الخميس، 24 أبريل 2025

05:57 ص

ذكرى أحمد منسي الـ7.. حكاية شهيد أراد الخلود

الشهيد أحمد المنسي

الشهيد أحمد المنسي

A .A

لم يكن الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، مجرد مقاتل أو قائد كتيبة فقط؛ بل رمزًا للشجاعة والإنسانية والتواضع، فلم يتحدث عن بطولاته ولم ينشغل إلا بحماية الوطن وتطهير سيناء من الإرهاب، وكانت آخر كلماته قبل الاستشهاد "الله أكبر.. متمسكين بالأرض".

اليوم الأحد، تحل الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد قائد كتيبة 103 صاعقة، أحمد منسي في “ملحمة البرث”، التي تجسد بطولة أبطال القوات المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية في سيناء.

أسد يُدافع عن عرينه

ولد أحمد صابر منسي في 4 أكتوبر 1978 في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ليبدأ مسيرته ضابطا في الصاعقة، ثم حصل على درجة ماجستير العلوم العسكرية، عام 2013، وتولى قيادة الكتيبة 103 عام 2016، خلفًا للعقيد رامي حسنين.

قاد منسي ورفاقه أبطال كتيبته 103، معارك ضارية ضدّ الإرهابيين في سيناء، ونجحوا في إفشال العديد من هجماتهم وتكبيدهم خسائر كبيرة، فأصبح بالنسبة للإرهابيين أسدًا يدافع عن عرينه. 

هجوم إرهابي

فجر يوم الجمعة 7 يوليو 2017، واجه منسي ورجاله هجومًا إرهابيًا كبيرا، للسيطرة على كمين "البرث" جنوب مدينة رفح بشمال سيناء، تصدوا له بكل بسالة وشجاعة، ودارت معركة ضاريةٌ استمرت لنحو 4 ساعات استخدم فيها نحو 150 من الإرهابيين على 12 عربة دفع رباعي مدججة بالسلاح، قذائف هاون وآر بي جي وجيرنوف.

استشهاد منسي

استشهد منسي في معركة "البرث"، تاركًا خلفه إرثًا من الشجاعة والتضحية يُلهِم الأجيال القادمة، لا سيما بعد تجسيد قصة حياته في مسلسل الاختيار، الذي تناول قصة بطولته ورجاله من الكتيبة الذين سطروا ملحمة تاريخية.

لماذا كمين البرث؟

كمين البرث كان بمثابة "شوكة في ظهر" العناصر الإرهابية، فمنع منسي ورجاله، وصول الدعم إليهم من الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي إلى باقي أنحاء سيناء.

وانطلقت من الكمين العديد من العمليات النوعية التي أوقعت الكثير من الإرهابيين، لذلك حشد المتطرفون قواهم أكثر من مرة لاستهدافه، في محاولة للإمساك بالعقيد أحمد منسي حيًا، والاستيلاء على الكمين، وهي الأهداف التي لم تتحقق بفضل صمود منسي ورجال كتيبته.

أوامر منسي في "ملحمة البرث"

كانت أوامر منسي خلال دافعه ورجاله عن كمين البرث، بحماية بعضهم البعض، وعدم ترك أي منهم جثة زميله حال مقتله حتى لا تتعرض للتمثيل بها على يد تلك العناصر الإرهابية، فكان غالبية من قتل في المعركة من أبطال المعركة قابضين على أسلحتهم أو داخل معداتهم.

ولم تستطع العناصر الإرهابية حمل جثمان شهيد واحد لأي من أبطال "ملحمة البرث"، وفروا هاربين تاركين جثث زملائهم التكفيريين ممن تم القضاء عليهم.

آخر كلمات أحمد منسي

بصوت مقاتل يقود معركة في حرب، أرسل منسي إشارة صوتية، بثتها وسائل الإعلام المختلفة، كانت هي آخر كلماته قبل استشهاده، قال فيها "الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، يمكن دي تكون آخر لحظات حياتي في الدنيا، أنا لسه عايش في هجوم بتاع الجماعة الدواعش التكفيريين علينا هنا في مربع البرث، دخلوا بكام عربية مفخخة وأنا لسه عايش أنا و4 عساكر، متمسكين بالتبة ومتمسكين بالأرض عشان خاطر زميلنا الشهداء منسيبهمش ولا أي مصاب هنسيبه، ومش هنسيب الأرض دي وعليها أي شهيد ولا أي مصاب، الله أكبر، لنجيب حقهم لنموت زيهم.. الناس كلها يا رجالة تدعي للناس اللي هنا".

سبعٌ من الخلود

سبع سنواتٍ مرت على استشهاد منسي ورجاله، لكنه لا يزال حيًا في قلوب وذاكرة كل المصريين والإرهابيين أيضًا، فأصبح منسي ورفاقه أساطير تُروى للأجيال، رمزًا للبطولة والفداء، ودليلًا على عظمة أبناء مصر، فاليوم تحررت سيناء من الإرهاب وتحققت أحلام منسي ورجاله.

تكريم يليق ببطلٍ خالد

تكريماً لبطولاتهم، أُطلق اسم العقيد أحمد صابر منسي على العديد من الشوارع والميادين والمدارس في مختلف أنحاء مصر، فضلاً عن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لكوبري عائم على قناة السويس، يربط سيناء بالوطن، وأُطلق عليه اسم الشهيد منسي، وكذا إنتاج مسلسل "الاختيار"، الذي جسد بطولاته ورفاقه.

أخبار متعلقة

search