الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:01 ص

صار صانعًا للأزمات.. هل يمكن استبدال الدولار؟

هيمنة الدولار على العالم

هيمنة الدولار على العالم

محمود كمال

A A

80 عامًا حصيلة بداية وضع حجر الأساس لهيمنة الدولار على العالم، بعدما اجتمع ممثلون عن 44 دولة في بريتون وودز، بالولايات المتحدة الأمريكية، لوضع أسس نظام مالي عالمي جديد، أسفر عن ربط العملات بالدولار بمعدل ثابت، بينما تم ربط الدولار بالذهب بسعر 35 دولارًا للأونصة.

الاجتماع الذي كان يهدف إلى وضع نظام يضمن تحقيق استقرار مالي، ومنع تكرار الأزمات الاقتصادية الكبرى مثل الكساد العظيم، منح القوة للدولار الأمريكي عن غيره، لتصبح العملة الخضراء هي صانعة الأزمات، ما دفع العديد من الدول الاقتصادية للبحث عن سبل التخلص من تلك الهيمنة.

يقول خبير أسواق المال، أحمد مُعطي، أن القضاء على هيمنة الدولار ليست بالمستحيلة، خصوصا مع التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، وخاصة القوى الاقتصادية الكبيرة مثل الصين وروسيا، قد تدفع هذه الدول إلى تقليل اعتمادها على الدولار في التجارة الدولية واحتياطاتها النقدية.

ويضيف معطي لـ“تليجراف مصر” أن العملات الأخرى مثل اليورو واليوان الصيني قد تحاول تعزيز مكانتها في النظام المالي العالمي، وهو ما تعمل عليه الصين بالفعل من خلال تدويل اليوان وزيادة استخدامه في التجارة الدولية والاستثمارات.

وبحسب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، فإن موسكو وبكين تخلتا بشكل شبه كامل عن التعامل بالدولار الأمريكي في العلاقات التجارية والاقتصادية، بعد تنفيذ أكثر من 90% من المدفوعات بالعملات الوطنية.

ويتابع خبير أسواق المال، ان تلك الجهود إذا نجحت فإن هذه العملات ستظهر كبدائل للدولار، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع هيمنة الدولار، ولكن ليس القضاء عليه.

توحش الدولار بعد الحرب العالمية الثانية

بعد الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة تملك أكبر احتياطيات من الذهب وأقوى اقتصاد في العالم، مما عزز من مكانة الدولار كعملة رئيسية للاحتياطيات الدولية وللتجارة.

وفي عام 1971، ألغى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون قابلية تحويل الدولار إلى ذهب، فيما يعرف بـ“صدمة نيكسون”، وهذا القرار أدى إلى انتهاء نظام بريتون وودز وتحول العالم إلى نظام أسعار الصرف العائمة، حيث يتم تحديد قيمة العملات من خلال العرض والطلب في الأسواق.

هل تقضي العملات الرقمية على الدولار؟

خلال السنوات الأخيرة ظهرت العملات الرقمية، مثل العملات المشفرة، والتي مثلت تكنولوجيا جديدة في النظام المالي تقوم على تقنيات البلوكشين (تقنية تسمح لشخص أو شركة ما بنقل أصول ذات قيمة إلى شخص آخر بأمان ودون تدخل أيّ وسيط).

وارتفعت القيمة السوقية للعملات الرقمية عكس العملات التقليدية، لأنها مشفرة عبر الإنترنت، ما جعل العديد من الأشخاص يتجهون لتداولها لتحقيق الربح، خصوصًا أن المضاربين يتحكمون في ارتفاع وانخفاض أسعارها، ما دفع البعض يتساءل حول إمكانيتها في القضاء على الدولار.

ويوضح خبير أسواق المال أحمد معطي، أن تداول العملات الرقمية في الأسواق العالمية يكون باستخدام الدولار الأمريكي، مما يعزز دور الدولار في هذه السوق، عكس ما هو متداول بأنها قد تضعفه.

ويضيف خبير أسواق المال، أن التداول الكبير في العملات الرقمية يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في قيمة الدولار،   حيث أن ارتفاع الطلب على العملات الرقمية يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار، العكس صحيح.

search