الأحد، 08 سبتمبر 2024

07:43 ص

إسلام أبو النجا

إسلام أبو النجا

A A

تخاريف علي بيه مظهر

لا شك أن موهبة الأستاذ محمد صبحي التمثيلية تستحق الثناء والتقدير، وله العديد من الأدوار التي أمتعت المشاهدين لعشرات السنين، ومازالت، ومن الإنصاف اعتبار صبحي من الأسماء الرائدة، وأنه بصحبة "لينين الرملى" قدما علامات تعتبر من أهم الأعمال في تاريخ المسرح المصري، سواء من حيث القيمة الفنية أو النجاح  الجماهيري.

لكن الأستاذ صبحي خلال الفترة الأخيرة انجذب لمستنقع الترند، بترديد تخاريف علمية وهمية، وتبني وجهة نظر شعبوية، تساهم في تجهيل المجتمع، رغم ادعاء التنوير والتثقيف وانتهاج المثل العليا.
والحقيقة المؤسفة أن ما يقوم به محاولة للفت الانتباه كي يتواجد في دائرة الضوء، بعد محدودية النجاح في أعماله الأخيرة، وبدلا من التفتيش عن الأسباب وعلاجها، اختار الترند "ونيس"، متغافلا عن قيمته وتاريخه، كما يفعل الإنسان "الهمجي"، على عكس ما كنا نأمله من الأستاذ محمد صبحي الجوكر.

على جانب آخر يجب إلزام الإعلاميين بعدم نشر مثل هذه الأفكار العبثية على العامة مثل "البغبان"، لخطورة النتائج، فليس من المعقول أن يقول الأستاذ صبحي الأرض ليست كروية، في حين أن المركز القومي للبحوث الفلكية يقول إنها كروية، أو أن يقول إن أمريكا تستطيع التحكم في المناخ والبراكين والزلازل والأعاصير، وقد قامت بتجربة ذلك في كوريا على حد قوله، في حين أن السواحل الأمريكية لا تخلو من الأعاصير المميتة كل عام، ألم يكن من المنطق حماية سواحلها أولا قبل الحكم على كوريا بالجفاف.. الخ.

إن نشر مثل هذه الأفكار الجاهلة على لسان المشاهير له آثار سلبية خطيرة على المجتمعات، فتجعل الناس غير مقدرة للحقائق العلمية المثبتة، وتنغمس في وحل الجهالة، وتضيع من ركب التقدم والتحضر.
ومن باب المسؤولية الأخلاقية ننتظر من الأستاذ الكبير محمد صبحي الاعتذار عن مغالطاته، والكفّ عن الاستسهال في سرد الخزعبلات من أجل نيل الترند، والتركيز على أعماله الفنية القادمة، بعيدًا عن الفردية الطاغية التي أضعفت أعماله الأخيرة كونه هو بطل العرض الأوحد، والمخرج، والكاتب، والمنتج. لأننا لا نرضى أن يقال لمن أمتعنا كثيرًا، انتهى الدرس يا غبي.

search