الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:47 ص

سودانيون في المتحف المصري.. لماذا غضب المصريون؟

سودانيون في المتحف المصري

سودانيون في المتحف المصري

محمد حسن

A A

أثار منشور للمتحف المصري، عبر "فيسبوك" أعلن خلاله عن تدريب مجموعة من الأثريين السودانيين على العمل المتحفي، وترميم الآثار، استياء المصريين.

تضمن منشور المتحف مجموعة من الصور، قال إنها "جانب من نشاط إدارة التدريب بالمتحف المصري بالقاهرة، في سياق التعاون وتبادل الخبرات ما بين المتاحف المختلفة مع مجموعة من الزملاء الآثاريين العاملين بمتاحف السودان، للتعرف على أنشطة القسم التعليمي وقسم ترميم وصيانة الآثار بالمتحف المصري، من خلال التطرق للبرامج التعليمية التي يقدمها المتحف للطلبة وأهم الأنشطة والورش والفعاليات المتعلقة بهذا الأمر، والتعرف على كيفية ترميم وصيانة الآثار المعروضة والمخزنة بأفضل الطرق العلمية وأحدثها".

غضب المتابعين

فور نشر الصور على صفحة المتحف المصري، انهالت التعليقات الغاضبة، ما دفع إدارة المتحف إلى غلق التعليقات على المنشور.

علقت "فاطمة"، "يعني المتحف مصري وآثار مصرية ونروح نجيب ناس من برة تشتغل فيه ده كلام! قصرنا في إيه احنا مش فاهمة.. مصر للمصريين".

وكتبت "منة علاء"، "فيه خريجين آثار كتير مصريين درسوا حضارة أجدادهم وعارفين تاريخهم يبقي ليه نجيب ناس غريبة ملهاش علاقة بالحضارة أساسا؟ مش مفروض إن أبناء البلد أولى؟ مصر للمصريين فقط".

وقال الباحث في الآثار المصرية، الدكتور شريف شعبان، إن "الأمر  لا يستحق كل هذا الجدل والغضب، الغيرة على بلادنا أمر مقدر وطبيعي ولكن لا يجب أن يزيد الأمر عن حده".

وأضاف شعبان لـ"تليجراف مصر"، أن "وجود أثريين في المتحف المصري للتدريب أمر طبيعي يأتي في سياق التعاون وتبادل الخبرات ما بين المتاحف المختلفة، ويكون ذلك بالتعاون من الدولة الأخرى، من خلال إرسال بعثات لها".

وأشار إلى أن "الأمر لا يتخطى كونه مجرد تعاون مشترك أو قد يكون منحة تدريبية، بالمتحف المصري الكبير، الأكبر في العالم، وهذا أمر إيجابي ليس به ضرر علينا".

أوضح شعبان أن "منشور المتحف المصري جاء في توقيت يشهد غضب كثير من المواطنين بسبب زيادة أعداد اللاجئين السودانيين في مصر، والقائمين على صفحة المتحف تعاملوا بعدم احترافية وكان يجب توضيح الأمر وليس غلق التعليقات أمام الناس".

وأشار إلى أن التخوف أيضا المتعلق من "الأفروسينتريك" وما ارتبط في الأذهان بشأن سرقة حضارتنا ولكن هذا غير موجود، لافتًا إلى أنه على المستوى الأثري يوجد قوانين منظمة للأمر، ويحظر الاستعانة بأي من غير المصريين للعمل في مجال الآثار إلا من خلال ورش أو بروتوكولات تعاون رسمية.

أعداد اللاجئين

ومرت أعداد اللاجئين في مصر بمراحل مختلفة، وتفاقم العدد الفترة الأخيرة بعد نشوب الحروب والصراعات في بعض الدول العربية المجاورة، الأمر الذي أدى لفرار شعوبها تجاه مصر.

ووفقًا لبيانات حكومية، يوجد ما يقرب من 9 ملايين مهاجر ولاجئ يعيشون في مصر من نحو 133 دولة، 50.4% منهم من الذكور ويمثلون 8.7% من حجم سكان مصر.

ويقيم 56% منهم في 5 محافظات هي "القاهرة والجيزة والإسكندرية والدقهلية ودمياط"، و60% منهم يعيشون في مصر منذ نحو 10 سنوات، و6% يعيشون باندماج داخل المجتمع المصري منذ نحو 15 عامًا، و37% منهم يعملون في وظائف ثابتة وشركات مستقرة، بحسب بيان لمجلس الوزراء.

search