الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:16 م

أنسة الخطيب.. صعيدية ترتدي زي الرجال: "من يجرؤ على نسياني؟"

الحاجة أنسة الخطيب

الحاجة أنسة الخطيب

كتبت أسماء عطا

A A

في قرية الخرانقة بمركز قوص بمحافظة قنا، تبرز قصة ملهمة لمعلمة التموين أنسة الخطيب. 

ترفض أن يناديها أي شخص سوى بكلمة "المعلمة"، وترتدي زي الرجال بشغف، لأنها كانت تتمنى أن تكون ولدًا لتحمي ميراث والدها بعد وفاة جميع أبنائه الذكور.

تركت المدرسة وارتدت زي الرجال

تحكي أنسة الخطيب، واحدة من أقدم تجار التموين في قرية الخرانقة ومركز قوص، أنها تركت المدرسة ولم تكمل تعليمها. 

ارتدت زي الرجال منذ أن كانت في الثانية عشر من عمرها، وبدأت تذهب مع والدها، تاجر التموين الذي ورثت منه المهنة.

تقول أنسة إنها كانت تسافر إلى أسيوط في القطار القديم في ثمانينات القرن الماضي لشراء حصة الدقيق والتموين، لعدم وجود مستودعات تموين في المنطقة آنذاك. تعلمت من والدها البيع والشراء والتفاوض مع التجار.

لم يرزقها الله بأخ

تروي أن والدها، الذي كان معلمًا يعلم بعض أطفال القرية القرآن الكريم، تفرغ بشكل كبير لتجارة التموين. 

أنجب والدها 6 ذكور ماتوا جميعهم، وبقيت أنسة واثنتان من أخواتها البنات، إحداهما توفيت منذ عام.

تحب العمل في التجارة

صورة للحاجة أنسة أثناء العمل 

أحبت أنسة تجارة التموين وتقول إن التجارة "تشغل لي مخي"، مؤكدة أن التجارة أهم من الوظيفة. 

وتصر على تحدي الظروف والعادات والتقاليد، وخصوصًا أنها تعيش في قرية في جنوب الصعيد. 

لم تستمع إلى الرفض المجتمعي لخروجها للعمل، واستكملت مسيرة والدها في التموين، لتدخل الفرحة على والديها بالمحافظة على ميراث الأرض والتموين.

تحملت أنسة مسؤولية المنزل منذ أن كانت في الثانية عشر من عمرها، وخرجت من المدرسة في الصف السادس الابتدائي. 

لكنها تقرأ وتحسب جميع حساباتها بنفسها، وتشرف وتباشر جميع أعمالها في التموين بنفسها.

تعيش دور الرجل

تقول إنها ترتدي الجلابية الرجالية الصعيدية منذ أن كان عمرها 12 عامًا، والطاقية الصوف واللاسة. 

تشتري الجلابيب ذات اللون القاتم من محلات الملابس الجاهزة، وترفض التفصيل لدى أي خياط في قوص. 

كما تشتري اللاسات أو الكوفية الرجالية لتضع واحدة على رأسها وأخرى على كتفها، مما يمنحها مهابة وتقدير، وتشعر بأن هذا الزي هو ما يجعل لها الاحترام والتقدير وسط الرجال.

جلباب الرجال يمثل العزة والكرامة

تقول: "كيف لي أن يسمعني الآخرون ويخافوني بدون هذا الزي؟" بالنسبة لها، الجلابية تمثل العزة والكرامة والاحترام.

وتؤكد أن التجارة أفضل من الوظيفة: "وكيل وزارة التموين متعلم والمدرسة متعلمة، وبعد أن خرجوا على المعاش تناستهم الناس ونسيتهم، بينما أنا تاجرة تموين أتعامل مع الجميع ومن يجرؤ على نسياني، ولا أخرج على المعاش."

search