السبت، 23 نوفمبر 2024

05:52 م

الدكتور محمد فوزي

الدكتور محمد فوزي

A A

السعودية رايح جاي

الشقيقة المملكة العربية السعودية ستستضيف مباراة السوبر الأفريقي في سبتمبر المقبل بين قطبي القارة الأفريقية الأهلي والزمالك، واللذان يمثلان الجزء الأكبر من تاريخ مصر الرياضي.

هناك انقسام بين جماهير الكرة المصرية وعشاق الساحرة المستديرة لأنصار الفريقين أو المعسكرين الأحمر والأبيض، وهذا يرجع لعدة أسباب.

أولهما أن المستشار تركي آل الشيخ ينتمي للقلعه الحمراء فهو مشجع للأهلي من طراز فريد ومحب وعاشق للفانلة الحمراء، ولما لا وهو كان الرئيس الشرفي للنادي الأهلي في فترة سابقة وداعما كبيرا له، هذا يمثل لعشاق الملكي كما يلقبون الزمالك من قبل أنصاره، بأنه يساند ويدعم الاهلي ضد الزمالك.

السبب الثاني، أن البعض يرى أن استاد مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية، كان يفضل أن تقام عليه المباراة لعدة أسباب متعلقة بالتسويق والصورة الذهنية وترويج للعاصمة عن طريق تسليط الضوء عليها لان القاعدة العريضه من الجماهير المصرية والعربية والأفريقية ستتابع المباراة، وهذا يعتبر قيمة مضافة تسويقيا واستثماريا وهناك عوائد ضخمه ستعود على مصر جراء استضافة السوبر الأفريقي على ملعب استاد العاصمة الإدارية.

وهناك البعض يرى أنه من الأفضل أن تنظمه السعودية وخير ما فعل المستشار تركي آل الشيخ من استضافة هذا اللقاء لنجاحه من قبل تنظيميا وإداريا وإعلاميا في مباراة السوبر المصري والتي أقيمت على ملعب الأول بارك فبراير الماضي.

ولكن هنا في هذه السطور نود أن نوضح بعض النقاط الهامة:

أولا:- المعني بإسناد هذه المباراة لأي جهة تنظيميا وإداريا وتسويقيا هو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم برئاسة الجنوب إفريقي موتسيبي وهذا حق اصيل للاتحاد لتسويق منتجه وجلب وجذب مزيد من الأموال من خلال تسويق هذه المباراه التاريخية.

ثانيا:- مصر والسعودية تربطهما علاقات ثنائية تاريخيّة كبيرة والسعودية بها أكبر جالية مصرية إذا سنرى الاستاد ممتلئ عن آخره.

ثالثا:- السعودية أصبح لديها طفره كبيرة وعالمية سواء على الصعيد الرياضي أو الفني وأصبحت تمثل مع مصر قوة رياضية وفنية بل واقتصادية من خلال استثمار القوة الناعمة التي ستضع الرياضة العربية والفن والسينما العربية في المقدمة وفي مواجهة الغرب بعدما أصبح هناك إنتاج أفلام سينمائية بمواصفات عالمية.

رابعا:- مصر ستستفيد كثيرا من هذا اللقاء على جميع المستويات سواء ماديا للفريقين، أو تسويقيا لأن طرفي اللقاء مصري، وأيضاً ستستفيد السعودية تنظيما من هذا اللقاء الهام جدا، ودائما مصر والسعودية يمثلان قوة ضاربة على مستوى المجالات.

خامسا:- في أوروبا وكبرى الأندية العالمية نرى دربياتهم وبطولاتهم ومباراتهم الحاسمة تقام في دول آخرى هل هذا يقلل من شأن تلك الدول التي تنتمي إليها هذه الأندية العالمية.. بالطبع لا!!.

هل إسبانيا تأثرت سياحيا واقتصادها انهار من إقامة مباريات ريال مدريد أو برشلونه في ألمانيا أو إنجلترا أو قطر؟، هل لاحظنا أيضا انهيار إنجلترا أو المانيا أو هولندا أو إيطاليا من إقامة مبارياتهم الحاسمة أو مباريات السوبر في بلدان الدوريات الخمس الكبرى؟.

أفهم جيدا طبيعة وسيكولوجية الشعب المصري، ولكن هنا على الإعلام المصري دور كبير في التوعية والتأكيد على العلاقات الثنائية بين مصر وكل أشقائها العرب وأصدقائها من دول أفريقيا وأوروبا وباقي دول العالم.

مصر بفضل قيادتها السياسية الحكيمة تتمتع بعلاقات مميزة عن ذي قبل مع معظم دول العالم، وهذا شيئ لو تعلمون عظيم، وسيمثل قيمة مضافة حقيقية سنلمسها قريبا.

أخيرا 
كل الشكر للملكة العربية السعودية التي تثق في الرياضة المصرية وتسعى دائما لاستضافة كبرى المباريات المصرية، وهذا يعكس مدى قوة المنتج المصري الرياضي صاحب الشعبية الأولى في المنطقة، مثله مثل الفن وعمالقة الفن المصري الحديث اللذين يشكلان الآن القوة الناعمة عربيا وأفريقيا وقريبا عالميا، من خلال التعاون المثمر ما بين المتحدة للخدمات الإعلامية وهيئة الترفيه، وياليت كل المباريات الكبرى المصرية وأيضاً السعودية تكون رايح جاي بين مصر والسعودية.

search