الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:17 ص

توتر سياسي ومفارقات للكبار.. مهرجان لكرة القدم في يورو 2024

يورو 2024

يورو 2024

محمود صبري

A A

ساعات قليلة تفصلنا عن نهائي كأس أمم أوروبا “يورو 2024”، بين منتخبي إنجلترا وإسبانيا، التي تقام في تمام العاشرة مساء اليوم الأحد، على الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية “برلين”.

ويسلط “تليجراف مصر” الضوء على بعض أبرز الأحداث واللحظات الإيجابية والسلبية في “مهرجان كرة القدم” الذي أقيم في ألمانيا هذا الصيف.

أجواء رائعة

بعد تأجيل بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 بسبب فيروس كورونا، والذي تسبب في حرمانها من الشعور المتماسك بالروح، شهد هذا الصيف توافد حشود من المشجعين إلى ألمانيا بحثًا عن عودة الشغف للبطولة.

وكان العديد من الذين اختاروا عدم التوجه إلى قطر لحضور نهائيات كأس العالم 2022 ينتظرون بفارغ الصبر بدء البطولة.

وكان المشجعون أحد أبرز أحداث البطولة، سواء كان الأمر يتعلق بمشجعي تركيا الذين يطلقون أبواق سياراتهم طوال الليل بعد انتصاراتهم، أو الهولنديين الذين حولوا المدن المضيفة إلى "بحر من اللون البرتقالي" أو الاسكتلنديين الذين يصنعون الأصدقاء أينما ذهبوا، فقد أثبتوا مرارا وتكرارا أن المشجعين يصنعون كرة القدم.

مفارقات الكبار 

في حين تألقت إسبانيا في مسيرتها نحو النهائي، فشلت العديد من الفرق الأقوى في تقديم أداء ممتع.

خرجت فرنسا من الدور نصف النهائي رغم أنها سجلت هدفا واحدا فقط من اللعب المفتوح، حيث اتبعت نهجًا يعتمد على السلامة أولا.

وفعلت إنجلترا بقيادة جاريث ساوثجيت الشيء نفسه خلال مسيرتها نحو النهائي، حيث سددت خمس تسديدات فقط على المرمى على مدار 240 دقيقة أمام سلوفاكيا وسويسرا في دور الستة عشر وربع النهائي على التوالي، قبل أن تفوز باللقب في الوقت الإضافي وركلات الترجيح.

احتاجت البرتغال، التي أهدر مهاجمها المخضرم كريستيانو رونالدو فرصا كثيرة للتأهل، إلى ركلات الترجيح للتغلب على سلوفينيا بعد التعادل بدون أهداف في دور الستة عشر، ثم خرجت بركلات الترجيح مرة أخرى بعد التعادل بدون أهداف مع فرنسا.

على الورق، سجل النجم الأبرز في البطولة، كيليان مبابي، نجم المنتخب الفرنسي، هدفا واحدا فقط وكان من ركلة جزاء، في حين كان هاري كين، نجم منتخب إنجلترا، ظلاً لنفسه.

منتخبات صغيرة مزدهرة

كان منتخب جورجيا الذي يشارك لأول مرة هو قصة النجاح الأكبر في البطولة التي استمتعت فيها العديد من الفرق الصغيرة بلحظات رائعة.

في حين ينتقد كثيرون توسيع بطولة أوروبا من 16 إلى 24 فريقا، أظهرت بعض الدول الأصغر حجما لماذا يمكن أن يكون ذلك إيجابيا أيضا.

حققت جورجيا إنجازا تاريخيا بفوزها الأول على الإطلاق في بطولة أوروبا لكرة القدم بعد فوز مفاجئ 2-0 على البرتغال لتصل إلى أدوار خروج المغلوب، بل وتقدمت في النتيجة ضد إسبانيا التي بلغت النهائي في دور الستة عشر.

كانت سلوفاكيا قد وضعت إنجلترا على حافة الهاوية في تلك الجولة، ولم ينقذ إنجلترا سوى جود بيلينجهام بهدف مذهل من ركلة مقصية، في حين تجاوزت البرتغال سلوفينيا بصعوبة بالغة.

نجح فريق المدرب ماتياز كيك في الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب في بطولة كبرى لأول مرة في تاريخه.

التوتر السياسي

في ظل المناخ السياسي الذي اتسم بالانتخابات، في مختلف أنحاء أوروبا، كانت هناك بعض النقاط المثيرة.

تم إيقاف المدافع التركي ميريح ديميرال بسبب قيامه بإشارة مرتبطة بجماعة الذئاب الرمادية التركية اليمينية المتطرفة.

وقال ديميرال إن تحية الذئب التي قام بها لم تكن تحمل أي رسالة خفية وكانت بمثابة إظهار للفخر التركي لكنها أثارت حادثة دبلوماسية بين بلاده وألمانيا الدولة المضيفة، التي انتقد ساستها الأمر.

وفي الوقت نفسه، تسببت الهتافات المسيئة التي وجهها مشجعو ألبانيا وكرواتيا ضد الصرب في مرحلة المجموعات في تغريم كلا الفريقين من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

تألق الجيل التالي

في حين فشلت أسماء النجوم الراسخة إلى حد ما في ألمانيا، فقد تفوق اللاعبون الشباب.

وأصبح الإسباني لامين يامال أصغر هداف في تاريخ البطولة بعمر 16 عاما بهدفه المذهل في مرمى فرنسا، فيما على الجانب الآخر برز نيكو ويليامز، الذي بلغ للتو 22 عاما، على منافسيه أيضا.

كان سعي ألمانيا للحصول على اللقب مدعومًا بجمال موسيالا (21 عامًا) من بايرن ميونيخ، فيما قاد أردا جولر (19 عامًا)، تركيا إلى ربع النهائي لأول مرة منذ عام 2008.

أثبت كوبي ماينو، لاعب مانشستر يونايتد، البالغ من العمر 19 عامًا، نفسه كلاعب مؤثر في خط وسط إنجلترا.

فقدان الدفاع عن اللقب 

لم ينجح أي فريق في الدفاع عن لقب بطولة أوروبا باستثناء إسبانيا في عام 2012، لكن محاولة إيطاليا هذا الصيف لم تكن أقل من بائسة.

بعد التألق في بطولة أوروبا 2020 فقد المنتخب الإيطالي العديد من لاعبيه الأساسيين من ذلك الجانب، بما في ذلك جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي وماركو فيراتي، وسقطوا بشكل مروع في ألمانيا.

فاز المنتخب الإيطالي على ألبانيا 2-1 لكنه خسر 1-0 أمام إسبانيا ثم خطف بطاقة التأهل بهدف في اللحظات الأخيرة من مباراته أمام كرواتيا ليتعادل 1-1.

واجه المدرب لوتشيانو سباليتي صعوبة في إيجاد إيقاع مناسب لفريقه الذي وصفه بأنه "بطيء" بعد خروجه من دور الستة عشر على يد سويسرا.

search