الجمعة، 02 أغسطس 2024

09:16 م

"الاستنساخ" يتسلل إلى "دراما المنصّات".. ما الحقيقة؟

منصات إلكترونية

منصات إلكترونية

مي فهمي

A A
نتيجة الثانوية العامة 2024

يعد الاستثمار في المنصات الإلكترونية من أبرز أوجه الاستثمار الاقتصادي الرابح في الوقت الراهن، وتتسابق المنصات في الاستحواذ على أعمال فنية مهمة، تلفت نظر المشاهد بمنطقة الشرق الأوسط.

وتخطى حجم الاستثمار في المنصات بالمنطقة 17 مليار دولار، وفقا لآخر إحصائية صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ومن المتوقع وصولها إلى 26 مليار دولار بحلول 2028.

على المستوى المحلي، طرحت منصة “Watch it” آخر أعمالها “زينهم”، الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد داود، ومنذ الإعلان عن العمل شبهه البعض بمسلسل “بالطو” الذي عُرِض قبل شهور على منصة “شاهد” وحقق نجاحًا كبيرًا، ما طرح تساؤلًا بشأن سبب تشابه بعض الأعمال المعروضة على المنصات الإلكترونية في الفترة الأخيرة؟ خصوصًا أن هذا التشابه برز في الفكرة أو المحور الرئيسي في الكثير من الأعمال.

بوستر مسلسل “وبينا ميعاد”

مسلسل "نصي الثاني" لعلي ربيع يتشابه مع "البيت بيتك" لمصطفى خاطر ومحمد عبد الرحمن (توتا)، الذي يدور حول تعويذة تقلب حياة أبطالها. وأيضاً التشابه بين مسلسلي "روز وليلى" و"رانيا وسكينة"، والثنائي النسائي الكوميدي، ومسلسلي "كامل العدد" و“وبينا ميعاد”، الذي تدور قصته الرئيسة حول رجل وسيدة لدى كل منهما عدد كبير من الأبناء ويريدان الزواج.

طفرة فنية

السؤال السابق قد يتسع أكثر ويمكن قراءته على نحو آخر "هل يعد هذا التشابه استثمارًا لنجاح بعض الأعمال، ما يجعل صناع الفن يقدمون أفكارًا مشابهة أو مستنسخة؟! وهل يمكن أن تصبح المنصات الإلكترونية بديلة للتلفزيون وتكون سببًا في تقلُّص تقديم الأعمال الطويلة على الشاشة الصغيرة؟

بدايةً، يجب الاعتراف بأن منصات العرض الإلكترونية أحدثت ثورة في عالم صناعة المحتوى، وغيّرت في أسلوب العرض، فقد اهتمت بتقديم الأعمال الدرامية وتوفيرهـا للجمهـور المستخدم بأعلى جودة تقنية، بالإضافة إلى ميزة عرض العمل دون فواصل ومشـاهدة المحتوى الدرامي من خلال الأجهزة الذكية المختلفة، بخلاف أن المنصـات أتاحت للجمهور ميزة التحكم في وقت ومكان المشاهدة، لكن ما هو المنتظر من هذه المنصات ولماذا أصبحت الأعمال الفنية تتشابه في الفترة الأخيرة؟

الناقدة ماجدة موريس، قالت لـ"تليجراف مصر" إن المنصات الإلكترونية لعرض المحتوى الدرامي أحدثت طفرة في صناعة الفن، فقد عملت على ضخ كمية كبيرة من المحتوى، وشجعت صناع الدراما في مصر والوطن العربي على تقديم أعمال كثيرة، لأنها بنسبة كبيرة تقدّم مسلسلات في عدد حلقات قليل، كما أسهمت في اكتشاف الكثير من المواهب في مجالات الفن المختلفة، ومنحتهم فرصة للظهور على الساحة.

وأضافت موريس، أن من عيوب المنصات التى تعرض محتوى دراميًا، عدم قدرتها على طرح قضية اجتماعية بشكل واضح ومزدحم بالتفاصيل، بسبب عدد الحلقات القليل.

وفيما يتعلق بمسألة تشابه محتوى الأعمال على المنصات من حيث الفكرة أو الإطار العام، قالت موريس “ربما يعود ذلك إلى أن المحتوى المقدّم يهتم بالشباب وقضاياهم وتستهدفهم هذه المنصات بشكل كبير، فيشعر البعض أن هناك تشابهًا أو تلامسًا في الأفكار بين الأعمال، ولكن غالبًا ما يكون المضمون مختلفًا والفكرة الرئيسة لكل عمل مختلفة عن الأخرى”.

وأضافت “ليس هناك مشكلة في مسألة استثمار نجاح فكرة عمل لتقديم عمل آخر، لكن بالطبع يجب تغيير المحتوى والسيناريو”.

الحلقات القصيرة 

وترى الناقدة الفنية أن فكرة الحلقات القصيرة التي تعتمد عليها المنصات، ليست جديدة، فالتلفزيون المصري مع بداياته في الستينيات كان ينتج أعمالًا قصيرة، من 6 حلقات ثم 8 ثم وصل إلى 15 حلقة، لكنها لم تكن تكفي لطرح القضايا الهامة والاجتماعية، فأصبح العمل لاحقًا في حدود 30 حلقة.

وعن قدرة المنصات على أن تحل محل التلفزيون في البيوت العربية، أكدت موريس أن هذا الأمر لن يحدث لعدة أسباب، أهمها أن المنصة الإلكترونية مدفوعة الأجر، وحتى إن كان اشتراكها بمبلغ زهيد، ففي ظل الظروف الاقتصادية الحالية فإن عددًا كبيرًا من الأفراد لن يتجهوا لدفع المال من أجل مشاهدة محتوى يوجد بديل له، وهو المحتوى المجاني على  شاشات التلفزيون.

نافذة للإبداع

من جانبه، أوضح الناقد طارق الشناوي، إن المنصات الإلكترونية أُطلِقت في الإساس لتشيط صناعة الفن والدراما، وهذا بالفعل ما استطاعت تحقيقه، وهي نافذة جديدة للإبداع، لكنها لن تؤثر في التلفزيون أو السينما ولن تحل مكانهما، بل ستدفعهما إلى التطور.

وفيما يخص تشابه الأفكار أو الخطوط الرئيسة في بعض الأعمال المقدّمة على المنصات في الفترة الأخيرة، قال الشناوي “إن كثرة الأعمال المعروضة على المنصات وتحديدها لمواسم عديدة لعرض الأعمال يخلق حالة الشك لدى الجمهور في اللحظات الأولى لطرح إعلان دعائي لعمل جديد، ويعتقد أنه مشابه لعمل آخر، لكن ربما تكون هناك بعض الخطوط البعيدة المتشابه بين الأعمال، وهذا أمر شائع لكنه قليل”.

واختتم الشناوي حديثه بالتأكيد على أن المنصات الإلكترونية خلقت حالة جديدة، ولا يرى أن هناك تشابهًا كبيرًا في الأعمال المقدمة عليها، لكنه في الوقت ذاته ينتظر إنتاج محتوى بشكل أكبر وعلى نطاق أوسع.

search