الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:28 ص

هل يمكن إنقاذ مصر من ارتفاع الحرارة غير المسبوق؟

ارتفاع درجات الحرارة

ارتفاع درجات الحرارة

محمد سامي الكميلي

A A

علق خبراء مناخ، على ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق الذي تشهده مصر، هذه الفترة الزمنية، لا سيما بعد وصول معدل درجات الحرارة في محافظات الصعيد لأكثر من 50 درجة مئوية، وتعرض البلاد لموجات حرارة بشكل متكرر، يظل الفاصل بينهم يوم أو يومين كحد أقصى.

لذا يستعرض "تليجراف مصر" في التقرير التالي، هل يمكن إنقاذ مصر من ارتفاع درجات الحرارة لضمان عدم تكراره في المواسم الصيفية المقبلة؟ 

مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، الدكتور مجدي علام، قال إن ما تشهده مصر هو تغيير مناخي حاد، لافتا أن العالم في انتظار هذه التغييرات منذ 500 سنة أي مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا التي قامت على الوقود الأحفوري.

وحذر علام من خطورة تداعيات التغييرات المناخية على المحاصيل الزراعية، لأنه يسبب احتراق للمحاصيل وخسارة حوالي 25% من إجمالي المنتج الزراعي، مؤكدا أن الحل الوحيد هو اتباع طرق الزراعة الصناعية (الصوب) وهذا لضمان الحصول الكامل على المنتج الزراعي، خشية من التغير المناخي، وهذا ما اتبعه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مشروع الـ 100 ألف صوبة على طريق الصعيد.

وأكد مجدي علام لـ"تليجراف مصر"، أن لا أحد يستطيع منع التغير المناخي، ولكن المقدور عليه التكيف والتعايش معه، وتجنب أضراره، وهذا من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، لافتا إلى أنه قريبا سيفرض ضرائب على من يستخدم التكنولوجيا الملوثة، لأن أوروبا وأمريكا والدول الصناعية هيأت نفسها، للطاقة الجديدة والمتجددة، للانتهاء من عصر البترول، ففي عام 2045 سيختفي البترول من الدخول في الصناعة، فالعالم سيكون تكنولوجي بطاقة خضراء.

وأكد أنه من الصعب تحسين حالة الطقس، وحمايته من التغييرات المناخية، ولكن سيكون هناك حالة تأقلم، وهذا عن طريق تغيير شكل المنازل لأنه من الصعب استخدام كل دول العالم لأجهزة التكييف، فلا بد من محاولة التأقلم على حسب الطبيعة وليست على حسب هوى البشر، موضحا أن المنازل ستكون مبينة بواسطة الطوب اللبني أو الأخشاب، والتخلي تماما عن المنازل الخرسانية.

أكد أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ بجامعة عين شمس، الدكتور عبد المسيح سمعان، أن ما تشهده البلاد في الفترة الحالية هو تغيير مناخي، ولا يوجد طرق لمواجهته وتوقفه، ولكن يوجد إمكانيات لحماية أنفسنا منه، والتكيف مع هذه التغييرات، ضاربا مثلا: "إذا كانت درجة الحرارة 40 لا نسطتيع أن نخفضها لـ 38".

ولفت "سمعان" لـ"تليجراف مصر" إلى أن عام 2024، يعد العام الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة، منذ معرفة قياس درجات الحرارة في 1920.

وأوضح أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، أن السبب وراء ارتفاع معدل درجات الحرارة هذه الموسم الصيفي في مصر، وجود 3 ظواهر في وقت واحد، الأولى هي ظاهرة النينو، التي تشكل هواء ساخن وأكثر رطوبة، والثانية ظاهرة الهند الموسمية التي تسببت في نسب رطوبة مرتفعة، والثالثة هي ظاهرة القباب الحرارية التي تطوّل فترة الموجات الحرارية.

وأكد أن لا بديل عن التحسين من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، وهذا من خلال تقليل استخدام الوقود الأحفوري، والاتجاه لاستعمال الطاقات المتجددة (الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الهيدروجين)، وكذا زراعة مساحات كبيرة من غابات الأشجار، لأنه قادر على استيعان نحو ربع كمية ثاني أكسيد الكربون الموجودة في المناخ.

search