الأحد، 08 سبتمبر 2024

06:01 ص

محاولات سرقة الحضارة المصرية.. من متاحف تركيا إلى أفلام هوليوود

صورة موضوعية

صورة موضوعية

محمد لطفي أبوعقيل

A A

أكد كبير الأثريين بوزارة الآثار، الدكتور مجدي شاكر، أن الحضارة المصرية تتعرض لمحاولات متكررة لسرقة أمجادها ونسبها إلى حضارات وثقافات أخرى.

وأثار افتتاح متحف كردي في تركيا، الأسبوع الماضي، جدلاً واسعاً بسبب عرضه نماذج مقلدة من الآثار المصرية، حيث حضر الافتتاح العديد من الوزراء والشخصيات المهمة.

وأوضح شاكر في تصريحاته لـ"تليجراف مصر" أن هذه المحاولات لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدتها إلى إنتاج أفلام وثائقية مثيرة للجدل وادعاءات تاريخية غير صحيحة، مما يستدعي تدخلاً حازماً من الدولة لحماية تراثها العريق.

دكتور مجدي شاكر كبير الاثريين بوزارة الاثار

ليس له صاحب

وأضاف شاكر، للأسف أصبح تاريخ حضارتنا منهبا للجميع كأنه ليس له صاحب، والدولة لم تتخذ أي إجراء فعلي، وهناك الكثير من الأمثلة لمحاولة سرقة الحضارة المصرية في الفترة السابقة آخرها فيلم عن الملكة كليوباترا، كان من تمثيل الممثلة الإسرائيلية "جال جادوت"، ولم يكن هناك أي رد.

وأوضح، أنه كان لليهود كذلك العديد من المحاولات لنسب أصولهم إلى مصر، حيث أن هناك العديد من الفيديوهات التي انتشرت لهم على الإنترنت وهم يقولون لأطفالهم في المدارس إن مصر هي بلد الأهرامات ونحن من بنيناها.

منذ زمن بعيد

وتابع شاكر، كذلك حاول أحد مغني موسيقى الراب يدعى "ترافيس سكوت" وهو أحد مناصري الأفروسينتريك، إقامة حفل عند سفح الهرم منذ فترة ولكن تم إلغاؤها بسبب اعتراض الجمهور.

وأكمل، هذه الأمور قديمة جداً ومنذ زمن بعيد، حيث أن السود قد بدأوا الانتساب إلى الحضارات المختلفة منذ بداية تحرير العبيد، وظهور المركزية الأمريكية لمواجهة المركزية الأوروبية في منتصف العشرينات، وزاد ظهورهم أكثر في السبعينيات والثمانينيات، عندما ظهر السنغالي "شيخ أنتا ديوب"، الذي كان يدرس علم المصريات في فرنسا، وبدأ بالترويج للمركزية الأفريقية، وألف العديد من الكتب عنا وعن نسبهم للفراعنة.

أصول فرعونية

وواصل، كما أنهم ادعوا أن المصريين الذين سكنوا مصر محدثين وليسوا من أصول فرعونية بل جاءوا من الهند وأوروبا، كذلك قالوا إن المصريين قاموا بكسر أنوف التماثيل لتشويهها وإخفاء هويتها وبالتأكيد كل هذه الادعاءات كاذبة، حيث أن كسر أنوف التماثيل كان عادة فرعونية قديمة الهدف منها أن يأمن عملية عدم تعرف الروح على الشخص والتخلص منه تماماً.

الأسرة الـ25

وتابع الخبير الأثري بوزارة الآثار، الدكتور شريف شعبان، أن هناك محاولات كثيرة لخطف أصول الحضارة المصرية وآخر من يحاول ذلك هم جماعة المركزية الأفريقية "الأفروسينتريك"، حيث أنهم يعتبرون أنفسهم أساس الحضاراة، وقاموا بالكثير من عمليات الضعط الإعلامي على شكل برامج تليفزيونية والأفلام.

وأوضح شعبان في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أنهم تحججوا في محاولاتهم بفترة حكم الأسرة الـ25 أو ما تسمى بالأسرة الكوشية، التي  حكمت مصر عام 665 قبل الميلاد.

خبير الاثار دكتور شريف شعبان

وتابع، "أصل هذه الأسرة من النوبة وكانوا سود البشرة ولكن ليسوا أفارقة، يتحدثون باللغة المصرية القديمة، ويقدمون نفس القرابين المصرية ولهم نفس المعبودات، حتى أن المصريين القدماء لم يعتبروا فترة حكمهم احتلالا، لأنهم كانوا جزء من مصر القديمة وكانوا يعتبرونهم فراعنة بعرق مختلف.

88 عاما فقط

وأشار شعبان، إلى أن حكم النوبيين لم يستمر سوى لـ 88 عاماً فقط، من أصل آلاف السنين، لافتاً أنهم متمسكين بجزء بسيط من التاريخ المصري بحكم أسرة كان في نهاية التاريخ الفرعوني.

وأكمل، تحجج جماعة الأفروسينتريك كذلك باللون الأسود الذي لونت به التماثيل وجدارن المعابد الفرعونية، موضحاً أن اللون الأسود كان له قدسية خاصة عند المصريين القدماء ويعني قوة الروح وكان يستخدم للحماية، وليس له أي دلالة على الجنس أو العرق.

الملكه كليوباترا 

وواصل شعبان، "من ضمن محاولاتهم لنسب أنفسهم للحضارة المصرية قامت شركة "نيتفليكس"، بإنتاج فيلم وثائقي عن الملكة كليوباترا قامت ببطولته ممثلة سوداء البشرة، ذلك الذي قابله سخرية كبيرة حيث أن الملكة كليوباترا كانت بيضاء البشرة لأنها من أصول يونانية".

search