الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:06 ص

أكياس قمامة وأعواد ثقاب.. مليارديرات جمعوا ثرواتهم من لا شيء

مؤسس إيكيا

مؤسس إيكيا

ولاء عدلان

A A

"طريق المليون يبدأ بخطوة واحدة"، عبارة تنطبق حرفيًا على المئات من الأثرياء العصاميين الذين بدأوا من تحت الصفر وعملوا في وظائف متواضعة كبائع لأكياس القمامة أو لأعواد الثقاب أو عامل تنظيف مراحيض أو صحون.

عدد المليارديرات حول العالم اليوم حوالي 2781 مليارديرًا، ويتجاوز حجم ثرواتهم حاجز 14 تريليون دولار، وربما تظن أنهم ممن ينطبق عليهم المثل الشعبي "مولود وفي فمه معلقة ذهب"، إلا أن العديد منهم بدأ حياته المهنية بجمع عشرات السنتات أو الدولارات، ولم يتصوّر أن ثروته ستصبح بمليارات الدولارات ذات يوم.

تضم قائمة المليارديرات العصاميين العديد من المشاهير الذين نحتوا في الصخر ليصلوا إلى القمة، أمثال مالك فريق دالاس مافريكس لكرة السلة وشبكة لاند مارك ومؤسس واتساب  ومؤسس أيكيا والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا وغيرهم.

مارك كوبان بائع الأكياس

ولد الملياردير الأمريكي، مارك كوبان (66 عامًا)، أحد أهم رواد الأعمال عالميًا، لأسرة يهودية من محدودي الدخل، وعندما أراد في سن المراهقة شراء حذاء لممارسة معشوقته الأولى "كرة السلة" اضطر للعمل كبائع لأكياس القمامة لتأمين ثمن الحذاء، وظل يعمل إلى جانب دراسته في مهن متواضعة بائعًا للصحف ونادلًا بالمطاعم، لتأمين مصروفاته وإعانة أسرته. 

تخرج كوبان في عام 1981 من جامعة إنديانا بدرجة بكالوريوس إدارة الأعمال، وعلى الفور التحق للعمل في "بور بيزنس سوفت ووير" كمندوب للميعات وبعددها بسنوات بسيطة أطلق شركته الأولى “مايكرو سوليوشنز” لبيع البرامج الإلكترونية، وباعها في عام 1990 بمقابل 6 ملايين دولار. 

ولم يكن كوبان أبدًا أسيرًا لشركاته، إذ تعامل معها بمبدأ المشروع القابل للاستثمار لفترة ثم البيع في الوقت المناسب لتحقيق أعلى ربحية، ففي عام  1989 شارك في تأسيس “أوديو نت” للبث التلفزيوني، ثم استحوذ عليها في 1995 وحولها إلى "برودكاست دوت كوم" التي باعها في 1999 لـ”ياهو” مقابل 5.7 مليار دولار، وفي عام 2000 دفعه عشقه لكرة السلة لشراء “دالاس مافريكس” مقابل 285 مليون دولار، وأسس كوبان العديد من الشركات ولديه حصص في نحو 400 شركة ناشئة.  

وتقدر ثروة كوبان اليوم بحوالي 5.4 مليار دولار، ويأتي في الترتيب 577 بقائمة مليارديرات العالم، ومن بين الأصول العائدة له شركة “ماجنولياو بكتشرز” للتوزيع وشبكة دور السينما “لاند مارك”، وهو أيضا نجم برنامج تلفزيون الواقع “شارك تانك” ومؤلف ومنتج سينمائي. 

مارك كوبان 

مؤسس واتساب.. مهاجر يعمل بالنظافة 

مؤسس تطبيق الرسائل القصيرة “واتساب” جان كوم (48 عامًا)، قدم في عمر 16 عامًا إلى الولايات المتحدة من موطنه أوكرانيا بحثا عن حياة أفضل بدأها كعامل نظافة بمحل للبقالة وبالأموال التي كان يجنيها تعلم لغة البرمجة، وتمكن في العشرينيات من عمره من العمل بعملاقة الاستشارات المالية “أرنتس آند يونج” بوظفية تتعلق باختبارات الأمن، كما عمل في عام 1996 بشركة لأبحاث أمن الكمبيوتر. 

وفي عام 1997 التحق كوم بشركة ياهو في وظيفة مهندس برمجة، ومن المفارقات أنه تقدم وقتها للالتحاق بالعمل في "فيسبوك"، إلا أن الأخيرة لم تقبله بينما اضطرت بعد سنوات لشراء "واتساب" في صفقة بقيمة 19 مليار دولار، وتبلورت فكرة تطبيق “واتساب” في ذهن جان كوم في مطلع 2009 وقام بتطوريها مع صديقه براين أكتون ليخرج التطبيق إلى النور في فبراير من العام نفسه ويؤسس الصديقان شركتهم الوليدة في كاليفورنيا.

في البداية كان التطبيق قاصرًا على فئة الشركات لكنه سرعان ما ذاع صيته، وبحلول عام 2014 كان يُحمّله مليون شخص يوميًا حول العالم، ما دفع عملاقة وادي السليكون للتنافس على شرائه لتفوز “فيسبوك” بالصفقة ويربح جان كوم قرابة 10 مليارات دولار ويدخل قائمة المليارديرات.

وحاليًا، تُقدّر ثروته بأكثر من 16 مليار دولار، ويأتي في المرتبة 119 بين أثرياء العالم وفق قائمة مجلة “فوربس” الأمريكية.

مؤسس واتساب

انغفار كامبراد بائع أعواد الثقاب

ترك الملياردير السويدي انغفار كامبراد خلفه ثروة بأكثر من 48 مليار دولار عندما رحل عن عالمنا في عام 2018، عن عمر يناهز 91 عامًا، لكنه عندما كان في السادسة من عمره كان يبيع علب أعواد الثقاب، ومع الوقت تمكن من تنمية تجارته، رغم حداثة سنه، لتشمل في سن المراهقة منتجات أخرى مثل الأقلام وأسماك الزينة. 

وفي سن الـ17 عاما تحديدا في عام 1943 أسّس اللبنة الأولى في سلسلة متاجر إيكيا الشهيرة، وكانت وقتها مخصصة لبيع منتجات متواضعة مثل الولاعات والجوارب، وقام بتطوير هذه المنتجات لاحقًا لتشمل الطاولات ثم الأثاث.

وبحلول عام 1956 كانت إيكيا علامة رائدة في عالم الآثاث العصري. وعند وفاته، كانت إيكيا تحقق إيرادات سنوية بأكثر من 60 مليار دولار ولديها قرابة 340 متجرًا حول العالم.

مؤسس إيكيا

رئيس إنفيديا بدأ حياته بتنظيف المراحيض

لن تتخيل أبدًا أن ثروة الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانج التي تقدر اليوم بنحو 110.7 مليار دولار، كانت بدايتها بأعمال متواضعة كتنظيف الصحون والمراحيض، إذ اضطر المهاجر التايواني الأصل هوانج للعمل في سن المراهقة بمطاعم ولاية أوريغون الأمريكية لتأمين مصاريف دراسته.

كان هوانج، المصنف حاليًا بالمركز الـ13 على قائمة مليارديرات العالم، يعمل في متجر Denny's كنادل وعامل نظافة مساء وكان يدرس صباحًا في صفوف مدرسته الثانوية، وفي عام 1984 تخرج في كلية الهندسة بجامعة ولاية أوريغون، وحصل في عام 1992 على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة ستانفورد.

وفور تخرجه عمل في عدة وظائف بشركات تعمل بقطاع التكنولوجيا، وفي عام 1993 بدأ مشروعه الخاص وأسس بالتعاون مع أصداق شركة إنفيديا التي تجاوزت قيمتها السوقية خلال يونيو الماضي حاجز الـ3 تريليونات دولار لأول مرة في تاريخها لتصبح أكبر شركة مدرجة في العالم. 

الرئيس التنفيذي لإنفيديا
search