السبت، 05 أكتوبر 2024

06:24 م

قدموا أبناءهم قربانًا لـ"الرصَد".. والطب النفسي: مضطربون بشدة

قربان للجن

قربان للجن

إسراء عبدالفتاح

A A

"أسفل منزلك خير كثير".. لم يتمالك الرجل الستيني نفسه من السعادة، بعد أن سمع كلمات "الشيخ" أو في حقيقة الأمر "الدجال"، الذي أخبره بأن أسفل منزله مليئًا بالخير الكثير.

ولكن تبدلت سعادة الرجل المُسن الحالم بالثروة السريعة إلى قلق وخوف، بعد أن واصل "الشيخ" كلامه قائلاً: “لكن نحتاج أولا إلى فك الرصَد”.. ورغم أنه فهم جيدًا أن هذه الكلمات تعني تقديم تضحية كبيرة، قد تصل إلى ذبح الأبناء، ورغم أنه تذكر عشرات الحكايات التي سمعها وعايشها لباحثين عن الكنوز، انتهت حياتهم على أعتابها أو أزهقوا أنفسهم لأجلها، فإنه قرر خوض غمار المغامرة ولو على حساب ابنته.

وتحفل محاولات التنقيب عن الآثار، بعشرات القصص عن “الرصَد” الذي وضعه المصريون القدماء بعلمهم وأسرارهم على مداخل الكنوز، ولا يمكن تجاوزه والدخول إلى الخبيئة، إلا عبر سفك “دم”، وهو ما يكون في الأغلب إنسانًا يتم التضحية به، وفي حالات نادرة يكون طيرًا أو حيوانا بمواصفات خاصة.

انتهاك عرض

"أبويا أقنعني بوجود آثار في البيت ولازم نطلعها من خلال شخص هيجي يقعد معايا على انفراد"، هكذا تقول ابنة الرجل الستيني التي فوجئت بـ"الدجال" يلمس جسدها ويهتك عرضها، ويوهمها بأن جنًا يصيبها إذا تكلمت.

الواقعة التي انتهت أمس الأحد بإصدار محكمة جنوب القاهرة المنعقدة في زينهم، حكمها بمعاقبة الدجال بالسجن المشدد 15 عامًا لاتهامه بالاعتداء جنسيًا على الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا، هي واحدة من مئات وربما آلاف الحكايات عن السعي وراء الثراء السريع، ولو على حساب أقاربهم وأبنائهم، عبر البحث والتنقيب السري عن الآثار.

كيف يسمح الأب بذلك؟ 

استشاري الطب النفسي، جمال فرويز، يرى أن الأب الذي هانت عليه ابنته أو أحد أقاربه لتقديهم كـ"قرابين للجن" سواء بالاعتداء الجنسي عليهم أو حتى الذبح، لديه اضطراب في الشخصية يسمى “اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع”.

وأضاف فرويز  لـ"تليجراف مصر"، إن هذا الاضطراب الذي يعاني منه الشخص يجعله أحيانا تحت سيطرة آخر يقوم بإغرائه وإغوائه، فعلى سبيل المثال يأتي الدجال إلى الأب ويعرض عليه أن يقدم نجله كقربان نظير فوزه بالأموال، فيوافق الأب على انتهاك حرمه نجله.

اعتداء على فتاة 

 

الغاية تبرر الوسيلة

وأشار إلى أن تلك الآباء يرفعون شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، فيكون تقديمه طفله للدجال كوسيلة حتى يصل إلى غايته وهي الحصول على الأموال والآثار، لافتًا أن تلك الظاهرة لا تنتشر في المجتمعات البدائية أو غير المتحضرة فقط، ولكن في كل المجتمعات، ففكرة البحث عن الثراء السريع تقود الجميع إلى التفريط في "أعز ما يملكون"، سواء كان تقديم الابن أو الابنة وفي بعض الأحيان يقدم الزوج زوجته، للدجال حتى يعتدي عليها من أجل الحصول على الأموال.

التنقيب عن الآثار 

 

دم طفلة أخميم

في سبتمبر 2021 بقرية الشيخ إسماعيل التابعة لمركز أخميم بمحافظة سوهاج، ارتدى رجل وزوجته عباءة الشيطان، وذبح ابنة أخيه الطفلة "شيماء" ذات الـ10 سنوات، من ذوي الهمم، لتكون قربانًا يساعده في العثور على الكنز.

في التفاصيل، استغل المتهم "أحمد. ح"، 39 عامًا سائق "توك توك"، صغر سن ابنة شقيقه، وإعاقتها الذهنية والحركية ومعاناتها من ضمور المخ، واختطفها بمساعدة زوجته "نورا. م"، 27 عامًا ربة منزل، ليكملا جريمتهما حسب أوامر دجّال.

search