الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:19 م

فرانسواز بيتنكور.. "المليارديرة" المتمردة

فرانسواز بيتنكور- مايرز

فرانسواز بيتنكور- مايرز

ولاء عدلان

A A

عندما طور الكميائي الفرنسي يوجين شويلر في العام 1909 تركيبة أول صبغة "تجارية" لتلوين الشعر في العالم، لم يكن يعرف أن هذه التركيبة ستكون مفتاح حظ حفيدته فرانسواز بيتنكور مايرز، وستجعلها أثرى نساء العالم. 

فرانسواز بيتنكور حجزت مقعدها بين أثرياء العالم منذ وفاة والدتها في سبتمبر 2017، قبل أن تسجل رقما قياسيا جديدا الخميس الماضي كأول سيدة في العالم تصل ثروتها إلى نحو 100.2 مليار دولار، بفضل أيقونة جدها "لوريال"، عملاق صناعة مستحضرات التجميل.

الطفلة المتمردة

في قصر العائلة الواقع في ضاحية نويي سور سين الباريسية، نشأت فرانسواز المولودة في يوليو 1953، كطفلة مدللة لعائلة ارستقراطية، الأم هي المليارديرة ليليان الابنة الوحيدة لمؤسس لوريال والأب هو سياسي معروف أندرية بيتنكور. 

لم تكن فرانسواز طفلة اجتماعية بشهادة والدتها في مقابلة مع صحيفة نيويوك تايمز، وبدلا من الانخراط في حياة الأضواء التي كانت تلاحق عائلتها فضلت الطفلة وكذلك المراهقة فرانسواز الانطواء على نفسها وممارسة هوايات أبرزها القراءة والعزف على البيانو، لذا لم يكن غريبا أن تكبر الطفلة وتختار أن تدرس الموسيقى وتؤلف كتبا حول الأديان إلى جانب عملها الأساسي كرئيس مجلس إدارة شركة العائلة القابضة "Téthys Invest" وعضو مجلس إدارة “لوريال” بحصة تصل إلى 35%. 

الطفلة المتمردة داخل فرانسواز جعلتها لا تهتم كثيرا بأن تكون في كامل أناقتها عندما تظهر أمام عدسات المصورين على غرار والدتها ليليان التي كانت يوما هي وزوجها عنوانا للموضة، فحتى الآن تحافظ فرانسواز على نظاراتها الضخمة التي تخفي الجزء الأكبر من وجهها وضحتكها الصاخبة وملابسها العصرية التي كثيرا ما تكون بسيطة وبألوان تقليدية. 

فرانسواز بيتنكور- مايرز مع والديها 

محاكمة الأم 

في سنوات فرانسواز بيتنكور الأولى كانت علاقتها بوالدتها المليارديرة ليليان بيتنكور جيدة بالغاية تقول في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية تعود لمارس 2012، إنها كانت شديدة التعلق بوالدتها إلا أن السنوات الأخيرة قبل وفاتها اتخذت هذه العلاقة منحى شديد التوتر لينتهي الأمر بهما في أروقة المحاكم عندما رفعت الابنة دعوى قضائية في 2007 ضد مصور المشاهير الفرنسي فرانسوا ماري بانييه. 

اتهمت فرانسواز بانييه بابتزاز والدتها 85 عامًا وقتها، واستغلال وضعها الصحي لإبعادها عن العائلة والحصول على أصول بقيمة 1.3 مليار دولار، الدعوى جعلت وسائل الإعلام الفرنسية تتهم الابنة فرانسواز بالجحود لا سيما وأن والدتها كانت تصر على أنها منحته هذا الرقم بكامل أرداتها واتهمتها بالعنف المعنوى. 

القضية استمرت إلى العام 2016 عندما توصلت فرانسواز لتسوية ودية مع بانييه بعد أن حكم عليه بالسجن لعامين ونصف مع إلزامه بدفع 158 مليون يورو كتعويض، لكن طوال سنوات التقاضي كانت علاقة الابنة بوالدتها التي ثبت لاحقا أنها تعاني من أمراض الشيخوخة وتعرضت للاستغلال أكثر من مرة أشهرهم على يد أحد داعمي حملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 2007، متوترة للغاية وظلت لحظات الدفء بينهما نادرة وخاطفة من وقت لأخر بشهادة فرانسواز نفسها في حوارها مع صحيفة لوموند.

فرانسواز بيتنكور ووالدتها ليليان

زواج مصيري

طرق الحب قلب المليارديرة التي ورثت امبراطورية تضم أكثر من 500 علامة تجارية ويأتي ترتيبها بين أثرياء العالم في المرتبة الـ11، وفق مجلة فوربس،  على يد رجل أعمال يهودي هو جان بيير مايرز، ما دفعها للتمرد مرة أخرى على عائلتها الكاثوليكية المتشددة، إلا أن الأب والأم رضخا في نهاية الأمر لقرارها وتزوجت منه يونيو 1984 واعتنقت اليهودية لأجله وأنجبت منه ولدين هما جان فيكتور ونيكولاس. 

بمرور الوقت أصبح جان نائبًا لرئيس مجلس إدارة لوريال، وكثيرا ما طاردته وسائل الإعلام باتهامات تتعلق بمحاولات بيع أسهم عائلة بيتنكور إلى شركة نستله السويسرية، المساهم الثاني في المجموعة الشهيرة، وهي الاتهامات التي نفتها قطعيا زوجته في مقابلتها مع لوموند. 

في 1957 ورثت ليليان بيتنكور امبراطورية لوريال عندما توفي والدها يوجين شولر، وبعد نحو 60 عاما آلت الثروة البالغة نحو 39.5 مليار دولار إلى ابنتها فرانسواز لتصبح بين أغنى 20 شخصية بالعالم، وفي بداية هذا العام قدرت ثروتها بنحو 80.5 مليار دولار لتتجاوز عتبة الـ100 مليار بتاريخ 28 ديسبمبر مع تسجيل أسهم شركة العائلة لأفضل أداء سنوي منذ 1998، ما قفز بقيمتها السوقية إلى أكثر من 266 مليار دولار. 

search