الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:08 م

"يغنينا بالحلال".. سائق توكتوك يعيد 350 ألف جنيه فقدها مريض بالأقصر

محمد يحيى العناني

محمد يحيى العناني

داليا أشرف

A A

مهنته الوحيدة هي العمل كسائق توكتوك "على باب الله"، ليس له مصدر رزق آخر، وذات يوم وهو يسير على طريق النمسا بمحافظة الأقصر، يفكر في تدبير حاله حتى يتزوج من خطيبته. وفجأة وجد حقيبة جلد سوداء ملقاة على الطريق الصحراوي.. في البداية ظن أنه بداخلها طفل رضيع ولكن عندما اقترب منها اتضح أن بداخلها مبلغ مالي كبير.

350 ألف جنيه

محمد يحيى العناني لـ"تليجراف مصر"، روى تفاصيل سقوط ثروة عليه من السماء، في شكل حقيبة بها 350 ألف جنيه!

وقال “كنت أسير بالتوكتوك على الخط الصحراوي بالقرب من كمين (السباعية)، ووجدت الحقيبة في ذلك المكان، ففتحتها وفوجئت بوجود مبلغ مالي كبير، وجواب من مستشفى عليه أختام، تفيد بدخول مريض إلى العمليات”.

وأضاف أن الحقيبة سقطت من أب كان في طريقه ليلًا إلى المستشفى مع زوجته وأبنائه الثلاثة، من بينهم طفلان هما من ألقيا الحقيبة بعيدًا على الطريق من نافذة السيارة، ولم ينتبه لهم أحد نظرًا لأن الطريق كان مظلمًا، وكان الأب قد تجاوز المكان الذي سقطت فيه الحقيبة بمسافة طويلة.

سائق التوكتوك محمد يحيى العناني

هيستيريا وخوف وترقب أصابت الأسرة التي اكتشفت عند الكمين فقدان حقيبة بها ما يقترب من النصف مليون جنيه، ما جعل الأب يهرول بسيارته مسرعًا للسير عكس الاتجاه باحثًا عن حقيبته.

في ذلك الوقت كان العناني الشاب العشريني يجلس في "التوكتوك" ومعه الحقيبة، وكان واثقًا من أن صاحبها سيعود إلى نفس المكان، وبالفعل عادت الأسرة لتجده واقفًا، وسأل الأب إن كان السائق قد رأى حقيبة "جلد"، لكن محمد لم يجبه إلا عندما تأكد من مواصفات الحقيبة التي ذكرها الأب.

الأسرة التي كانت على وشك الانهيار، ظهرت الفرحة على وجهها فجأة، وعلى الفور، قرر الأب أن يمنح العناني "رزمتين" من المال الموجود داخل الشنطة، لكن الأخير رفض.

صاحب الحقيبة هو من أخبر محمد أن بداخلها 350 ألف جنيه، وأن هذه الأموال تخص مريضًا بمستشفى أسوان على وشك الدخول إلى غرفة العلميات، ورغم إلحاحه هو وزوجته على منحه مبلغًا مقابل أمانته فإنه رفض أن يأخذ مقابلًا للأمانة.

يقول محمد "استحالة كنت آخد الفلوس، أنا من عائلة غنية النفس، ومتربين إن اللي يلاقي حاجة يفضل يسأل عن صاحبها.. صحيح أنا خاطب وبفكر في فلوس الجواز لكن ربنا يغنينا بالحلال، وصحيح ماحدش كان شايفني والدنيا كانت ضلمة لكن ربنا شايفني".

search