السبت، 06 يوليو 2024

07:01 م

الأسمدة والمياه.. ملفات ملتهبة على طاولة وزير الزراعة الجديد

وزارة الزراعة

وزارة الزراعة

محمد لطفي أبوعقيل

A A
سفاح التجمع

يواجه وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الجديد، علاء فاروق، جملة من التحديات الكبرى التي تتطلب حلولاً عاجلة، فرغم التفاؤل باختياره نظرًا لخبرته الكبيرة وعلاقاته الطيبة مع المزارعين، إلا أن الأزمات المتراكمة في القطاع الزراعي تمثل عقبات جمة أمام تحقيق الأهداف المرجوة.

نأمل فيه الخير

ويقول نقيب الفلاحين حسين أبوصدام، إن اختيار علاء فاروق لوزارة الزراعة اختيار موفق جداً خاصة أن له باع كبير جداً في المجال الزراعي، ومحبوب من الفلاحين وله فضل كبير في رفع الديون عن المتعثرين منهم في البنك الزراعي المصري، ونأمل فيه الخير.

نقص إنتاج وسوء توزيع الأسمدة

وأضاف صدام في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن من أبرز الأزمات التي ستواجه الوزير الجديد أزمة الأسمدة خاصة أنه جاء في وسط الأزمة، موضحاً أنها تتمثل في الإنتاج بسبب توقف الكثير من مصانع الأسمدة عن العمل بسبب نقص الوقود وضعف إنتاجية مصانع أخرى، ولكن مع عودة بعض المصانع للعمل مثل مصنع أبوقير ومصنع سيدي كرير.

وتابع، أن هناك أيضاً أزمة في توزيع الأسمدة كذلك بسبب تقاعس الشركات والمصانع عن توصيل الكميات المتفق عليها من السماد المدعم لوزارة الزراعة، مشيراً إلى أن هذه الأزمة سوف يكون لها تبعات كبيرة جداً منها زيادة التكلفة على الفلاحين وتقليل الإنتاج من جهة أخرى.

وأوضح، أن الوزير كذلك أمامه مهمة صعبة وهي إعادة هيكلة منظومة توزيع الأسمدة، مشيرا إلى أن المنظومة بها فساد كبير جداً أضر بالكثير من الفلاحين، لافتاً إلى أن هناك بعض المشاكل التي تتعلق بارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية والآلات أيضاً وكذلك نقص الوعي بالزراعة الحديثة.

نقص المياه 

ويقول الخبير المائي وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إن المياه في مصر غير متوفرة بكمية تكفي لإنتاج زراعي يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل، موضحاً أن حصة مصر من المياه محدودة حيث أنها تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب وبعد   إضافة المياه الجوفية ومياه الأمطار تصبح 60 مليار متر مكعب، ليصبح نصيب الفرد من المياه 500 متر مكعب.

وأوضح شراقي في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أن احتياج الفرد من المياه هو 1000متر مكعب، مشيراً إلى أن كمية المياه الموجودة في مصر حالياً هي نصف الكمية المطلوبة لتحقيق الاحتياجات المائية.

الاستفادة ورفع الكفاءة

وتابع، أن التحدي لوزارة الزراعة ووزارة الري هو كيفية الاستفادة من هذه الحصة المحدودة ورفع كفاءة الاستخدام لها، حيث أن هناك العديد من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إلى الكثير من المياه مثل الأرز وقصب السكر والموز التي تزرع بنسب كبيرة في مختلف المحافظات، والتي نحتاج إلى استنباط أنواع جديدة منها لا تستهلك كميات كبيرة من المياه.

وأكمل “نحتاج كذلك إلى تطوير طرق الزراعة الحالية بوضع البذور في التربة بنظام الشتلات لأن طرق الزراعة القديمة تستهلك الكثير من المياه والوقت وكذلك تعميم طرق الري الحديثة بدلا من طريقة الري بالغمر التي يعمل بها معظم المرزاعين حاليا، لأن نسبة المياه الحالية مهددة بالنقص”.

قلة الإنتاجية

ويقول خبير البيئة وأستاذ العلوم البيئية الدكتور وحيد إمام، إن أبرز المشاكل التي تنتظر وزير الزراعة خلال الفترة القادمة، هي معاناة قطاع الزراعة من انخفاض الإنتاج بسبب أزمة التغير المناخي. 

وأضاف في تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن للتغيرات المناخية تأثير كبير، موضحاً أنها سوف تتسبب في موجات برد وحر شديدة تزيد من عوامل تملح و تصحر التربة خصوصاً في منطقة الدلتا كما أنها سوف تتسبب في انتقال الآفات الزراعية وزيادتها، لافتاً أن التحدي الذي ينتظر وزير الزراعة هو استنباط المحاصيل التي سوف تتحمل كل هذه الظروف الصعبة دون حدوث نقص في الإنتاج.

search