الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:52 م

عدلي فايد.. وداعًا ثعلب البحث الجنائي

اللواء الراحل عدلي فايد

اللواء الراحل عدلي فايد

محمود رفاعي

A A

"أنا كنت في ابتلاء، وأسال الله أنّ يغفر لنا"، بتلك الكلمات القصيرة استقبل اللواء الراحل عدلي فايد، مساعد أول وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن العام، حكم براءته في عام 2014، في القضية التي عُرفت حينها إعلاميًا بـ“قتل المتظاهرين”. 

تُوفي فايد، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز الـ 76 عامًا بعد صراع مع المرض، داخل أحد مستشفيات الإسكندرية.

مناصب عليا

العمل الأمني الدؤوب والتدرج في المناصب بناء على تقارير الكفاءة، كان عنوان حياة اللواء فايد، الذي وُلد عام 1947، بقرية بيشة عامر التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.

وأنهى جنرال الأمن العام خلال عهد اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، دراسته الثانوية والتحق بكلية الشرطة عام 1967، وتخرج منها في 1971، برتبة ملازم، ليبدأ مسيرة عمل شرطية حافلة ببذل المزيد من الجهد والتضحيات داخل جهاز الشرطة.

شهد للواء عدلي فايد، رؤساؤه له بالتفاني في أداء عمله وأداء واجبه الأمني، ودونوا ذلك في تقارير الكفاءة السرية، التي زادت من فرص توليه مناصب قيادية داخل وزارة الداخلية.

اللواء الراحل عدلي فايد

البحث الجنائي

في عام 1997، أصدر وزير الداخلية الراحل حسن الألفي، قرارًا بنقل “فايد” من قطاع الأمن العام إلى قطاع أمن الموانئ، إلا أن الأول أُقيل في أعقاب الهجوم الإرهابي على فوج سياحي بالأقصر، تولى بعدها اللواء حبيب العادلي حقبة وزارة الداخلية، فأعاد "فايد” إلى قطاع الأمن العام.

تدرج اللواء فايد عدلي في عدة مناصب شرطية بإدارات البحث الجنائي المختلفة، وسبق تعيينه مديرًا لمباحث مديريات أمن الجيزة والإسكندرية وسوهاج، ثم شغل منصب مديرًا لمباحث الوزراة.

خلال أبريل من 2010، صدر قرارًا بتعيين اللواء فايد عدلي مساعدًا أول لوزير الداخلية لقطاع الأمن والأمن العام حتى عام 2011، مع اندلاع ثورة 25 يناير.

اللواء "فايد" خريجي دفعة كلية الشرطة عام 1971، أحد ثلاثة لواءات، عُينوا مساعدين لوزير الداخلية، ضمت القائمة كل من اللواءين إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة الأسبق، وحسن عبد الرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق. 

اتهامات وبراءتان

واجه عدلي بعد أحداث الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في يناير 2011، مع 5 من زملائه، ووزير الداخلية “العادلي”، اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين، أحيلوا على إثرها إلى محاكمات عاجلة، في ضوء ما نسب إليهم وقتها من اتهامات.

مثُل مساعد الوزير الأسبق الراحل مع باقي مساعدي الوزير، أمام المحكمة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، واستمرت المحاكمة الأولى نحو 10 أشهر، وانتهت جولة محاكمته ببراءته لأول مرة، في يونيو 2012. 

طعنت النيابة العامة على حكم البراءة، وأُعيدت القضية مُجددًا، وسمحت المحكمة حينها لـ"فايد" بالحديث والترافع دفاعا عن نفسه، قبل أن تصدر بعدها حكما ثانيا ببراءته في نوفمبر 2014.

اختفاء ثم رحيل

ومنذ حصل على براءته، لم يظهر فايد في وسائل الإعلام، وعاش حياة هادئة مع أسرته، إلى أن تم إعلان وفاته، صباح اليوم، ليصبح اللواء الراحل ثالث مساعدي الوزير السابقين، الذين وافتهم المنية، بعد براءتهم من تهمة قتل المتظاهرين، حيث سبقه اللواء أحمد رمزي، مساعد الوزير للأمن المركزي، عام 2018، واللواء أسامة المراسي، عام 2021.

search