الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:26 ص

انقطاع الكهرباء.. خطة الحكومة لتجاوز الأزمة

شحنات الغاز

شحنات الغاز

ولاء عدلان

A A

أعلنت الحكومة المصرية أمس عن مجموعة من الخطوات العاجلة لمواجهة ارتفاع استهلاك الكهرباء تزامنا مع موجة حارة تضرب البلاد، ووعدت بانتهاء الأزمة خلال يوليو المقبل تزامنا مع تدبير شحنات الغاز اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، وعلى صعيد القطاع الخاص أعلنت بعض مصانع الأسمدة توقفها عن الإنتاج أيضا لحين تدبير مزيد من إمدادات الغاز. 

وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي إنه وجه وزارتي البترول والكهرباء بالتعاقد الفوري على الكميات المطلوبة من الغاز لوقف خطة تخفيف الأحمال الكهربائية، لافتا إلى أنه اعتبار من الأسبوع المقبل تخفيف الأحمال سيكون لمدة ساعتين فقط بدلا من 3 ساعات، ومع الأسبوع الثالث من يوليو المقبل سيتوقف تماماً قطع الكهرباء. 

الحكومة تقترب من استلام الغاز 

وأفاد مدبولي بأن الدولة ستخصص قرابة 1.18 مليار دولار لتجاوز فترة الصيف بدون انقطاع للكهرباء، وستذهب هذه الأموال لصالح استيراد المازوت والغاز اللازمين لتشغيل محطات الكهرباء. 

بدأت الحكومة خلال الأسبوع الحالي زيادة خطة تخفيف الأحمال بمقدار ساعة تستمر حتى نهاية الأسبوع للحفاظ على التشغيل الآمن لشبكة الغاز ومحطات الكهرباء، ومن المتوقع أن تبدأ الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" استلام "وتغويز" أولى شحنات الغاز التي جرى التعاقد عليها خلال الفترة الأخيرة اعتبارا من الأسبوع المقبل. 

وعملية "التغويز" المشار إليها يقصد بها معالجة الغاز المستورد ليصبح جاهزا للاستهلاك والضخ المباشر بشبكة الغاز المحلية، وكانت مصر تعاقدت نهاية أبريل الماضي على استئجار سفينة التغويز (هوج جاليون) النرويجية لمدة تتراوح بين 18 إلى 20 شهرًا، ووصلت منتصف يونيو الحالي إلى ميناء العين السخنة وبدأت عملية التشغيل التجاري لها هذا الأسبوع. 

ومن المتوقع أن تبدأ هوج جاليون تغويز أولى شحنات الغاز المستورد اعتبار من يوليو المقبل، إذ تعتزم وزارة البترول من خلال شركة إيجاس مناقصة شراء قرابة 17 شحنة غاز، على أن تستلم منها 7 شحنات خلال الشهر المقبل و6  شحنات في أغسطس و4 شحنات في سبتمبر. 

وضمن جهود الحكومة للتعامل مع أزمة ارتفاع الطلب المحلي على التبريد تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات أعلى الـ40 درجة طوال الأيام القليلة الماضية، لجأت أمس إلى اتخاذ قرار بغلق المحلات التجارية والمولات على مستوى الجمهورية في تمام العاشرة مساء، باستثناء الصيدليات، والسوبر ماركت، والمطاعم على أن تغلق في تمام الواحدة صباحا. 

الشركات تسعى لاستيراد الغاز 

أعلنت بعض شركات صناعة الأسمدة والبتروكيماويات أمس توقف مصانعها عن العمل نتيجة لوقف إمدادات الغاز الخاصة بها من قبل وزارة البترول نظرا لتوجيه حصتها لصالح محطات إنتاج الكهرباء، وأبرز هذه الشركات كانت سيدي كرير وأبوقير للأسمدة. 

وبالتوازي مع ذلك بدأت سيدي كرير بالتعاون مع 4 شركات أخرى لتدبير احتياجات الغاز اللازمة لتشغيل مصانعها من السوق العالمية، وقال مصدر حكومي في تصريح لقناة العربية إن تحالفا يضم شركات سيدي كرير والمصرية القابضة للبتروكيماويات والمصرية لإنتاج الإيثيلين والمصرية للغازات الطبيعية، وشركة "جاما" للإنشاءات يسعى لاستيراد الغاز الصخري الأمريكي. 

وهذا التحالف من المقرر أن يؤسس شركة برأس مال يتجاوز 600 مليون دولار قبل نهاية هذا الشهر، وذلك بهدف القيام بعمليات استيراد الغاز من الموردين العالميين، ومن المقرر أن تتولى شركتي المصرية لإنتاج الإيثيلين وسيدي كرير طرح المناقصات. 

يشار إلى أن أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي سجلت خلال الشهر الحالي أعلى مستوياتها منذ يناير الماضي، وخلال تعاملات أمس ارتفعت في التعاملات الأوروبية بقرابة 3% تزامنا مع زيادة الطلب على الغاز وارتفاع درجات الحرارة في غالبية المناطق حول العام، ومنذ أبريل الماضي ارتفع عقود الغاز بـ25% مقارنة بما كانت عليه مطلع مارس.

search