الخميس، 21 نوفمبر 2024

11:48 م

بعد ارتفاعات الأسبوع.. هل يصل سعر الدولار 50 جنيهًا؟

عملات نقدية أمريكية

عملات نقدية أمريكية

مصطفى العيسوي

A A

شهد سعر الدولار في القطاع المصرفي، ارتفاعا على مدار هذا الأسبوع، وذلك عقب عودة البنوك للعمل بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك والتي استمرت لمدة 5 أيام.

وأخذت العملة الخضراء في البنوك خلال هذا الأسبوع منحى صعودي، حيث تحرك من 47.63 جنيه المسجل في بداية تعاملات يوم الأحد الماضي، لينهي تعاملات اليوم عند مستوى 48.12 جنيهًا بمقدار زيادة نحو 50 قرشًا، الأمر الذي يثير العديد التساؤلات حول مستقبل سعر الدولار بالقطاع المصرفي خلال الأيام المقبلة، وهل سيصل إلى 50 جنيهًا.

استمرار الطلب 

توقع الخبير المصرفي، عز الدين حسانين، أن يستمر سعر الدولار في الصعود خلال تعاملات هذه الأيام بالبنوك العاملة بالقطاع المصرفي، خاصة في ظل استمرار الطلب عليها من قبل المستوردين عبر فتح الاعتمادات المستندية اللازمة للدخول لاستيراد بضائعهم من الخارج، خاصة بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى.

وأوضح حسانين لـ"تليجراف مصر"، أن من بين الأسباب التي دفعت العملة الخضراء للتحرك لأعلى مرة، هو قيام الحكومة بسداد ما عليها من مستحقات خارجية، أو الإفراج الجمركي للبضائع، لافتا إلى أن قيمة الجنيه أمام الدولار خلال الفترة القادمة ترتبط بحجم توفير النقد الأجنبى في البنوك.

ووفقاً لتقرير حديث للمعهد التمويل الدولي عن أن مصر سددت منذ مارس الماضي نحو 25 مليار دولار من الدين العام (ما تقوم الدولة باقتراضه من الأفراد والمؤسسات محليا وخارجيا)، بالإضافة إلى سداد سندات "يوروبوند" بقرابة ملياري دولار، فيما تقدر قيمة الإفراجات الجمركية منذ أبريل الماضي، نحو 14 مليار دولار.

أسباب عودة السوق السوداء 

وحول أسباب عودة السوق السوداء مرة أخرى، لفت الخبير المصرفي، إلى أن بعض المستوردين توجهوا إلى السوق الموازي بسبب طول فترة عيد الأضحى والتي استمرت لمدة 9 أيام متواصلة، بالإضافة إلى أن هناك 13 سلعة لا يزال البنك المركزي المصري يضع قيودا على استيرادها من الخارج، الأمر الذي يدفع مستوردوها إلى اللجوء للسوق السوداء للحصول على ما يلزمهم من النقد الأجنبي.

ومنذ 2022، فرض المركزي، عددا من القيود على استيراد 13 سلعة من الخارج والتي تشتمل السيارات، والموبايلات وكمالياتها، ونباتات وبذور غذائية، والفواكه الطازجة، وكاكاو، والمجوهرات واللؤللؤ، وتليفزيونات وأجهزة كهربائية، والملابس الجاهزة، ولعب الأطفال، وإطارات مستعملة وأي شىء مستعمل، والمفروشات والأثاث، والمعدات الثقيلة نتيجة أزمة شح الدولار.

وطالب حسانين، بإلغاء هذه القيود خلال الفترة المقبلة، حتى يتم القضاء على السوق السوداء نهائيًا.

ووصل سعر الدولار بالسوق السوداء ارتفاعه ليصل إلى مستوى 49 جنيًها اليوم بعدما كان يسجل 47 جنيهًا، خلال إجازة عيد الأضحى، وفقًا لما كشف عنه عددا من المتعاملين بالسوق الموازية.

العرض والطلب

من جانبه، يرى الخبير المصرفى، محمد بدرة أن سعر الدولار في البنوك يتحرك في مستوى زيادة وتراجع بنسب تتراوح ما بين 5 إلى 10%، إذ أنه يخضع لآلية العرض والطلب، التي يتبعها البنك المركزي منذ تحرير سعر الصرف.

وفي مارس الماضي، أطلق البنك المركزي، العنان للدولار يتحرك من مستوى 31 جنيهًا إلى مستوى 50 جنيهًا قبل أن يتراجع إلى مستوى 45 جنيهًا، ليصل إلى مستوى 48.12 جنيهًا اليوم.

وأوضح بدرة لـ"تليجراف مصر" أن صعود العملة الأجنبية مقابل الجنيه في القطاع المصرفي أمر لا يدعو للقلق، فهي تزيد ونقصل بنحو 105، حتى لا تنسحب الأموال الساخنة عقب الاستفادة من الفائدة المرتفعة وفرق العملة، ويدور سعر الدولار في نطاق بين 45 و50 جنيهًا، على الأرجح.

وأشار الخبير المصرفي، إلى أن المركزي مسموح له بالتدخل في سوق الصرف لحماية الجنيه من أي مضاربات قد تحدث بالسوق الموازي ويكون ذلك مع بداية ظهور أي مضاربات جديدة على سعر الدولار أمام الجنيه، لافتا إلى أن جميع البنوك المركزية في العالم التي تُطبق سعر صرف مرن تتطبق نفس الإجراء، وليس مخالف للسياسة النقدية، ولكن يكون التدخل محدودا بغرض الاحتفاظ بالسعر العادل.

search