السبت، 05 أكتوبر 2024

09:46 ص

"فرقة العمال المصرية".. مترجم ينصف جده بعد قرن من الزمان

الدكتور شكري مجاهد

الدكتور شكري مجاهد

منى الصاوي

A A

أثار "برومو" الحلقة الجديدة لبرنامج "معكم" تقديم الإعلامية منى الشاذلي، المقرر إذاعتها اليوم الجمعة، عن كتاب “فرقة العمال المصرية”، حالة من الثراء المعرفي، بسبب الأحداث التي يرويها المؤلف خلال الحرب العالمية الأولى.

القصة المنسية

الكتاب من تأليف الكاتب الأمريكي كايل أندرسون، وترجمة أستاذ الأدب الإنجليزي، الدكتور شكري مجاهد.

يتحدث الدكتور شكرى مجاهد، عن مشاركة المصريين في الحرب العالمية الأولى بدون تسليح، حيث كانوا جنودًا ومقاتلين في إطار حرب لم تكن حربهم. 
وأكد أن ترجمته لهذا العمل تأتي كواجب وطني في المقام الأول، وكواجب عائلي أيضًا نظرًا لمشاركة جده الراحل في الحرب العالمية الأولى، حيث فقد إحدى عينيه وأصيب برصاصة في ظهره.

ما القصة؟

يشير الكتاب إلى أنه خلال الحرب العالمية الأولى، فرضت السلطات البريطانية الحكم العسكري على مصر، وجندت نحو نصف مليون شاب، أغلبهم من الريف، بالقوة ليعملوا كعمال عسكريين في أنحاء مختلفة من أوروبا والشرق الأوسط. قام هؤلاء الشباب بأعمال شاقة مثل شحن وتفريغ البضائع في موانئ فرنسا وإيطاليا، وحفر الخنادق.

مسارح الحرب

أفاد الكتاب بأن الجنود المصريين قاموا بنقل المؤن والإمدادات عبر صحاري ليبيا والسودان وشبه جزيرة سيناء، ولعبوا أدوارًا شرطية في فرض النظام بين سكان بغداد المحتل، كما تولوا مسؤولية معظم العمليات العسكرية للعمال أثناء التقدم عبر فلسطين نحو سوريا، والتي كانت واحدة من أبرز مسارح الحرب في تلك الفترة.

الثقافة الشعبية

على الرغم من ذلك، حافظت الثقافة الشعبية على بعض ذكرياتهم، بما في ذلك أغنية مشهورة مثل "سالمة يا سلامة". 
وأشار الكتاب إلى أن معاناة العمال المصريين كانت نوعًا جديدًا من السخرة.

الإمبراطورية البريطانية

فرقة العمال العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى لعبت دوراً بارزاً في إنشاء مئات الأميال من خطوط السكك الحديدية وأنابيب المياه بين مصر وفلسطين، والتي أصبحت أساساً للبنية التحتية للإمبراطورية البريطانية. 

رجال فرقة العمال المصرية

الكتاب يوثق تجربة رجال فرقة العمال المصرية خلال هذه الحرب، ويعتبر تاريخها جزءاً مهماً من السجلات التي كانت غائبة تقريباً في توثيقات الحرب، حيث لم تكن هناك اهتمامات كافية من الكتاب والقراء الناطقين بالإنجليزية بقصص رجال من خارج “الشريحة البيضاء” الذين كانوا يعملون خلف خطوط الجبهة.

سالمة يا سلامة

يرصد الكتاب اللحظات التي يعود فيه الرجال المصريين إلى الوطن، يحيطهم المجد بعبارة "غير بيض"، وتُعتبر هذه العبارة أحد أهم مفاتيح بناء الكتاب وأدواته التحليلية والتفسيرية، فالعرق يمثل عدسة تحليلية رئيسية استخدمها المتابعون المعاصرون لفهم فرقة العمال المصرية هذه.


المركز القومي للترجمة

يذكر أن الكتاب "فرقة العمال المصرية: العرق والفضاء والمكان في الحرب العالمية الأولى"، الصادر عن المركز القومي للترجمة، تصدر المبيعات خلال شهر يونية الماضي.

search