السبت، 06 يوليو 2024

08:13 م

فاتورة باهظة.. كيف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على اقتصاد العالم؟

العمل تحت اشعة الشمس

العمل تحت اشعة الشمس

ولاء عدلان

A A
سفاح التجمع

تتعرض مصر خلال الفترة الراهنة لموجة حر غير مسبوقة، حيث تصل درجة الحرارة في بعض المحافظات إلى مستوى 50 درجة مئوية، ومصر ليست وحدها التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وسط توقعات بأن يكون العام الحالي الأعلى حرارة في تاريخ الكرة الأرضية.. فكيف يؤثر الطقس الحار على الاقتصاد العالمي وكم تبلغ تكلفته؟ 

وفقا للبنك الدولي؛ فارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة عن المعدلات الطبيعية يؤدي إلى انخفاض 2% بالتبعية في النشاط الاقتصادي محليا وبقرابة 12% في الناتج المحلي الإجمالي، نتيجة لعدة عوامل أبرزها تأثير ارتفاع الحرارة على إنتاجية العمال.

وخلال الفترة من يناير إلى أبريل الماضيين سجلت الأرض أعلى درجة حرارة خلال آخر 175 سنة. 

فاتورة ضخمة

من جانبه أشار الخبير الاقتصادي علي الإدريسي إلى أن تأثير التغير المناخي على الاقتصاد العالمي بدى قويا خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا التأثير لا يفرق بين دول متقدمة وأخرى نامية، موضحًا أن الصدمات المناخية بما فيها ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة على سبيل المثال ساهمت في شح معروض المحاصيل الزراعية عالميًا الأمر الذي ضاعف أسعار غالبية السلع الأساسية. 

وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر أيضًا على معدلات الإنتاجية وبالتبعية يهدد بتراجع معدلات الناتج المحلي لاسيما في الدول النامية، ومن جهة أخرى يسهم في رفع الطلب العالمي على الطاقة وكذلك رفع أسعارها عالميًا، بما يغذي أيضا معدلات التضخم وهذا يعني أن المستهلك العادي يدفع أيضا فاتورة التغير المناخي.  

وقدرت دراسة لمجلة ساينس أدفانسز الأمريكية أن ارتفاع درجات الحرارة كلف الاقتصاد العالمي خلال الفترة من 1992 إلى 2013 رقمًا يتراوح بين 16 تريليون دولار و30 تريليون دولار.

وكان نصيب الدول المتقدمة من هذه الخسائر عبارة عن تراجع بقرابة 3.5% في الناتج المحلي الإجمالي فيما خسرت الدول الأكثر فقرا 8% من ناتجها المحلي الإجمالي. 

ارتفاع دراجات الحرارة

خسائر مستمرة 

وتوقعت دراسة نشرتها مجلة نيتشر البريطانية  في أبريل، أن تصل خسائر الاقتصاد العالمي جراء ارتفاع درجات الحرارة والظروف المناخية القاسية إلى 38 تريليون دولار سنويا بحلول العام 2050 حتى في حال خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بمستوياتها الحالية المرتفعة.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تعاني الدول الأقل مسؤولية عن تغير المناخ وهي الدول النامية من خسائر أكثر في ناتجها المحلي تصل إلى 40%، في حين يُتوَقع أن يفقد الاقتصاد العالمي قرابة 19% تحت تأثير ارتفاع درجات الحرارة. 

وقال الباحث بمعهد بوتسدام لأبحاث تأثيرات المناخ ومؤلف الدراسة "ماكسيميليان كوتز" في تصريح لموقع "إنديا تودي" منتصف أبريل الماضي، إنه من المتوقع أن تتأثر كذلك الدول المتقدمة في أمريكا الشمالية وأوروبا جنبا إلى جنب مع تأثر اقتصادات جنوب آسيا وأفريقيا، إلا أن الأخيرة ستكون أكثر تأثرا بالطقس الحار وتغير المناخ، إذ من المتوقع أن تواجه تراجعا في المحاصيل الزراعية وإنتاجية العمال. 

طلاب يحتمون من أشعة الشمس في الفلبين

تراجع ساعات العمل

وفي حين ترجح الدراسة تراجع مستويات الدخل في الهند بقرابة 22% بحلول 2050 بفعل  الظروف المناخية القاسية، توقعت أن يتراجع متوسط الدخل في فرانسا بـ13% وفي الولايات المتحدة بـ11%.

وكشفت دراسة حديثة لجامعة سنغافورة أن ارتفاع الحرارة أدى إلى تراجع إنتاجية القطاعات الصناعية والإنشائية والخدمية والزراعية بأكثر من 11% خلال العام 2018، وتوقعت أن يتسبب ارتفاع الحرارة في خسائر لاقتصاد سنغافورة ككل بقرابة 1.6 مليار دولار بحلول العام 2035.

تراجع ساعات العمل عالميا

وتوقعت منظمة العمل الدولية أن تتراجع ساعات العمل عالميا بأكثر من 2% بحلول العام 2030 تحت وطأة ارتفاع درجات الحرارة بالكوكب الأرضي، ما يعادل خسائر اقتصادية إضافية بقرابة 2.4 مليار دولار ستكون ناجمة فقد عن تراجع ساعات العمل.

search