الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:20 ص

"هدهد حزب الله" يشعل فتيل الحرب.. هذا ما جاء به من إسرائيل

صوره ملتقطه من فيديو حزب الله

صوره ملتقطه من فيديو حزب الله

أحمد سعد قاسم

A A

التقى عاموس هوشستاين، أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، مع كبار المسؤولين اللبنانيين في بيروت، بهدف الضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي مع تزايد المناوشات الصعبة بين إسرائيل وحزب الله على الحدود، .

وخلال الأشهر الثمانية الماضية، ومع احتدام الحرب في غزة، اندلعت معركة أخرى على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، في ذلك الوقت، لعب حزب الله، وهو قوة قتالية جيدة التسليح ومختبرة في المعارك، والجيش الإسرائيلي لعبة محفوفة بالمخاطر تقوم على مبدأ العين بالعين، حيث نفذوا هجمات استعرضت عضلاتهم ولكنها لم تتمادى إلى حرب شاملة، وعلى الرغم من النهج المدروس الذي اتبعته الأطراف، فقد قُتل مدنيون في كلا البلدين وفر أكثر من 150 ألف شخص من منازلهم على طول الحدود.

وفي خطوة جريئة تم التقاطها بالفيديو، نشر حزب الله لقطات جوية التقطتها طائرات بدون طيار بعنوان "هذا ما عاد به الهدهد"، تظهر استطلاعه الناجح فوق عدة نقاط عسكرية إسرائيلية في شمال إسرائيل، وتسلط اللقطات الضوء على قدرة الطائرة بدون طيار على العمل دون أن تكتشفها القوات الإسرائيلية.

ويظهر الفيديو، الذي صدر في الساعات القليلة الماضية، قدرات الطائرة بدون طيار التابعة لحزب الله "الهدهد"، التي تمكنت من تصوير مناطق رئيسية داخل الأراضي المحتلة بما في ذلك حيفا ونهاريا وكريات شمونة وكرميئيل.

ومن بين الاكتشافات المهمة في اللقطات مشاهد من مجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وخاصة المناطق التابعة لشركة رافائيل، تبلغ مساحة هذه المنطقة الصناعية 6.5 كيلومتراً مربعاً، وتبعد حوالي 24 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية، ويضم العديد من المصانع والمستودعات ومناطق الاختبار المهمة لتصنيع أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة مثل القبة الحديدية ومقلاع داود.

تنتقل اللقطات بعد ذلك إلى بلدة الكريوت، لتشمل مناطق حضرية شمال خليج حيفا، ذات كثافة سكانية تبلغ حوالي 260 ألف مستوطن، تضم “القريوت” مدنًا وأحياء رئيسية مثل “كريات يام”، و"كريات موتسكين"، و"كريات آتا"، و
“كريات بياليك”، و"كريات الخاييم"، و"كريات شموئيل"، وتغطي مساحة تبلغ حوالي 20 كيلومترًا مربعًا، وتقع على بعد 28 كيلومترًا من الحدود اللبنانية. 

ومن الجدير بالذكر أن المجمعات التجارية مثل “أوشر آد”، و"سافيوناي يام"، و"بيج كرايوت"، وأبراج حدائق أبراهام موثقة أيضًا في اللقطات.

وفي مقطع الفيديو، تخترق طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله منطقة ميناء حيفا الاستراتيجية، لتكشف عن منشآت عسكرية إلى جانب منشآت صناعية وتجارية واسعة، تشمل المواقع الرئيسية التي تم تحديدها ما يلي:

- قاعدة حيفا العسكرية، المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية وتعمل كقاعدة بحرية أساسية للجيش الإسرائيلي.
- ميناء حيفا المدني، الأكبر في إسرائيل.

- مرافق البتروكيماويات وخزانات النفط.
- مطار حيفا، حظائر صيانة السفن، ومبنى وحدة الحوسبة 3800.
- المباني المرتبطة بالوحدة البحرية بما في ذلك أرصفة الغواصات وأرصفة الغواصات.
- تم أيضًا توثيق هياكل محددة مثل مبنى وحدة غواصة شبيط رقم 7 والقوارب الإيفوارية.

ويؤكد الاستطلاع الجوي الذي يقوم به حزب الله، جهوده المستمرة لجمع المعلومات الاستخبارية داخل الأراضي الإسرائيلية، وتسليط الضوء على الأهداف العسكرية والمدنية الاستراتيجية ذات الأهمية البالغة للدفاع والتجارة الإسرائيلية.

ويأتي نشر هذه اللقطات وسط تصاعد التوترات في المنطقة، ما يزيد من المخاوف بشأن الاستعداد الأمني ​​والعسكري على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ومنذ أكتوبر، قُتل أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله ونحو 80 مدنياً لبنانياً، في حين قُتل ما لا يقل عن 19 جندياً إسرائيلياً وثمانية مدنيين.

ومع اشتداد القتال، فإن أي سوء تقدير يهدد بجر الجانبين إلى تصعيد أوسع نطاقا. ونظراً لقوة حزب الله كقوة مقاتلة، فإن حرباً واسعة النطاق بين إسرائيل والجماعة يمكن أن تدمر كلا البلدين.

وقال هوشستاين للصحفيين في بيروت، "الوضع خطير، لقد شهدنا تصعيدا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وما يريد الرئيس بايدن فعله هو تجنب المزيد من التصعيد إلى حرب أكبر”.

أضاف، "سيتطلب إنهاء هذا الصراع الآن مصلحة الجميع، ونعتقد أن هناك طريقًا دبلوماسيًا للقيام بذلك - إذا وافق الطرفان عليه".

وفي أثناء وجوده في بيروت، لم يجتمع هوشستاين مع قادة حزب الله، الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، وبدلا من ذلك، فإنه اجتمع فقط مع أعضاء الحكومة اللبنانية، الذين يكون تأثيرهم على الجماعة محدودا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم الأربعاء، موافقته على الخطط العملياتية للهجوم على لبنان، مع إصدار تعليمات للاستمرار في الاستعداد للحرب، وجاء في بيان الجيش أنه تم أيضاً اتخاذ قرارات لتسريع جاهزية القوات في الميدان.

هذه القرارات جاءت بعد لقاء عُقد بين قائد القيادة الشمالية، اللواء أوري جوردين، ورئيس قسم العمليات، اللواء عوديد باسيوك، لتقييم الوضع في القيادة الشمالية بشكل مشترك.

وكشفت “القناة 13” أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أصدر تعليماته في الأيام الأخيرة برفع مستوى الاستعداد والقدرة العسكرية للحرب في منطقة الشمال.

وسبق أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القيادة الشمالية للجيش تستعد لهجوم واسع النطاق على لبنان، وتنتظر الموافقة السياسية لتنفيذ العملية.

بالنسبة لحزب الله، فإن التصعيد الكبير يثير القلق بالمثل، كان الاقتصاد اللبناني في حالة من الفوضى حتى قبل الأزمة الحالية، والعديد من اللبنانيين ليس لديهم رغبة كبيرة في تكرار حرب عام 2006، وهي معركة استمرت شهرًا وأدت إلى مقتل أكثر من 1000 لبناني و165 إسرائيليًا وتشريد أكثر من مليون شخص.

بدأ القتال الحالي بعد وقت قصير من 7 أكتوبر، عندما شن حزب الله، حليف حماس، هجمات على شمال إسرائيل في استعراض للتضامن، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة.

وفي الأسبوع الماضي، أدت غارة إسرائيلية إلى مقتل أحد كبار قادة حزب الله، طالب عبد الله، ما دفع حزب الله إلى تكثيف هجماته على إسرائيل ردا على ذلك، وفي الأيام القليلة التالية، أطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل في ضربات منسقة، مما أدى إلى إصابة العديد من الجنود والمدنيين.

ويزور المبعوث الأمريكي هوشستاين المنطقة هذا الأسبوع على أمل تهدئة التوترات بين الجانبين، والتقى يوم الاثنين برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إسرائيل، وكذلك رئيس البلاد ووزير الدفاع، في محاولة لدفع الحل الدبلوماسي.

وعلى الرغم من المخاطر، واجه السيد نتنياهو ضغوطاً متزايدة في الداخل لتكثيف الحملة العسكرية التي تشنها البلاد ضد حزب الله، ولا يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين من المجتمعات الحدودية مشتتين في جميع أنحاء البلاد دون جدول زمني للعودة إلى منازلهم، ودعا أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات القوية، بما في ذلك إنشاء "منطقة أمنية" تديرها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية.

search