الخميس، 21 نوفمبر 2024

08:01 م

إسلام أبو النجا

إسلام أبو النجا

A A

الكعبة بألوان متعددة استقرت على الأسود

الكعبة المشرفة بمكة المكرمة هي اكثر الاماكن قدسية عند المسلمين، وقد نال رعايتها بالاعمار والكسوة كل الحكام على مدى العصور للتعبير عن أحقيتهم برعاية شئون المسلمين، وتغيير الكسوة كل عام رمزية مهمة تحظى بالاهتمام الكبير للدلالة على رفعة اهم مقدسات المسلمين، وأول من نال شرف كسوة الكعبة كان سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده ملك تبع، الذي كساها (بالأديم) وهو جلد طبيعي مخيط يعطى اللون البني الفاتح.
وبعد الجاهلية في عصر سيدنا محمد كان كساء الكعبة من الستار اليمني بخط أبيض وخط أحمر، وفي عهد الخلفاء الراشدين أصبحت كسوة الكعبة باللون الأبيض الناصع وفي عام 456هـ تحول لونها إلى الأصفر بخامة الديباج، حين كساها سلطان السلاجقة. 
وفي عهد الدولة العباسية انتقلت صناعة الكسوة الشريفة الي مصر نتيجة التعرف على تقنيات جديدة ومستوى عالى فى صناعة الغزل والنسيج فصنعت بعدة ألوان، مره باللون الأحمر الداكن، ومرة بالأبيض الناصع، ومرة بالأخضر الداكن ومرة بالديباج الأسود، وفي سنة 641هـ غير الخليفة الناصر، الكسوة إلى اللون الأخضر. 
وفي القرن السادس عشر إبان الدولة العثمانية استقرت كسوة الكعبة على اللون الأسود مع اضافة ايات قرآنية مطرزة باللون الذهبي والفضي بخط الثلث العربي، تصنع في دار خصصت لهذا الغرض في حي الخرنفش سنة ١٨١٨ وكانوا العاملين في نسيج وزخرفة هذا الكساء المشرف على وضوء مستمر ويتلون القرآن الكريم بصوت جماعي حتى ينتهون من العمل، وتنقل الكسوة من مصر على محمل من الجمال فى موكب عظيم يعين له أمير مخصوص يسمى أمير الحج، يطوف بين الناس في أحياء القاهرة الذين يحتفلون ببدء الموكب الشريف نحو مكة المكرمة في عام 1346 هـ – 1926م أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود أمراً ملكياً بتشييد مصنع أم القرى الخاص بصناعة الكسوة الشريفة، وجلب له أبرع الفنيين والعمال، وفي عام 1382هـ صدر مرسوم بتجديد المصنع، واستمر إنتاجه حتى عام 1977م، وافتتح الملك عبدالعزيز مقراً جديداً في أم الجود، ويتكون المصنع من ستة أقسام، هي: الحزام والنسيج اليدوي والصباغة والنسيج الآلي والطباعة والستارة الداخلية.

search