الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:06 م

اكتشاف آلاف الوفيات بعد أسابيع.. وباء الوحدة يجتاح بريطانيا

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

إن أسوأ كابوس بالنسبة لكثير من الناس هو الموت وحيدًا، ثم يكتشف الناس بعد أسابيع وقد أكله الدود.

وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية، أن وفيات الوحدة أصبحت وباء يجتاح المملكة المتحدة، أي الموت وحيدًا دون أن يتم اكتشافه.

في العام الماضي، تم العثور على 9000 شخص بعد أسبوع على الأقل من وفاتهم بمفردهم، وهو رقم مخيف يكشف حقيقة المجتمع المتشرذم بشكل متزايد، وهذا يعني أن الكثير يموتون دون أن يحزن عليهم أحد أو يلاحظهم أحد، وفقا للصحيفة.

وأضافت أن الظاهرة المأساوية المتمثلة في وفاة الناس في منازلهم بمفردهم ــ والعزلة الاجتماعية الشديدة التي تجعل رحيلهم يمر دون أن يلاحظه أحد لأيام أو أسابيع أو شهور أو حتى سنوات ــ ليست بالأمر الهين على الإطلاق. بل إنها أصبحت حقيقة واقعة على نحو متزايد في بعض البلدان.

اليابان

وتكثر مثل هذه الحالات في اليابان، حيث يتزايد  وباء ما يسمى "الوفيات المنفردة" بشكل مطرد، ووفقًا لأرقام جديدة أصدرتها الشرطة، توفي ما يقرب من 22000 مواطن بمفردهم ودون أن يلاحظهم أحد في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي إلى 68000 بحلول نهاية العام. ويعادل هذا الرقم حوالي 4 في المائة من إجمالي الوفيات السنوية في اليابان البالغ 1.59 مليون حالة.

ويرجع هذا جزئيا إلى شيخوخة السكان - 80 في المائة من الذين تم اكتشافهم في النهاية كانوا في سن 65 عامًا أو أكثر - إلى جانب حقيقة أن عددًا متزايدًا من الناس يقضون سنوات الشفق الخاصة بهم يعيشون بمفردهم، وبين عامي 2015 و 2020، ارتفعت الأسر المنفردة بنسبة 13.3 في المائة لتشكل 38 في المائة من جميع الأسر في اليابان؛ أكثر من 7.38 مليون شخص فوق سن 65 عامًا ينتمون إلى هذه الفئة السكانية.

وقال وزير الصحة كيزو تاكيمي "من المؤكد أن احتمالات الموت الانفرادي ستزداد في المجتمع من الآن فصاعدا. ومن المهم أن نتعامل مع هذه القضية بشكل مباشر".

ولكن اليابان ليست وحدها في هذا المأزق. ففي المملكة المتحدة يعيش نحو 4.2 مليون شخص فوق سن الخامسة والستين ــ أي نحو 7.5% من إجمالي السكان ــ بمفردهم، وفقاً لمؤسسة Age UK. ولعل الأمر الأكثر دلالة هو حقيقة مفادها أن أكثر من مليون شخص مسن يقولون إنهم يشعرون بالوحدة، وأنهم قد يقضون أكثر من شهر في المرة الواحدة دون التحدث إلى صديق أو جار أو فرد من أفراد الأسرة.

مخاطر الوحدة

لا يقتصر تأثير الشعور بالوحدة على صحتنا العقلية فحسب، بل إنه يرتبط أيضًا بنتائج جسدية أسوأ، تُظهر الأبحاث أن الشعور بالوحدة يرتبط بارتفاع ضغط الدم واستجابات الإجهاد الحادة، ويرتبط بسوء النوم، ويمكن أن يزيد من خطر الوفاة المبكرة  بنسبة 26 في المائة، وفقًا لحملة إنهاء الشعور بالوحدة، وبالتالي، فإن حقيقة الشعور بالوحدة قد تزيد من فرصة "الموت بالوحدة".

search