلتي متدينين"، لكنها تفضل عدم الحديث عنهم حتى لا يتم الكشف عن هويتها، مؤكدة أنها أجرت معهم النقاشات حول مفهوم الدين وحاولت إقناعهم مرارًا بأفكارها، لكنهم لم يستجيبوا.

أكدت أن الكثيرين اقتنعوا بأفكارها، والجميع من حقه التعبير عن وجهة نظره، و"من وجهة نظري أنني أحافظ على الإسلام".