الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:56 ص

بعد إعطائهم كل ما تملك.. لصوص يشنقون "الحاجة عواطف" بسلك تليفون

الضحية عواطف عرفة

الضحية عواطف عرفة

A A

غياب يومين كان كافيًا بأن يشعر جيران "الحاجة عواطف" بالقلق حول حالتها، فليس من عادتها الاختفاء المفاجئ وعدم السؤال عنهم، أو حتى الخروج من شقتها في الصباح الباكر لشراء احتياجاتها اليومية.

صباح أمس الثلاثاء، لاحظ جيران السيدة البالغة من العمر 71 عامًا عدم وجود أي علامات حياة على شقتها في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، حتى أنهم واصلوا الاتصال على هاتفها دون رد، وطرقوا بابها دون إجابة. 

غياب يثير قلق الجيران

كان هذا كفيلًا بأن يُخبر الجيران شقيقات السيدة عواطف عرفة بغيابها غير الطبيعي، وخاصةً أنها تسكن وحيدة بعد رحيل زوجها قبل سنوات قليلة، غير أنها لم تقطع قط صلة الرحم ولم تتردد في السؤال عن جيرانها طوال الوقت. 

توجهت شقيقاتها إلى منزلها، وطرقن الباب، لكنّ دون جدوى، فما كان منهنّ إلا أن لجأن إلى استخدام "سلم" للوصول إلى شرفتها.

صعد أحد الجيران عبر السلم وكسر باب الشرفة، لكن فُوجئ بمشهد مروع، حيث وجد "الحاجة عواطف" مشنوقة وسلك هاتف ملتف حول رقبتها. 

موت عواطف

سقطت الصدمة على شقيقات عواطف، وسادت لحظات عصيبة مليئة بالأسى والغضب، بعد اكتشافهن جثة شقيقتهن في ظروف مأساوية، وأبلغن الشرطة التي حضرت على الفور وحررت محضرًا لبدء التحقيقات ومعرفة ملابسات الواقعة.

أحمد عيد أحد أقارب "عواطف" الذى روي لـ"تليجراف مصر" تفاصيل الحادث، يقول إن لصوص سرقوا زوجة عمه ولم يتركوها حيّة، بل أنهوا حياتها بعد الاستيلاء على ذهبها وأموالها، مشيرًا إلى إنه لا يعرف بالتحديد قيمة المسروقات. 

ما يثير الاندهاش -بحسب عيد- عدم وجود أي علامات لكسر باب أو شباك، وهو ما فسّره بأن اللصوص دخلوا الشقة بمنتهى السلاسة، بل إن جميع محتويات الشقة في أماكنها ولم يتمّ العبث بها أو تحريكها، ما يُثير المزيد من التساؤلات حول عملية السرقة. 

ويُرجح "عيد" بأن زوجة عمه استسلمت للصوص وأعطتهم كل ما طلبوه لعدم وجود أيّ فوضى في الشقة، غير إنهم أنهوا حياتها، ما قد يشير إلى أشخاص أو شخص ربما تعرفه "عواطف" قرر إنهاء حياتها لعدم الاعتراف عليه وتوريطه في قضية.

تُعرف "عواطف" بين جيرانها بحبها للخير ومساعدة الغير، لم تتردد في مدّ يد العون للمحتاجين، سواء كان ذلك بتقديم المساعدة المادية أو المعنوية. كانت تحرص على المشاركة في الأعمال الخيرية ودعم المحتاجين وتقديم وجبات الطعام للمسجد.

آخر ما تكفلت به قبل رحيلها إصلاح الدرج (سلم العقار) ودفع فاتورة المياه للمنزل بالكامل على نفقتها الخاصة رغم وجود سكان آخرين، بحسب "عيد" الذي أكد أنها كانت من رواد المسجد لحضور الدروس الدينية.

الأجهزة الأمنية بالقليوبية تواصل التحريات والتحقيق في الواقعة وتفريغ الكاميرات للوصول إلى الجناة، وتحفظت على الجثمان في انتظار قرار النيابة للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة. 

search