الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:33 م

السرطان يلتهم رحم سيدة بسبب السدادات القطنية

سرطان الرحم - تعبيرية

سرطان الرحم - تعبيرية

منى الصاوي

A A

آلام مبرحة أسفل البطن أيقظتها من سباتها العميق، بكاء وصراخ أفزع زوجها خلال نومه، حيث أسرع بالنزول بها إلى مستشفى قريب من المنزل.

كشف طبي طارئ

حالة طارئة.. هكذا استقبلها الأطباء وأجروا الكشف الطبي عليها للوقوف إلى سبب تلك الآلام، ربما التهاب في الزائدة الدودية، أو مغص كلوي، إلا أن أشعة "السونار" كان لها رأيًا مختلفًا.

أورام بالرحم

ورم كبير يسكن عنق الرحم، يجاوره ورمان أقل حجمًا، كادوا أن يغلقوا فم المهبل تمامًا، هكذا شخّص طبيب الاستقبال الحالة، موجهًا إياها إلى ضرورة العرض على طبيب أمراض النساء، بحسب روايتها لـ "تليجراف مصر".

تشخيص دقيق

مرت الساعات وذهبت الزوجة المكلومة "هند.ح"، 35 عامًا، إلى طبيب النساء المختص، "إيه اللي حصل يا دكتور، وإيه الأورام دي كلها؟".
وبدأ استشاري أمراض النساء والتوليد، الدكتور محمد كامل، بتوجيه الأسئلة للمريضة، "بتشتكي من إيه؟ لتجيب هي "وجع لا يحتمل في آخر بطني، والوجع مسمع في ضهري".

فزع ورعب

واستكملت حديثها والدموع تنهمر من عينيها، "دكتور الأشعة قال لي إن في 3 أورام، ومن الممكن أن يكونوا سرطان.. ومن وقتها وأنا مرعوبة".
التقط الطبيب طرف الحديث وقال لها، "هل لديك في العائلة تاريخ مرضي بسرطان الرحم؟، لتجيب هي "لا".
دون الطبيب تلك الملحوظات على ورقة، وطلب منها إجراء تحاليل عدة وأشعة كي يتمكن من تشخيص الحالة بصورة دقيقة.

رحلة الكشف عن السرطان

"رحلة الكشف عن السرطان"، أجرت السيدة الفحوصات المطلوبة، وذهبت مجددًا إلى الطبيب، ليؤكد رواية طبيب الأشعة.. "سرطان بالرحم".

تبادل الطرفان الحديث، الطبيب يسأل والمريضة تجيب، ليقف الأول على سبب وجود تلك الأورام بهذا الشكل في الرحم، إذ أرجع إصابتها بالمرض الخبيث إلى استخدامها السدادات القطنية خلال فترة الحيض كأحد الأسباب.

رواية حزينة

خبر كالصاعقة استقبلته المريضة، وظلت تردد "استبدلت الفوط القطنية القديمة بالسدادات، كانت مريحة ومش بتبان في الهدوم، كنت بنزل بيها البحر وبلبس المايوه براحتي".
استوقفتنا تلك الرواية الحزينة بتفاصيلها المؤلمة، وأجبرتنا على البحث فيما وراء السدادات القطنية، وما تحمله من مواد قد تفتك بالنساء وتعرض حياتهن للخطر.

السدادات القطنية

أكد تقرير نشره موقع CNN، رواية الطبيب المصري، حول خطورة تلك السدادات القطنية المستخدمة في فترة الحيض على صحة النساء.

يشير التقرير إلى أن السدادات القطنية ومنتجات الدورة الشهرية الأخرى قد تحتوي على مواد كيميائية مثل مركبات "البيرفلوروألكيل والبولي فلوروألكيل (PFAS)"، والتي تُعرف أيضًا باسم الفثالات، بالإضافة إلى المركبات العضوية المتطايرة (VOC) التي يمكن أن تُنبعث كغاز أو عطر من منتجات استهلاكية عدة.

مواد كيميائية مركبة

ويشير التقرير إلى أن تلك المنتجات تحتوي على "الزرنيخ والرصاص" اللذين يحفزان نمو الخلايا السرطانية، إذ تنتقل المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المثيرة للقلق من منتجات الدورة الشهرية إلى الجسم، ما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة المرأة.
ومن بين المعادن المستخدمة في منتجات الدورة الشهرية، شملت القائمة 16 معدنًا ثقيلًا ومن بينها الزرنيخ، والباريوم، والكالسيوم، والكادميوم، والكوبالت، والكروم، والنحاس، والحديد، والمنغنيز، والزئبق، والنيكل، والرصاص، والسيلينيوم، والسترونتيوم، والفاناديوم، والزنك.

نصائح عامة

ينصح الأطباء القائمون على الدراسة، بعدم استخدام السدادات القطنية في أثناء الليل أو مدة تزيد عن ثماني ساعات، نظرًا لزيادة خطر الإصابة بمتلازمة الصدمة السامة.
وتُعتبر هذه الحالة عدوى بكتيرية مميتة قد تؤدي إلى فشل الأعضاء والوفاة إذا لم يتم علاجها بشكل فوري. 
تشمل أعراضها ارتفاعًا مفاجئًا في درجة الحرارة، والإسهال، والدوخة، والقيء، والطفح الجلدي الذي يشبه حروق الشمس، مما يجعل العناية الطبية الفورية ضرورية.

search