الخميس، 04 يوليو 2024

11:17 ص

ابن "سفاح التجمع" على الشيزلونج: نظرة المجتمع تحدد مصير "زين"

اكتئاب الأطفال

اكتئاب الأطفال

منى الصاوي

A A
سفاح التجمع

"زين"، ضحية جديدة لـ"سفاح التجمع" لكنه على قيد الحياة، أحداث وروايات وجرائم لم يستطِع عقله الصغير استيعابها، وهزت صورة "الأب البطل" في عينيه، وأصبح يواجه مجتمعًا وحشيًا وحده تمامًا وهو لم يكمل عقده الأول.

ضحية المجتمع

وفيما يتعاطف كثيرون مع “زين” ابن سفاح التجمع "كريم.س"، يصِمه آخرون بما فعله أبوه، رافعين شعار "مَنْ شَابَهَ أبَاهُ فَما ظَلَمَ".

نظرة قاسية ومجحفة

“نظرة المجتمع القاسية والمجحفة لزين قد تصنع منه سفاحًا أكثر وحشية من والده”، هكذا وصفت استشاري الصحة النفسية الدكتورة إيمان عبد الله، الحالة النفسية، حال استمرار نبذه واضطهاده من المجتمع.

اضطرابات نفسية

أضافت استشاري الصحة النفسية، لـ"تليجراف مصر"، أن الأطفال أكثر عرضة للاضطرابات النفسية البسيطة والمعقدة، نتيجة لتكوينهم العقلي الهش، لا سيما حال تعرضهم لصدمات نفسية كبيرة كالتي تعرض لها الطفل زين.

وأوضحت عبد الله، أن الأطفال بلا استثناء يتعرضون لتجارب صادمة وقاسية ومؤلمة في مراحل عمرهم المختلفة، لكن بدرجات متفاوتة في الشدة والتأثير، وجميعها ينتج عنها اضطرابات نفسية "تروما"، إن لم تُعالج بالشكل الصحيح من قبل المختصين.

اكتئاب ما بعد الصدمة

تابعت "فترة ما بعد الصدمة تُعَد فترة حرجة لدى الأطفال، إذ يكونون أكثر تطرفًا إما في السلوك العدواني، أو السلوك الهادئ المسالم دون أي تفاعلات مع المجتمع المحيط".
وأوضحت عبد الله، أن زين قد يعاني خلال الفترة المقبلة الحزن واضطرابات النوم، وصعوبات تتعلّق بالتكيف مع الأوضاع الجديدة لا سيما بعد فقدان أبويه، ما يجعله لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة أو التواصل مع الآخرين، كما قد يظهر الخوف والتردد في أداء بعض الأعمال التي يعتاد القيام بها.

أنماط التفكير والإحساس

وأكدت استشاري الصحة النفسية، أن تغيرًا كبيرًا سيصيب الطفل زين خلال الفترة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بنمط التفكير والإحساس لديه، إذ يمكن أن يتجلى هذا التغير في اتجاهين متضادين، إما أن يصبح متمسكًا بالعواطف بشكل مفرط، حيث يتفاعل مع الأحداث المحيطة بالحزن والبكاء المتواصل لأدق التفاصيل، مع شعور مستمر بالذنب، أو يتحول إلى شخص غير مبالٍ ولا يكترث بما يدور من حوله.

التدخل السلوكي

وأضافت عبد الله، أن علاج اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال يعتمد بشكل أساسي على التدخل السلوكي، حيث يتم توجيه الجهود نحو معالجة الأعراض السابقة من خلال تعليم الأطفال مهارات تمكنهم من التعرف على مشاعرهم الحقيقية وكيفية التعامل معها. 
وأشارت إلى ضرورة إبعاد "زين" عن أي مصادر للأخبار التي تخص والده، لافتة إلى ضرورة إبعاده ولو مؤقتًا عن المجتمع المحيط به وإعادة تأهيله نفسيًا قبل أن يواجه المجتمع بكل ما فيه من مشاكل نفسية.

search