الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:41 ص

سراج منير.. "صامت" أنقذه "السيكو سيكو" من قبضة الألمان

الفنان سراج منير وميمي شكيب

الفنان سراج منير وميمي شكيب

منى الصاوي

A A

فرض اسم الفنان سراج منير نفسه بقوة في تغطية ذكرى ميلاده الـ120، واستمر الاحتفاء به لليوم الثالث منذ 15 يوليو الماضي، يوم مولده من عام 1904.

 الكاتب الصحفي بهاء حجازي، استطرد في الاحتفاء بالفنان الراحل سراج منير في منشور عبر صفحته على فيسبوك، ووصفه بأحد أهم نجوم عصر السينما الذهبي.

اسم مركب

قال حجازي إن سراج منير "اسم مركب"، إذ كان يريد والده أن يسميه سراج، بينما جده يرغب في تسميته منير، فاقترحت الأم تسميته بالاسمين معًا، تيمنًا بالآية الكريمة، “وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا”، وهو شقيق الفنان فطين عبد الوهاب زوج الفنانة ليلى مراد.

يروي الكاتب رحلة الفنان مع الطب بقوله، "إن والده أراده أن يلتحق بكلية الطب، وأرسله إلى ألمانيا للدراسة، إلا أن السينما كانت أهم ما يشغل بال منير الابن، والسينما لحست دماغه".

من الطب إلى السينما

ترك سراج منير الدراسة بكلية الطب وانتقل إلى التمثيل، وبدأ بعدد من الأدوار في الأفلام الصامتة، إلا أن عرف أهله ما فعله بألمانيا وقاطعوه تمامًا، وحاول الرجوع إلى مصر، لكن الأوضاع السياسية آنذاك حالت دون ذلك، إذ أصدرت ألمانيا قرارًا باحتجاز المصريين، "أي مصري هو من رعايا إنجلترا ومش ها يسيب البلد إلا لو في شغل ليه في بلده"، على حد قول بهاء حجازي.

تدخل يوسف وهبي

يضيف، “علم الفنان يوسف وهبي بتلك الأزمة، وأرسل لسراج منير رسالة يقول فيها، تعالا أنا عاوزك عشان المسرحية (السيكو سيكو) اللي بنعملها، وكان الهدف من تلك الرسالة الوهمية إنقاذ الثاني من قبضة الألمان”.

قصة حب جمعت سراج منير وميمي شكيب، إلا أن والدته وقفت أمام إتمام زواجه منها، بحجة أنها مطلقة ولديها أولاد، وقالت له حينذاك، "أنت طول بعرض شبه أمناء الشرطة، مينفعش"، إلا أن تولى الفنان نجيب الريحاني إقناع والدته، وبالفعل تزوج ميمي، بحسب حجازي.

سراج منير وميمي شكيب

زواج سراج منير بميمي شكيب استمر طويلًا، وأنتجا فيلم "حكم قراقوش"، ولجأ الإثنان إلى رهن فيلتهم الخاصة للبنك الأهلي، كما باعا المصوغات الذهبية الخاصة بالثانية لإنتاج الفيلم الذي أخرجه فطين عبد الوهاب، وتكلف حينها 40 جنيهًا، وكان هذا المبلغ كبيرًا جدًا وقتئذ، إذ استعانا بأحدث المعدات وطاقم تصوير من خارج مصر، وعلى الرغم من كل هذا الإنتاج الضخم، فشل الفيلم فشلًا ذريعًا، الأمر الذي ألقى بظلاله على حالة سراج منير الصحية، وأصيب بذبحة صدرية، وفق الكاتب الصحفي.

ذبحة صدرية

استكمل حجازي روايته قائلًا، "سراج منير كان مريضًا بالقلب، وله صديق يعاني المرض نفسه، وتوفي الثاني وهو نائم بعد وجبة عشاء، وبعد أن شارك في جنازته قال منير إلى زوجته، (يا سلام أما موتة لطيفة خالص يا ميمي، ياما نفسي أموت كدة)، وعندما نهرته قال (هو حد يطول موتة مريحة كدة، يسهر مع أصحابه وحبايبه ويتعشى عشوة لذيذة ويروح السينما ويروح البيت يغير هدومه، ويطلب كوباية ماية ساقعة وينام والصبح يجوا يصحوه علشان يشرب الشاي ويفطر يلاقوه بيشرب الشاي مع الملايكة، مفيش أروق ولا أطعم من كدة".

موتة هنيئة

يروي الكاتب، “بعد أيام مات سراج منير بنفس الطريقة والتفاصيل بالضبط.، روح البيت من الشغل، شرب كوباية ماية ونام، وجاءت ميمي لتوقظه فوجدته ميتًا”.

وفي رواية أخرى حكاها المخرج حلمي رفلة، قال إنه تحدث مع سراج منير وقال له، "عايز الست ميمى تيجي بكرة من إسكندرية ضروري علشان عندنا كام شوت في فيلم لازم نخلصهم قبل سفر عبد الحليم"، رد عليه سراج منير، قال له "مستحيل يا حلمي لأن عندها شغل في الفرقة (فرقة المسرح)".

قال حلمي رفلة، "مارست عليه ضغوطًا وظللت ألّح عليه، وقال لي (فيه طريقة واحدة بس إن ميمي تيجي تصور، إن واحد من الفرقة يموت بكرة)، وبعدما ضحكت، استكمل كلامه (أنا تحت أمرك يا حلمي.. أموت لك بكرة، ومات فعلا)".

search