السبت، 06 يوليو 2024

08:51 م

ضحية تفكك أسري.. القبض على والد حبيبة سعد "فتاة رشيد"

حبيبة ضحية العنف الأسري برشيد

حبيبة ضحية العنف الأسري برشيد

إسلام أبو الوفا

A A
سفاح التجمع

ألقى ضباط مباحث قسم شرطة رشيد بمحافظة البحيرة، القبض على والد "حبيبة سعد" فتاة رشيد ضحية العنف والتفكك الأسري، والتي أصيبت بتهشم في الرأس ونزيف بالمخ وكسور متفرقة باليد، عقب إلقاء نفسها من الطابق الرابع؛ تمهيدًا لعرضه على جهات التحقيق.

كان "تليجراف مصر" التقى عددًا من جيران "حبيبة" الذين تقدموا ببلاغات ضد والدها وزوجته، وأكدوا أنه بعد انفصال والديها وزواج والدتها، عاشت مع جدتها حتى وفاتها، ثم عاشت مع والدها منذ 4 سنوات، وخلال هذه السنوات كانت تعيش وسط المواشي، فضلًا عن تقديم كافة الأعمال المنزلية لزوجة أبيها.

وأضاف محامي "حبيبة" (متطوع في القضية) أن المعاينات الأولية للمنزل الذي عاشت فيه حبيبة، أثبتت أنها كانت تتبول في "البلكونة" من شدة العنف الذي كانت تتعرض له، مشيرًا إلى أن الجيران وقفوا على قلب رجل واحد وتقدموا ببلاغات رسمية عدة للتحقيق مع والدها وزوجته.

واقترب "تليجراف مصر" من تفاصيل الواقعة، التي بدأت من حيث انتهى وعي وإدارك حبيبة لهذا العالم الذي نعيش فيه، بدأت من لحظة سقوطها من الشرفة، ونقلها إلى المستشفى بين الحياة والموت، مصابة بجروح وكسور خطيرة.

يروي شاهد العيان على الواقعة، النجار أسامة، جار أسرة حبيبة منذ سنوات، تفاصيل القصة التي ضجّت بها منطقة رشيد بمحافظة البحيرة، والجار لأسرة حبيبة منذ سنوات، “من غير المعلوم حتى الآن إذا كانت الفتاة انتحرت أم سقطت دون أن تنتبه نتيجة نومها على سور الشرفة”.

"حبيبة" ابنة عاشت معاناة انفصال والديها قبل سنوات عدة، وخلال مكوثها مع أمها طبقًا لقانون الحضانة، جاء عريس لطلب يد والدتها ووافقت على الفور، لكنها تفاجأت بأنه لا يرغب في وجود حبيبة معهما، لذلك تخلّت عنها الأم ومكثت الابنة مع جدتها.

خلال هذه الفترة، تزوج الأب أيضًا وأنجب أربعة، ثلاثة ذكور وبنت، وتوفيت جدة حبيبة التي كانت تمكث معها، فقررت أن تذهب إلى خالتها التي رفضت أيضًا وجودها معها، لأن لديها اثنان من الأبناء الشباب، وطبقًا للعادات والتقاليد لن يُقبل مكوث فتاة مع شباب في بيت واحد.

هنا جاء دور الأب، ذهبت له حبيبة وطلبت أن تعيش تحت حمايته في بيته، لأنه لا يوجد مكان آخر لتذهب إليه أو ستكون في الشارع، لكن ظهرت زوجة الأب التي لم يختلف قرارها كثيرًا عن البقية، حيث طلبت من زوجها أن يطرد حبيبة أو يجد لها بنفسه مكانا آخر لتعيش فيه ولن يجمعها بها بيت واحد، هنا جاء في خاطر الأب أغرب مكان يمكن أن يطمئن على ابنته فيه.

والد حبيبة المالك لـ ثلاث عمارات، قرر أن تمكث الصغيرة في غرفة الأغنام وظلت بها 4 سنوات كاملة، لا تشكو حالها ولا تطلب أي شيء، في حين أن شقيقتها الصغرى كانت تلبس أغلى الملابس وتتعطّر وتتزين – حسب رواية الجار أسامة - بينما هي ترتدي ملابس بالية لم تتغير منذ أعوام.

يقول جيران حبيبة إنهم شاهدوها تنام كل يوم على سور الشرفة، نظرًا لأن البيت لا يوجد به لمبة واحدة، حتى أنها اضطرت لقضاء حاجتها في نفس الشرفة، وذات يوم، (تحديدًا خامس أيام عيد الأضحى)، كانت دماء حبيبة تُغرق الشارع مثل الأضاحي تمامًا، فسقطت من شرفتها منتحرة، حسبما يُخمّن الجميع.

حبيبة لم تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد، على الرغم من أن نسبة وعيها حاليًا لا تتعدى الـ3%، ويقول جارها إن يوم الواقعة حملها على يديه في "توك توك" لأقرب مستشفى، في الوقت الذي لم تنزل دمعة واحدة من عين والدها حينما رآها غارقة في جروحها، حتى أنه رفض الذهاب إلى المستشفى معها، وكان الجيران هم من يلحقونها.

search