الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:12 م

“بنجر بورسعيد”.. هل يستطيع خفض أسعار السكر؟

محصول البنجر - أرشيفية

محصول البنجر - أرشيفية

إسلام الزيني- وجهاد سداح

A A

يُزرع بها ما يقرب من الـ 300 فدان من محصول بنجر السكر، ولديها اكتفاء ذاتي من السلع بنسبة 100%، وتضخ الفائض من السلع لباقي المحافظات، و23 ألف مزارع يعملون فيها طوال العام، فاستطاعوا بعملهم تحويلها لأكبر المحافظات الزراعية التي تساهم في الناتج القومي لمصر.. إنها محافظة بورسعيد.


يقول وكيل وزارة الزراعة بمحافظة بورسعيد، الدكتور حسني عطية عزام، إن المحافظة أصبحت زراعية، ولديها من المحاصيل الاستراتيجية ما يكفيها، بل ويتم إرسالها لباقي المحافظات، بجانب أن بها مفرخ بحري، هو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، بالإضافة لمزارع الإنتاج الحيواني والسمكي، ومجازر اللحوم، وكل ذلك يساهم في الناتج القومي لمصر.

وأضاف عزام، لـ"تليجراف مصر"، أن المحافظة لديها اكتفاء ذاتي من محصول الأرز، حيث تُنتج 110% منه، 100% تذهب للمحافظة، و 10 % يذهب لاحتياجات المحافظات المجاورة، وتم إنشاء مضارب للأرز، بجانب التوسع في زراعة القمح، حيث لدى المحافظة اكتفاء ذاتي منه بنسبة 101%.

300 فدان بنجر

وأشار إلى أن المحافظة تتوسع في زراعة بنجر السكر، حيث تم حصاد ما يقرب من 300 فدان من محصول بنجر السكر بالتزامن مع بدء موسم الحصاد بأراضي المحافظة، موضحًا أن أراضي شرق بورسعيد يتم فيها زراعة 10 آلاف فدان بمحصول بنجر السكر.

وتُزرع  مساحة ما يقرب من 30 ألف فدان بمحصول البنجر في باقي المساحات بالمحافظة التي تقع في الجنوب، وإنتاجية كل فدان من محصول بنجر السكر تبدأ من 16 وتصل إلى 18 طنًا للفدان الواحد.

ومن جانبه، قال أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة نادر نور الدين، إن  زراعة المناطق الزراعية بمناطق سهل الطينة وسهل الحسينية ومثلث الخير، وجنوب بورسعيد، والتي تدخل ضمن ترعة السلام الموجودة  في الجزء الغربي من قناة السويس، بحوالي 220 ألف فدان ببنجر السكر، سيساهم في توفير السلعة بشكل كبير على مستوى الجمهورية، ويحقق الاكتفاء الذاتي وسد الفجوة البالغة من السكر حوالي 20 % ما يُجنبنا استيراد ما يقارب من  800 ألف طن سنويًا.

وتابع نور الدين، أن منطقة سهل الحسينية وجنوب بورسعيد، وبحيرة المنزلة، أراضي نموذجية مهيئة لزراعة «البنجر» والمحاصيل الاستراتيجية، ويمكن الاستفادة من الأمر بإنشاء مصنع لإنتاج السكر، وتوفير فرص عمل للشباب، وتحقيق رواج اقتصادي هائل، قائلًا أن تأثير القطاع الزراعي في تقدم أسوة بالقطاع الصناعي.
 

“سهل الطينة”
 

ويقول نور الدين، لـ"تليجراف مصر"، أن منح الحكومة ممثلة في وزراتي الزراعة والتنمية المحلية، عقودًا للمزارعين، سيُطئمنهم ليكونوا قادرين على الإنتاج بشكل جيد دون أي تحديات أو عوائق، مشيرًا إلى أن “سهل الطينة” لديه بعض المشكلات، منها زيادة نسبة الملوحة، لذا تم تحويل أغلبها إلى مزارع سمكية بمختلف أنواعها  مثل “أسماك البلطي، الدنيس، البوري”.

وفق نور الدين، فإن “سهل الحسينية” بجانب قدرته على تحمل الحرارة وإنتاج محاصيل استراتيجية، يوجد بها مناطق ملاحات تساعد في إنتاج الملح، أي له أهمية زراعية وصناعية كبرى، موكدًا على أن هذه المحاصيل سوف يتم ضخها في الأسواق ولا يتم تصديرها؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وسد احتياجات المواطنين.

ولفت إلى أن سهل الحسينية به منطقة أملاح مرتفعة لمجاورتها للبحر، وبعد الزراعة سوف يحدث غسيل متوالي للأرض، ما يقلل تركيز الأملاح، ثم بعد ذلك تُزرع بالشعير ثم القمح، ثم إلى محاصيل أخرى تتحمل درجة الحرارة والملوحة، فبالتالي تصبح مشروع زراعي ضخم.

زيادة الإنتاج 

اختتم الخبير الزراعي، تصريحاته، قائلًا إن هناك العديد من الخطوات التي سوف تتخذها وزارة الزراعة في بعض الأماكن، منها منطقة الدلتا، وجنة، ومستقبل مصر؛ للاستفادة منها وزيادة الإنتاج المحلي.

ومن جانبه، قال نقيب عام الفلاحين حسين عبدالرحمن صدام، إن محافظة  بورسعيد، تجارية وصناعية، وإن الدولة تعتمد عليها بشكل كبير خاصةً في التوسع الزراعي، حيث إنها منطقة لوجيستية.

وأضاف صدام لـــ"تليجراف مصر"، أن تطهير بحيرة المنزلة سيساعد على توفير أراضي كثيرة للزراعة، خاصةً أن المحافظة تطل على البحر المتوسط، فهي قادرة على التصدير للخارج وتوفير العملة الصعبة، كما أن موقعها على البحر يساعد في زيادة إنتاجها السمكي، والحيواني.
 

أهم المحاصيل 

وتابع نقيب  الفلاحين، أن محافظة بورسعيد من ضمن إحدى تسع محافظات في مصر، يُصرح لها بزراعة الأرز، مشيرًا إلى أن المحافظة تزرع نحو 140 ألف فدان من مختلف المحاصيل المهمة، منها 30 ألف فدان من البنجر، كما تزرع القمح والقطن والكثير من المحاصيل العلفية.

وأكد صدام، على أن تحول محافظة بورسعيد إلى الزراعة، أمر طبيعي، خاصةً أنها تمتلك أراضي زراعية خصبة، في ظل اهتمام الدولة بها لتكون من المحافظات المنتجة زراعيًا، وظهر ذلك جليًا في تقنين الأراضي الزراعية  بالمحافظة، وتسليم عقود التمليك للمزارعين، في خطوة مهمة لتشجيع المزارعين علي الاستمرار  في الزراعة، وتجديد الثقة مع المواطن المصري.

استطاعت محافظة "بورسعيد" خلال الفترة الماضية من تحويل أراضيها المالحة، إلى أراضي صالحة للزراعة للمساهمة في حل أزمة السكر.

40 ألف فدان أرز

 

يقول وكيل وزارة الزراعة بمحافظة بورسعيد:  نزرع 40 ألف فدان أرز، وقُمنا بإضافة مساحات كبيرة من بحيرة المنزلة بعد تطهيرها، ونزرع  11 ألف فدان برسيم، و 7 آلاف فدان ذرة في الصيف، و4 آلاف فدان قطن.

وتحدث عما تم إنجازه عام 2023، قائلًا إنه تم إضافة 27 ألف فدان للمحافظة، زُرع منها 4 آلاف فدان سمسم، ولأول مرة زراعة محصول الكراوية، ومنتجات طبية فيما يقارب الـ 200 فدان، موكدًا على أن بور سعيد لديها 23 ألف مزارع، و70 % منها أراضي زراعية، ويُقدم للمزراعين بعض  الأسمدة المجانية.

وأكمل: نمتلك 43 ألف رأس ماشية، وإنتاج الألبان لدينا كبير، يحقق أرخص سعر على مستوى الجمهورية في بيعه، فاللبن البقري بـ15 جنيهًا، والجاموسي بـ 20 جنيهًا للكيلو، هذا بجانب مزرعة ومفرخ لأسماك “اللوت وموسى والدنيس” في بورسعيد، بتكلفة 134 مليون جنيه كمنحة من دولة إيطاليا ضمن مجموعة من المنح الموقعة بين وزارة الزراعة والجانب الإيطالي.

search