السبت، 05 أكتوبر 2024

01:21 م

"السر في الخلطة".. أسبقية التحنيط تثير جدلا بين مصر وأمريكا (خاص)

التحنيط

التحنيط

آلاء مباشر وحبيبة وائل

A A

ادعى علماء الآثار في تشيلي، أن أقدم مومياوات في العالم تعود لشعب تشينكورو، الذي عاش في صحراء أتاكاما في تشيلي، فهو أول من بدأ في تحنيط موتاه، حتى قبل بدء المصريين بذلك، منذ 5000 عام، وهذا ما يتنافى مع ما هو متداول حول أن الحضارة المصرية أقدم حضارة في العالم، حسب موقع “سي بي إس".

وأجرى العلماء دراسة حول أن مومياوات شعب تشينكورو أقدم من مومياوات الفراعنة المحنطة في مصر بـ 2000 عام.


تقنيات التحنيط


اعتمدت عملية التحنيط لدى شعب تشينكورو، على استخدام بطانيات من القصب، وأقنعة من الطين، وشعر بشري لتزيين الجثث المحنطة.

ونشأت فكرة التحنيط، عند شعب تشينكورو، من مشاهدة بقايا طبيعية تتعرض للتحنيط وسط ظروف الجفاف في الصحراء، وفقا لما نشره موقع "سي بي إس".


تهديدات تواجه المومياوات


رغم تصنيف منطقة تشينكورو كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، إلا أن هذا الإعلان لا يضمن حماية كافة الآثار، حيث تظل العديد من المومياوات والآثار الأخرى محفوظة بأمان في متاحف مثل متحف "ميجيل دي أزابا" الأثري في مدينة أريكا.


تأثير تغير المناخ


ويتم التحكم في المناخ تهديدًا على المومياوات، التي ما زالت مخبأة في الصحراء القاحلة.

ويقول كلاوديو لاتوري، عالم البيئة القديمة في الجامعة الكاثوليكية في تشيلي: "إذا ارتفعت درجات حرارة سطح البحر على طول ساحل شمال تشيلي، فإن هذا سيزيد من الرطوبة الجوية، مما يؤدي إلى تحلل المومياوات التي لم تتعرض للتحلل حتى الآن". 

هذا التحلل سيؤدي أيضًا إلى فقدان أدلة أثرية مهمة يمكن أن تساعد العلماء في فهم تاريخ شعب تشينكورو.

وتعليقًا على هذا الأمر قال وزير الآثار الأسبق وعالم الآثار، الدكتور زاهي حواس، إنه لا يمكن حسم الجدل في تاريخ أقدم مومياء حول العالم، لأنها ظهرت في قديم الأزل.

وأكد حواس في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر": “عمري ما سمعت أن أمريكا فيها مومياء.. ولا يمكن جزم وجود مومياوات أو حضارة في أمريكا”.

أضاف أن المصريين القدماء اكتسبوا طابع خاص بهم وبراعة في تحنيط المومياوات يفوق جميع الحضارات ولا يمكن أن يكون لها مثيل.

زاهي حواس

ومن جهته، استطرد كبير الأثريين بوزارة الآثار الدكتور مجدي شاكر، أن الحضارة المصرية القديمة سابقة بخطوات كبيرة جميع الحضارات، مؤكدًا أنه يوجد ما يقرب من 22 مومياء في متحف الحضارة تحتفظ برونقها من التحنيط، فضلًا عن 26 ألف قطة محنطة في سقارة.

وتابع شاكر في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أنه يوجد مومياوات كثيرة حول العالم، ولكنها ليست بنفس قيمة التحنيط للمومياوات المصرية القديمة والحفاظ عليها مهما جار عليها الزمان، معقبًا: “مهما وصلوا للتحنيط ميقدروش يوصلوا لمواد التحنيط الخاصة بالمصريين القدماء”.

كبير الأثريين

وواصل أن الآثار والمومياوات موجودة حول العالم، ولكنها ليست بنفس قيمة وجودة المصريين القدماء، التي على الرغم من مرور آلاف السنوات عليها إلا أنها ما زالت على هيئتها كأول مرة.

“التحنيط وصل للأكل”

وفي السياق ذاته، لفت الخبير الأثري أحمد عامر، إلى أن المصريين القدماء برعوا في كافة االمجالات والجوانب، وعلى رأسها التحنيط، خيث الحفاظ على الطعام والملابس والأغراض الخاصة جميعها محنطة.

واستطرد لـ"تليجراف مصر" أن الحضارة المصرية فاقت جميع الحضارات حول العالم بعبقريتها واعتمادها على التحنيط باستخدام مواد سرية لم يكشف عنها حتى الآن.

التشكيك في الحضارة المصرية القديمة

ولم تكن هذه هي المرة الأولى، للتشكيك في الحضارة المصرية القديمة، فقد ظهرت نظرية الأفروسنتريك أو المركزية الأفريقية في أمريكا في ثلاثينيات القرن الماضي، كرد فعل على العنصرية ضد السود في أمريكا والاستهانة بهم حضاريًا وثقافيًا، والتي تأسست على يد الناشط الأمريكي أفريقي الأصل موليفي أسانتي في فترة الثمانينيات وفق الموسوعة البريطانية Britannica.

 وتقوم فكرة “الأفروسنتريك” على محاولة تسليط الضوء على إسهامات الأفارقة في الحضارة العالمية، ومع مرور الوقت، اتخذت الفكرة منحى خطيرًا بمحاولة نسب حضارات غير أفريقية لهم، مثل الحضارة المصرية القديمة، أو إعادة تقديم شخصيات تاريخية غير أفريقية بممثلين سود، كما حدث مع كليوباترا، ومن أشهر الشخصيات العالمية التي تؤيد هذه النظرية الممثل الكوميدي الأمريكي كيفين هارت، وعارضة الأزياء العالمية ناعومي كامبل، والمغنية الأمريكية بيونسيه.

search