الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:35 ص

محمد عبد الوهاب ضحية "ربع طن".. آسرته "سمنة مفرطة" وقتلته "رئة"

مريض السمنة

مريض السمنة

آلاء مباشر

A A

“نفسي أقف على رجلي واتجوز”، حلم بسيط تمناه مريض السمنة المفرطة محمد عبد الوهاب، 39 عامًا، بعد أن وصل وزنه إلى 250 كيلو جراما، قبل أن تنهي رحلة تحقيقه حلم حياته اليوم الإثنين.

محروم من أبسط حقوقه

بدأت قصة معاناة عبد الوهاب قبل 5 سنوات، حينما وصل وزن الشاب الثلاثيني إلى أكثر من 250 كيلو جراما، أدى لمضاعفات خطيرة منها إصابته بتقوس في عظام القدمين، وقصور في الأوعية الدموية، بالإضافة إلى تيبس بكامل عضلات الجسم، الأمر الذي تسبب في عجزه عن الحركة لـ8 شهور كاملة.

في 12 فبراير 2024، وجد مريض السمنة المفرطة متنفسا عبر "تليجراف مصر"، بحث من خلاله عن حل مشكلته، وقال إنه يعيش مع والدته مريضة السرطان وشقيقته، "دايما بقول لاختي أنا من غيرك كنت مت، كفاية إنها بتساعدني أعمل حمام ومبتكسفش منها ومبتزهقش مني، ولا عمرها كشرت في وشي ربنا يخليها لعيالها".

بصيص أمل جديد

حاول مريض السمنة السعي للحصول على العلاج مع إمكانات مادية محدودة، لم تترك له خيار التحرك وحيدا للحصول على خدمة علاجية أفضل، ووج مناشدة إلى مجلس الوزراء.

بعد 24 ساعة من مناشدته، جاء لرد بنقله إلى مستشفى الدمرداش، وبدء في تلقي العلاج على نفقة الدولة، واستقبله المستشفى وحجز بوحدة السمنة المفرطة.

خضع محمد عبد الوهاب لفحوصات شاملة على للقلب والرئة والكلى والكبد والأمعاء، تحت إشراف نخبة من الأطباء بقيادة رئيس أقسام الجراحة بطب عين شمس، محي الدين البنا، وجرى التعامل مع حالته طبيًا ونفسيا من خلال طاقم طبي متميز بالمستشفى، وضمن برنامج احترافي لعلاجه.

أكد البنا، أنه منذ أن دخل محمد عبد الوهاب المستشفى في شهر فبراير، وضعت له خطة علاجية بعد دراسة حالته، وبناء عليها تم إجراء عملية تحويل المسار وهي إحدى العمليات الناجحة لعلاج السمنة، لافتًا إلى أن العملية تمت بنجاح، فضلًا عن تدهور العمود الفقري والجهاز الهضمي بسبب الدهون المتراكمة لديه وجرى علاجها.

العمود الفقري

أضاف البنا إلى "تليجراف مصر"، أن محمد كان يعاني من مشكلات بالعمود الفقري والجهاز الهضمي بسبب الدهون المتراكمة لديه وقد تم علاجها، مشيرًا إلى أن مشكلة تيبس القدم ستزول بالعلاج الطبيعي ونزول الوزن وهو على وشك الخروج من المستشفى، وسيتم إعطائه التعليمات، بالإضافة إلى متابعة دورية بعيادات السمنة لدى المستشفى.

وقالت شقيقة مريض السمنة ميادة عبد الوهاب لـ"تليجراف مصر"، وقتها، إن الأطباء قرروا له الخروج من المستشفى، ولكن المشكلة أن محمد ما زال لا يستطيع الوقوف على قدميه، وتم نقله إلى منزله بعد خسارته 15 كيلو، ليستكمل العلاج الطبيعي.

خسارة 15 كيلو أعادته لمنزله

بعد 4 أشهر، انتهت رحلة محمد عبد الوهاب مع السمنة المفرطة، والحياة أيضا، وأعلنت وفاته صباح اليوم الإثنين، بعد تدهور حالته الصحية، بعد إصابته بـ"تسريب" في المعدة، فقد على إثره القدرة على تناول الطعام مدة شهرين، وفق رواية شقيقته.

شقيقة المتوفى، ادعت أن شقيقها تعرض لتسريب في عملية تحويل المسار التي أجراها قبل 4 أشهر، وهو ما نفاه مدير المستشفى والطبيب المعالج للحالة، وذكر أن سبب الوفاة جلطة في الرئة وليس لها علاقة بالعملية.

وقال مدير مستشفى الدمرداش، الدكتور طارق يوسف، في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، إن سبب وفاة "محمد" مريض السمنة، لا علاقة له بعملية تحويل المسار التي أجراها منذ 6 أشهر، ولم يحدث أي تسريب له مثلما تقول شقيقته.

وأكد "يوسف"، أنه لم يحدث أي تسريب أثناء العملية، وطالما مر على العملية أسبوع، والمريض بصحة جيدة فمن المستحيل أن يكون سبب الوفاة تسريب في المعدة.

وأوضح، أن المريض لم يكن ملتزما بالنظام الغذائي الذي وضعه المستشفى بعد خروجه منها، كون هذه العملية تحتاج إلى نظام غذائي معين، لافتا إلى أنه سيتم كتابة تقرير طبي بكل ذلك والإعلان عنه فور الانتهاء منه.

search