السبت، 05 أكتوبر 2024

11:03 ص

مؤسس "الاتحاد العالمي لمصريي الخارج": البريكس لا يؤثر على المغتربين (حوار)

مؤسس الاتحاد العالمي للمصريين بالخارج

مؤسس الاتحاد العالمي للمصريين بالخارج

آلاء مباشر

A A

يقدر عدد المصريين بالخارج بنحو 10 ملايين مصري؛ تعددت أسباب هجرتهم ما بين اقتصادية وتعلمية وثقافية. "تليجراف مصر" حاورت مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج بهجت العبيدي حول ظاهرة الهجرة، ودور وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج في خدمة أبناء مصر بالخارج.

يكشف العبيدي في حواره  تأثير انضمام مصر إلى تجمع “بريكس” على المصريين بالخارج، وأبرز أهداف حملة "مواطن لدعم مصر بالخارج"، وهل تمكنت الوزارة من تخفيف قسوة الغربة بعد التسهيلات التي قدمتها للمصريين بالخارج؟

إليكم تفاصيل الحوار:

- كيف جنت مبادرات وزارة الهجرة ثمارها في احتياجات المصريين بالخارج؟

لقد أحسنت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج صنعًا من خلال المبادرات التي أطلقتها، لكي يستفيد منها أبناء مصر في الخارج، ولا شك أن كل المبادرات لها فوائد متبادلة للمصري في الخارج من ناحية وللدولة المصرية من ناحية أخرى.

 هذا أمر طبيعي، فمهمة الوزارة والدولة كذلك هي رعاية أبناء مصر في الخارج وحل مشكلاتهم وتقديم خدمات لهم، وفي المقابل فإن المصري في الخارج يقوم بدور مهم في مجالات مختلفة في الدولة المصرية ليس أولها، كما يتصور البعض، المجال الاقتصادي وليس آخرها إظهار صورة راقية للشعب والدولة المصرية في الخارج مرورًا بالوقوف صفًا واحدًا مع الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية، وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة، كما شهد الجميع في الخارج والداخل على حد سواء في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. 

نزعم أن المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية بجهد من السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الذي يأتي جزءا منه امتدادًا واستكمالًا لجهد السفيرة السابقة نبيلة مكرم الوزيرة، أقول إننا نزعم أن هذه المبادرات عادت بفائدة متبادلة بين كل من الدولة المصرية وأبناء مصر في الخارج، حيث كانت هناك استفادة واضحة للمصريين في الخارج في مبادرات: جلب سيارة دون جمارك، والموقف التجنيدي، بالإضافة إلى مبادرة اتكلم عربي، هذا الذي يدفعنا للمطالبة بمزيد من المبادرات التي تعود بالفائدة على الدولة المصرية من ناحية وأبناء مصر في الخارج من ناحية أخرى. 

بهجت العبيدي

- بعد تطبيق البريكس رسميًا في مصر.. كيف سيؤثر على المصريين بالخارج؟

بكل تأكيد انضمام مصر إلى تجمع “بريكس” لا يؤثر على المصريين بالخارج، بل يأتي في سياق تناغمي بالنسبة للدولة المصرية التي تعتمد بشكل رئيسي على تحويلات المصريين بالخارج للحصول على العملة الأجنبية، التي بانضمام مصر لتجمع بريكس يتم تخفيف الضغط على هذه العملات الأجنبية نتيجة لاستخدام الجنيه المصري في التعامل مع دول تجمع بريكس. 

انضمام مصر إلى تجمع “بريكس” يعود بفائدة على الدولة المصرية، فكما هو معلوم فإن مصر مع غيرها من الدول، تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، نتيجة لعدة عوامل كان منها الشلل التام الذي أصاب العالم أثناء جائحة كورونا ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد “الطين بلة”.

أما السياسة النقدية الأمريكية والتي اتخذت من زيادة أسعار الفائدة سبيلًا لجمع الأموال الساخنة حول العالم، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير للعديد من الاقتصادات العالمية، خصوصا الناشئة منها، حيث إن هروب هذه الأموال جعل هناك أزمة في العملة الأجنبية الصعبة "الدولار" في بعض الدول ومنها مصر، ومن هنا تأتي أهمية انضمام مصر إلى تجمع بريكس والذي يسمح باستخدام العملة المحلية في التبادل بين هذه البلدان. 

تطبيق البريكس في مصر

- بصفتك المتحدث الإعلامي لحملة مواطن لدعم مصر بالخارج.. ما هي أبرز أهداف تلك المبادرة وتأثيرها على المصريين؟

يجب أن نفرق بين كيانين: الأول الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج والذي أتشرف بأنني مؤسسه، وحملة مواطن لدعم مصر في الخارج، فالأول هو اتحاد تم تسجيله بالنمسا ومصر وله نشاطات عديدة من خلال أفرعه وممثليه في دول العالم المختلفة.

أما حملة “مواطن لدعم مصر في الخارج” فقد تم تكوينها لدعم الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة، ولذلك كان نشاطها مكثفًا أثناء الدعاية الانتخابية للمرشحين للانتخابات الرئاسية، وكانت بالطبع تدعم المرشح الرئاسي آنذاك الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وطبعًا كان هناك خطة عمل للحملة تم وضعها من خلال منسقها العام نصر مطر، فعملنا عبر ثلاث مراحل: الأولى حشد المواطنين المصريين بالخارج لتوثيق توكيلات ترشح للرئيس السيسي. والثانية كانت إقامة الفعاليات: ندوات مؤتمرات لعرض إنجازات الرئيس من ناحية والرد على الشائعات من ناحية أخرى.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة كانت في أيام الانتخابات الثلاثة، والتي بذلنا فيها مجهودًا جبارًا لحشد المواطنين وتوصيلهم لمقر اللجان الانتخابية، وكان نتيجة ما قمنا به هو ما شاهده الشعب المصري في الداخل والعالم كله في الخارج من خلال وسائل الإعلام التي حرصت على نقل هذا المشهد التاريخي الذي رسمه أبناء مصر في الخارج في العملية الانتخابية، هذا المشهد الذي نفخر بأننا كنا كـ “حملة مواطن لدعم مصر في الخارج” أصحاب الجهد الأكبر فيه.

مؤسس الاتحاد العالمي للمصريين بالخارج

- هل تمكنت وزارة الهجرة بإلغاء  “قسوة الغُربة” بعد التسهيلات التي قدمتها للمصريين بالخارج؟ 

مهما قدمت وزارة الهجرة تسهيلات أو خدمات للمصريين بالخارج، فمستحيل أن تصبح الغُربة كأن لم تكن، إذ أنها شيء قاس للغاية، فمغادرة الوطن وترك الأهل والأحباب والأصدقاء، والعيش في بيئة غير تلك التي نشأ فيها الإنسان وتربى عليها شيء من الصعوبة، طبعًا يمكننا أن نؤكد أن التطور العلمي والتكنولوجي كان له دور في تخفيف وطأة تلك المشاعر القاسية في الغربة، من خلال تسهيل التواصل مع أقرانهم المصريين والتعرف على أحوال الوطن.

أما ما تقوم به وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج فهو دور مشكور يساهم في التغلب على بعض المصاعب التي يمكن أن تواجه المغتربين.

- ما الذي يدفع المصريين لاتخاذ خطوة “الهجرة” بصفة عامة سواء شرعية أو غير شرعية؟

هناك أسباب متعددة تدفع المصريين في الخارج للهجرة، فهناك العامل الاقتصادي، وهذا هو الوحيد المشترك بين من يهاجرون بطريقة شرعية وغير شرعية، حيث أن القطاع الأكبر من المهاجرين هدفه الرئيسي هو تحسين وضعه الاقتصادي، خاصة في ظل الظروف العالمية والإقليمية والمحلية، بالإضافة إلى زيادة متطلبات الحياة، نتيجة لهذه الثورة التكنولوجية الهائلة التي حدثت في العالم، ومن خلالها تغيرت أولويات الحياة. 

هجرة المصريين

وهناك العامل العلمي، فالعديد من أبناء مصر يهاجرون من أجل الالتحاق بالجامعات الأجنبية في محاولة منهم للحصول على تعليم مواكب للعصر، خاصًة وأن التعليم في مصر يشهد حالة من الضعف، نظرًا للحالة الاقتصادية التي تؤثر بكل تأكيد على المستوى التعليمي.

وهناك نوع آخر من الهجرة، وإن كان نادرًا، وهو الهجرة من أجل الحياة في المجتمعات المتقدمة لما تمتلك من منظومة اجتماعية وثقافية تغري فئة معينة من فئات المجتمع المصري.

search