الإثنين، 25 نوفمبر 2024

06:05 ص

كوريا الجنوبية.. اقتراح مثير للسخرية لرفع معدل المواليد

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

أثار مركز أبحاث حكومي في كوريا الجنوبية، الغضب بسبب اقتراحه بأن تبدأ الفتيات الدراسة الابتدائية قبل الأولاد بعام، لافتا إلى أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى ارتفاع معدل المواليد المنخفض في البلاد.

وقال تقرير أعده محللون في المعهد الكوري للمالية العامة إن خلق فجوة عمرية مدتها عام واحد بين الفتيات والفتيان في المدرسة سيجعلهم أكثر جاذبية لبعضهم البعض عند بلوغهم سن الزواج.

ويستند هذا الادعاء إلى فكرة أن الرجال ينجذبون بشكل طبيعي إلى النساء الأصغر سنا لأن الرجال ينضجون بشكل أبطأ، ومن الناحية النظرية، تفضل النساء الزواج من رجال أكبر سنا.

ويقول التقرير الذي يتناول معالجة الانخفاض، إن المقترح يهدف إلى تشجيع الرغبة في الزواج وتحسين المواعدة الناجحة، لذا فإن السياسات التي يمكن إدراجها في هذه الفئة هي تلك التي تنظم اللقاءات، وتحسن المهارات الاجتماعية، وتدعم التنمية الذاتية لتعزيز جاذبية الفرد للجنس الآخر.

ويعد هذا الاقتراح أحد الأفكار العديدة المطروحة لمعالجة الوضع الديموغرافي في كوريا الجنوبية.

وقال شين جيونج آه، أستاذ علم الاجتماع بجامعة هاليم، لصحيفة كوريا جونج أنج ديلي: "إن مثل هذا التقرير، دون أي فحص، تم نشره في دولة ديمقراطية - من قبل معهد أبحاث تديره الدولة والذي سيقيم التدابير الرامية إلى معالجة انخفاض الدخل وزيادة معدلات المواليد في المستقبل أمر مثير للسخرية”.

ووصف لي جاي ميونج، زعيم حزب المعارضة الرئيسي، توصيات التقرير بأنها "سخيف"، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى اتخاذ تدابير أساسية وعلى المستوى الكلي ضد انخفاض معدل المواليد".

واستمرت الانتقادات عبر الإنترنت، وقال أحد مستخدمي منصة Naver: “هل ينظرون حقًا إلى الناس والأطفال كأدوات إنجابية؟  هذا مقزز".

وكتب آخر أن الاقتراح كان "أسوأ من إخبارهم بعدم إنجاب الأطفال"، بينما اشتكى آخرون من استخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل التقرير. 

وقال أحد المستخدمين: "بدلاً من ذلك، عليهم أن يقترحوا سياسات لخلق البيئة المناسبة لتربية الأطفال".

وردا على الانتقادات، قال المعهد إن التقرير الممول من الدولة يحتوي على آراء المؤلفين الأفراد ولا يعكس بالضرورة وجهة نظره الرسمية بشأن الإجراءات الحكومية لرفع معدل المواليد.

ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، أن معدل المواليد في كوريا الجنوبية يبلغ 0.72 طفل لكل امرأة وهو الأدنى في العالم. والمعدل أقل في العاصمة سيول، حيث توقعت السلطات أن ينخفض ​​عدد السكان إلى 7.9 مليون بحلول عام 2052، من 9.4 مليون في عام 2022.

ويُعزى هذا الاتجاه إلى ارتفاع تكلفة تربية الأطفال وتعليمهم، والافتقار إلى السكن الميسور التكلفة، فضلاً عن التوقعات بأن النساء سوف يكرسن أنفسهن لتربية الأسرة بدلاً من الموازنة بين العمل والحياة الأسرية.

وفي الشهر الماضي، قالت حكومة مدينة سيول إنها ستقدم ما يصل إلى مليون وون (775 جنيهًا إسترلينيًا) للأزواج الذين تم إلغاء إجراءات التعقيم. وفي الوقت نفسه، يقال إن الحكومة الوطنية تدرس رفع حوافزها المالية لمرة واحدة لإنجاب الأطفال بما يصل إلى 77 ألف جنيه إسترليني.

وفي الصيف الجاري، ستصل 100 خادمة منزلية وجليسة أطفال فلبينية إلى كوريا الجنوبية كجزء من برنامج تجريبي مصمم لتخفيف الضغط على النساء العاملات اللاتي يخشين أن يضطررن إلى ترك وظائفهن إذا كان لديهن أطفال.

search